“وهلأ لوين؟!”.. ليس عنوان فيلم لبناني.. بقلم مصطفى عزقي
“وهلأ لوين؟!”.. سؤالٌ بات يخطر في بال كل مواطن لبناني اليوم.
منهم من فقد ابنًا.. أبًا.. أمًا.. أخًا.. حُلمًا أمنيةً أملًا في حياةٍ جميلة..
في وطنٍ إقتصاده المدولر بات ينهش في أحلام مواطنيه رويدًا رويدًا، ومع جنون سعر الصرف، يقف فيه المواطن الفاقد لحس المواطنية والمسؤولية مكتوف الأيدي، يناجي مسؤوليه الذين أطلقوا رصاصة اللارحمة في رأسه مذ أن لطخ إصبعه بحبر اقتراع أسمائهم بعد أن ارتشى،ولُقِّن، وآمن بالخلاص، واستبشر بهم خيرًا.
رسم المواطن في بلدي خطوط البيروقراطية التي باتت تدق مسامير نعشه يومًا بعد يوم بسوء الخدمات على كافة الصعد،
فلا تجد مستشفًى تأويه ولا غذاءً يغذيه ولا طرقات معبّدة إلا للبهائم.
في وطني، بات الهروب من وباءٍ مستشرٍ إنهيارًا للإقتصاد،
والزراعة فيه هروبًا من الانهيار،
والصناعة فيه شعارًا يطلقه كل وزير مستجد على الإعلام دون تطبيق خطة واضحة لإنعاشه.
في وطني، بات الإعلام “تطبيلًا” للزعيم الفلاني لحمايته من الإملاءات الخارجية وتصفية الحسابات الطائفية، مأجورًا من دولة تقف وراءه تستخدمه وإيانا كحجارة شطرنج لتنفيذ مصالحها.
في وطني، بات الانفتاح على الشرق إلغاءً للمسيحية، والإنفتاح على الغرب عمالة، والإنفتاح على العرب حدّث ولا حرج، وثيقة بيعٍ علنية لفلسطين.
“مُت يا شعب لبنان العظيم” ، هذا ما خبأه حاكموك الظالمون في قلوبهم، وهذه هي الإيديولوجية التي زرعوها في عقولكم،
حتى كرهتم بعضكم بعضًا باسْمِ الطائفية، وحتى بتّم كإخوة يوسف، دون وجوده، فمن فينا يوسف في هذا الوطن الذليل.
في وطني، نحتاج إلى من يشعر أن المواطن أهم من الكرسي، وأن الوطن هو البيت الذي له حرمته، نحتاج إلى من يمد يده إلى الذين يريدون أن يبنوا وطنًا قيل عنه “سويسرا الشرق”، غنى له العظماء، تخرّج منه الفلاسفة والمفكّرون والعباقرة، نحتاج لمن يبلسم جراحنا ويزرع فينا المواطنية وحس المسؤولية، نحتاج إلى أبٍ عطوف جامع، لا يفرّق، نحتاج إلى موسى الصدر يصدح فينا في الساحات ليعلّمنا كيف تبنى الأوطان، قبل أن نجده في مزابل التاريخ كما قال سماحته يومًا “أعاده الله وفكره إلى قلوبنا”.