رسالة إلى الإمام القائد السيد موسى الصدر |عبدالله ناصرالدين|
12-08-2024
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الإمام،
أتوجه إليكم بهذه الرسالة محملة بأسمى آيات التقدير والاحترام، لما قدمتموه من تضحيات وجهود جبارة في سبيل حماية لبنان، وطن العيش المشترك بين الأديان والمذاهب، والوطن النهائي لجميع أبنائه وبنيه.
لقد كنتم يا سماحة الإمام الراعي الأول للحوار من أجل الوطن والمواطن، تسعون دائماً إلى تحقيق الوحدة والتآخي بين جميع مكونات المجتمع اللبناني. إن تأسيسكم للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1967 ، وحركة المحرومين عام 1974، والتي جاء تأسيسها بقسم عظيم بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع)، وأفواج المقاومة اللبنانية “أمل” عام 1975، التي أوصت مجاهديها بأن يكونوا مؤمنين حسينيين، كانت جميعها خطوات جليلة نحو حماية لبنان كل لبنان ودعمه في مواجهة الأعداء.
سماحة الإمام،
لقد دُرب الشباب اللبناني على أيديكم على حمل السلاح، الذي اعتبرتموه زينة الرجال، لمواجهة الأطماع الإسرائيلية التي تستهدف أرضنا وخيرات بلدنا من مياه وثروات طبيعية. لقد ضحيتم بكل ما لديكم من أجل صناعة لبنان المقاوم، الرافض للاحتلال الإسرائيلي الذي اغتصب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف عام 1948 ولا يزال يحتل أراضٍ عربية لتحقيق مخططاته ومؤامراته.
وفي زيارتكم إلى ليبيا في 31 آب 1978، اختطفتم على يد معمر القذافي، ولا يزال مصيركم مجهولاً إلى يومنا هذا. ورغم غيابكم، بقيت حركة أمل التي أسستموها، وتعاظمت قوتها وانتشر فكرها ونهجها على امتداد الوطن. عملت الحركة على تنمية البلدات والمدن المحرومة والعمل من أجل الإنسان تحت شعار الايمان بالله بمعناه الحقيقي والايمان بالانسان ، وتحرير الأراضي المحتلة من رجس الاحتلال الإسرائيلية الذي حققناه في 25 أيار 2000 وما كان ليتحقق لولا انتفاضة السادس من شباط عام 1984 التي شكّلت مدماكا عليه قام كل النهوض الوطني بكل مراحله وليس آخرها انتصار التحرير، ولولاها لما كان لبنان قد عاش كل الفترة التي أعقبتها حتى اليوم. وقدمت الحركة الآلاف من أبنائها شهداء على مذبح الوطن، حتى استعادت الدولة سلطتها على كامل أراضيها تحت قيادة القامة الوطنية والشخصية العروبية العظيمة، دولة الرئيس نبيه بري.
سيدي يا سماحة الإمام،
تحية لكم في سجنكم، ونعاهدكم بالسير على خطاكم ونهجكم. ونسأل الله ان يعيدكم الى ساحات جهادكم في القريب من الأيام.