اخر الاخباربريد القراء

اعتذر بكلمات من خواص الحياة (بقلم حاطوم مفيد حاطوم)


الإعتذار ليس مجرّد كلمة، بل هو صفة من الصفات الحميدة التي يجب على الجميع أن يتمتعوا بها، فهو مليء بالحب والتفاؤل، ولا يأتي بمثله إلّا من آمن إيماناً طبيعياً بحياة الإنسان. وهو يعمل على تجديد العلاقات بين الناس. وهو الجوهرة الموجودة التي في حاجة إلى عين تبصرها، أو الغوّاص الذي يغوص في عمق المعاني لإكتشاف الحقيقة. فهو الثروة والعظمة، اللتان نكتسبهما من عائلتنا، من مجتمعنا، ومن وطننا.
ومما لا شك فيه، أن الإعتذار يواجه العنف، ومفيد للمتلقي وللمانح، وهو مسؤولية وشجاعة، ليؤكد إحترام الذات. وهو فرصة للتغيير لإعادة بناء الثقة، والرغبة في التعويض والتعبير عن الندم، وفرصة للتعلّم والنمو.
كنت أسأل نفسي ومازلت، والأفكار تراودني في الرغبة على الإعتذار، بكلمات رصينة، متواضعة، إرادية. اكتب وأمحو وأعود لأكتب وأمحو ما كتبت من جديد! او افتش على كلمات في قواميس المتفائلين. لأرفع الستار عن مشاعري المخبوءة بين حنايا الضيق ومتنفسي الوحيد حينما يخنقني الألم… لأنقل مما في قلبي وعقلي إلى قلوبهم وعقولهم…
نعم أعتذر، وبكل فخر وإعتزاز، كالشمس الساطعة التي تهتدي بنورها الأبصار الصحيحة. ولكي اقتلع الظلمة الدامسة من غياهب الجهل، فالإعتذار ليس إلّا أنه لأخفف من غضب الأشخاص الذين اذيتهم بالكلمة والتصرفات والمعاملة، برسالة سلمية، وأقرّ أن الخطأ هو خطائي، وأنني حريص على عدم ايذاء الآخرين.
نعم أعتذر، لأنني أرى أن العالم يهتز ويترنح، لأنه يعيش حالة من شدة الأزمات والضيق والظلم والقهر، وتزداد الكوارث والتغيرات البيئية وتشتد الامراض المستعصية وتضرب الجسم العالمي، لأنه تحت سيطرة الشيطان المتمثل ب”سعدو بيك”، الذي أغرق إنسان هذا العصر في ظلمة حضارته، ونسي القيم والفضائل والأخلاق والتعاليم الإلهية، التي تلقاها على صورة الله ج.ج.
المظاهر متعددة لحقيقة واحدة في كون واحد؛ مقسّمة إلى قسمين لا ثالث لهما، نور وظلمة، حق وباطل، وخير وشر، إلى آخر الأزدواجات في المخلوقات لينفرد ج.ج ويتنزه عن مخلوقاته. وليس الصراع الذي نشهده ونعيشه هنا وهناك وفي مكان من العالم في حقيقته سوى بين الخير والشر، الحق والباطل. لتمييز الحق وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
لذا كان القرار، والفرصة لتصحيح أخطائي، وأن اعتذر من الذين قيمتهم عندي لا تعادلها أثمان: أهلي، أمي، أختي، أخي، عائلتي بدءاً من زوجتي حبيبتي وأولادي، مفيد، وأشرف وجوري، أقاربي، أصدقائي، معارفي من دون استثناء، وكل امرء صادفته مروراً من سن المراهقة حتى يومنا هذا وكذلك في المستقبل. أظن أن السعادة لطيفة حين ترتسم على محياهم… ليخلعون العبوس ويرتدون الإبتسامة!
جبران خليل جبران قال: الإعتذار لايعني أنك على خطأ فقط، بل يعني أنك تقدّر العلاقة مع الآخرين وتمنحها أهمية كبيرة.
وأيضا، بمناسبة عيد الحب ان رسالتي هذه، هي لأحبائي الذين لهم مني السلام وعلى من لست أنساهم ان غابوا عن العين في القلب مأواهم…
وللبقية تتمة…
حاطوم مفيد حاطوم
كاتب لبناني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى