وفدٌ من قيادة حركة “فتح” في لبنان يُعزِّي برحيل المناضلة آمنة عبده خليفة في كفرشوبا
زارَ وفدٌ من قيادة حركة “فتح” في لبنان بلدة كفر شوبا في العرقوب جنوبي لبنان، يوم السبت ٢٢-٨-٢٠٢٠، حيثُ قدّم التعزية بوفاة المناضلة آمنة عبده خليفة، وجال في عدد من مؤسسات البلدة.
وضمَّ الوفدُ عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” عضو قيادة الحركة في الساحة اللبنانية جمال قشمر، وعضو قيادة حركة “فتح” – إقليم لبنان مسؤول الإعلام والتعبئة الفكرية علي خليفة، ونائب القائد العسكري والتنظيمي لحركة “فتح” في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله العميد أبو فادي منور، ومسؤول العلاقات أبو نادر العسوس، إلى جانب أعضاء قيادة حركة “فتح” في لبنان الإخوة بلال أصلان وعبد المولى راحيل ومطيع أبو الليل، وعدد من أعضاء قيادة الحركة في منطقتَي صور وعمّار بن ياسر التنظيميتين، وأعضاء من طاقم قناة “فتح TV”.
بدايةً زار الوفد منزل الشهيدة المناضلة آمنة عبده خليفة “أم فهد”، حيثُ كانت في استقبالهم عائلة الشهيدة “أم فهد”، ورئيس بلدية كفرشوبا د.قاسم القادري، ونائب رئيس البلدية والمخاتير وكوكبة من أبناء البلدة.
وأثناء الزيارة اتصل سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور بعائلة “أم فهد”، فقدّم إليهم التعزية، وأكّد أنَّ العزاء فلسطيني لبناني مشترك برحيل المناضلة آمنة خليفة التي كانت رمزًا للتضحية والوفاء، مُشيدًا بدورها النضالي في إيواء الفدائيين ومؤكِّدًا الفخر والاعتزاز بأهالي كفرشوبا والعرقوب “فتح لاند” وبنضالهم التاريخي العريق وبهذه المحطة المجيدة من مسيرة نضالنا المتواصل لتحرير فلسطين.
بدوره أكَّدَ أمين سر حركة “فتح” وفصائل “م.ت.ف” في لبنان فتحي أبو العردات، خلال اتصال هاتفي، أنَّ الشهيدة المناضلة تجسّد عنوانًا رائدًا من عناوين النضال الوطني الفلسطيني والعربي الصادق، وتحدّث عن دورها في احتضان أوائل الفدائيين في منزلها، ومن بينهم الشهيد القائد ياسر عرفات، ووجّه تحيةً إلى أهالي كفرشوبا، وإلى أبناء المناضلة وبناتها، الذين ساروا على درب النضال والثورة.
من جانبه توجّه حفيد الفقيدة، الإعلامي رامي نوفل، بالشكر لسعادة السفير دبور واللواء أبو العردات على اتصالهما، مؤكّدًا وحدة الدم اللبناني والفلسطيني والسوري الذي روى هذه الأرض الطيبة المباركة، وقال: “إنَّ دماءنا وديعة الأمّة فينا متى طلبتها وجدتها”.
واستنكر الهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، معاهدًا فلسطين على البقاء على العهد والوفاء لها والاستعداد للتضحية في سبيلها.
كما اتصل من فلسطين عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” الحاج إسماعيل معزيًا بالفقيدة.
وكانت كلمةٌ ألقاها عضو قيادة الساحة اللبنانية جمال قشمر، أشاد فيها بمناقبية الفقيدة وخصالها وتاريخها النضالي، وقال: “بزيارتنا اليوم جئنا نردُّ قليلاً قليلاً من الوفاء الذي غمرتنا به والدتنا أم فهد (أم الفدائيين)”.
كما نوّه بالتاريخ النضالي لزوجها ومناقبيته، إذ كان عينًا للفدائيين ودليلاً لهم. واستعاد بعضًا من الذكريات الصعبة والجميلة في مسيرة النضال ضدَّ العدو الصهيوني التي احتضنتها كفرشوبا والعرقوب وتحمّلت الاعتداءات والاجتياحات والخسائر بالأرواح والمنازل والتهجير ولم تغيّر أو تبدل في انتمائها.
وأضاف قشمر: “لذا حرص بعض المناضلين الذين خدموا في هذه المنطقة ومنهم من جُرِح واحتضن جراحهم أهل هذه المنطقة، أن يأتوا إلى هذه البلدة، لذلك ليس غريبًا أن تعانقوا هؤلاء المناضلين الذين لم يكونوا يومًا إلّا أبناءكم، تتشرفون بهم ويتشرفون بكم”.
وختم قائلاً: “الديار بأهلها، صحيح أننا في منزل متواضع، لكنه شامخ كشموخ أهله وصبرهم وصدقهم وإيثارهم. شامخ لأنه آوى الفدائيين وقائدنا ياسر عرفات”.
من جانبه، نوّه رئيس البلدية د.قاسم القادري بالعلاقة ما بين الفدائيين وكفرشوبا، وقال: “من هذه البلدة التي دُمّرت خمس مرات، والتي كانت حضنًا وعرينًا للمقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة “فتح” العمود الفقري للثورة الفلسطينية، والتي احتضنت واستقبلت ودافعت بدماء أبنائها وبأموالها وأمنها عن المقاومة الفلسطينية وحرب التحرير الشعبية التي آمنت بها بعد هزيمة الأنظمة العربية والجيوش العربية في العام ١٩٦٧، فكانت الانطلاقة الفلسطينية من هذه البلدة. فباسم هذه البلدة وبلدية كفرشوبا والهيئة الاختيارية وجميع أبناء البلدة نُرحّب بحركة “فتح” والوفد المرافق”.
وكانت كلمة لابن المناضلة آمنة خليفة، توجّه فيها بالشكر والتقدير للوفد الزائر شارحًا ما قدّمه والداه للفدائيين.
أما شقيق الشهيدة أم فهد فكانت له وصية لشعبنا الفلسطيني بالوحدة والتكاتف والتآزر لأنه لا انتصار بدونها.
بدورهن كانت لبنات المناضلة وقريباتها كلمات أكدن فيها السير على درب النضال الذي قدمت الشهيدة التضحيات في سبيله.
وقد ازداد اللقاء دفئًا وحبًا عندما عرّف بعض الإخوة الفدائيين عن أنفسهم، وكانت قاعدتهم في كفرشوبا، حيثُ توطدت علاقاتهم الأخوية مع أبنائها.
بعد ذلك قدم الوفد درعًا تكريميةً للمناضلة الشهيدة تسلّمها ابنها فهد قصب، ثُمَّ توجهوا إلى ضريحها فوضعوا عليه إكليلاً من الورد وقرؤوا الفاتحة لروحها وأرواح شهداء كفرشوبا.
كما جال الوفد يتقدمه رئيس البلدية على المؤسسات الدينية والتربوية والرياضية وعلى امتداد الخط المحاذي لانتشار العدو الصهيوني الغاشم، وبعدها لبّى دعوةً لمأدبة غداء عن روح الشهيدة “أم فهد” في دارها، وفي طريق العودة كانت للوفد زيارة لبلدة كفر حمام.