اخر الاخبار

شيخ العقل دعا خلال اجتماع بدار الطائفة لأن يبقى حراك السويداء سلميا ووطنيا

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز اجتماعا موّسعا، في دار الطائفة في بيروت اليوم وحضره الى جانب شيخ العقل للطائفة الدكتور سامي ابي المنى لنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات درزية عدة.

وفي كلمة له، اشار ابي المنى الى انه “لا بدَّ من الإعراب عن أسفنا لما آلت إليه الأمورُ السياسية في لبنان من تعقيدٍ وتعنُّتٍ وانسدادِ أفقٍ وغيابٍ للحوار وعجزٍ عن التفاهم وإفشالٍ لكلّ مساعي التسويات المطروحة والممكنة لسدّ الفراغ الرئاسي وتسيير عجلة الدولة ووقف الانهيار المالي. وفي الوقت نفسه لا بدَّ من تقدير الدور الوطنيّ الوسطيّ المتوازن الذي تقومون به في مقدّمة عقلاء هذه البلاد، حصراً للتجاذبات وسعياً لإنقاذ الوطن من الفراغ والفوضى وانهيار المؤسسات، على أمل أن يبادرَ جميعُ المسؤولين في الداخل إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتسهيل سُبُل الحلول لتمهيد الطريق للتدخُّل الخارجي المطلوب”.

وتابع “سأحاول أن أطرحَ بعضَ الأفكار تمهيداً لنقاشٍ مُجدٍ ومفتوح حول الوضعِ الراهن، ورغبةً في الاستماع إلى رأي وليد بك بالدرجة الأولى، وهو الأكثرُ إلماماً وحرصاً على مستوى الطائفة وعلى مستوى الوطن، بما لديه من تجاربَ ومن بعدِ نظر، وما يتحمّلُه من مسؤولياتٍ ويبذلُه من تضحياتٍ ويوفِّرُه من تقديمات، وهو المعرَّضُ دائماً لعيون الحسَّاد الداعشيينَ من كلِّ اتّجاه والمتربّصين به وبمواقفِه شرَّاً، وهو الضنينُ بوطن التنوُّع والحوار، والساعي الدائمُ لصون المصالحة وترسيخِ العيش الواحد في الجبل، كما في كلّ لبنان، والحريصُ على المؤسسات الدستورية والرسمية حرصَه على مؤسسات الطائفة وعلى كلّ ما يُسهم في نهضة الجبل والوطن، وعلى كلِّ ما يحفظُ كرامةَ العائلةِ المعروفيَّةِ أينما وُجِدت”.

ولفت ابي المنى الى “إننا إذ نرغبُ الاستماعَ إلى كلمة القيادة، وإلى حضرة الزملاءِ أصحابِ المسؤولية والدراية، وإلى مَن يرغب من الأخوةِ الحاضرينَ الكرام، لمزيدٍ من الاطِّلاع ِوالتشاورِ وتصويب الأمور، فإنّنا نؤكِّدُ من هذا الموقِعِ اهتمامَنا بالموضوع الوطني أوَّلاً قبل الموضوع الطائفي، كونَنا وطنيين راسخين في ولائنا الوطنيّ قبل أيِّ ولاءٍ آخر، كما نؤكّدُ اهتمامَنا المركَّز بموضوع الطائفة كذلك دون أيِّ تردُّدٍ أو خجل، باعتبارِها طائفةً أساسيةً في هذا الوطن وفي بلاد الشام، ضامنةً للهويّة العربية، ضاربةً في عمق التاريخ والوجدان؛ بأصالتِها الممهورة ووطنيَّتِها المشهورة وتضحياتِها الكبيرة، فالموحِّدون الدروزُ ما كانوا يوماً سوى حماةِ الثغور والأوطان والمبادئ، ولم يعيشوا يوماً هاجسَ كونِهم أقليَّةً عدديّة، بل كانوا دوماً أكثريّةً مناضلة وأكثريةً محافظة وأكثريةً صادقة في انتمائها وتجذُّرها في الوطن. لقد كان الموحِّدون الدروزُ على مرِّ التاريخ الركنَ الأساسيَّ في تثبيت الوحدة الوطنية في أوطانِهم، ودعاةَ الحوار الأوائلَ، وصمَّامَ الأمانِ في مقاومة الاستعمار والطغيان، وإن كانوا مسالمين بطبيعتِهم ولائذين في حمى عقيدتِهم التوحيدية ومسلكِهم العرفاني، لا يعتدون ولا يقبلون أيَّ اعتداء، صادقين في إيمانِهم وفي محبّتِهم وفي شراكتِهم الاجتماعية والوطنيّة، لا طموحَ لهم سوى العيش بكرامةٍ إنسانية وعزَّةٍ وطنيَّة، مؤكِّدين أن الدينَ عاملٌ للجَمع وليس للفُرقة، وأنَّ العملَ المشترَك النابعَ من إرادةٍ طيِّبة وكلمةٍ طيِّبة هو الثمرةُ الطيِّبة لرسالة العيش معاً”.واعتبر بان “الواقع الدرزيَّ العام بات يُوحي بالخِشيةٍ على المستقبَل في خضمِّ ما نَشهدُه من متغيِّرات ومخططاتٍ ومؤامرات، وهو ما يحُثُّنا على واجب العمل المبرمَجِ والممنهَج في مجتمعنا للتصدي للتحديات، ولاحتضان العائلاتِ الدرزية وتمكينِها في مواجهة الصعوبات، ولترسيخ الثوابت التوحيدية والقيم الاجتماعية، والحفاظ على المبادئ والأسس الإيمانية والفكرية والأخلاقية، والتمسُّك بالجذور العربية الإسلامية للموحِّدين، وبالإرث اللبناني الوطني المشترَك، وتنميةِ حسّ الانتماء والولاء للوطن، وتقديرِ تضحيات الآباء والأجداد الجسيمةِ المبذولة عبر التاريخ، والمشاركةِ الفاعلة ثقافيّاً وعمليَّاً في حمل الرسالة التوحيدية ورسالة الحوار والسلام، ومواكبةِ التقدُّم الإنساني بوعيٍ وانفتاح، واحترامِ التكامل بين القيادة السياسية والمجتمعَين الديني والزمني، والتبصُّرِ معاً بآفاق المستقبل، وتَدارُكِ المخاطر ومواجهة التحديات بحكمةٍ وواقعية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى