هذا ما دار في لقاء لدى احد كبار المصرفيين حضره سفير دولة اوروبية
علمت “الجمهورية”، أنّ لقاء عُقد قبل أيام قليلة لدى احد كبار المصرفيين، حضره سفير دولة اوروبية معنية بالشأن اللبناني، وعدد محدود من الشخصيّات السياسية ورجال المال والاقتصاد.
وبحسب المعلومات، فإنّ التقييم العام للوضع في لبنان، أدرجه في خانة الميؤوس منه، وانّ علاجه يتطلب سنوات عديدة إن تشكّلت اليوم، حكومة توحي بالثقة وتطبّق برنامج اصلاحات جذرياً وجدّياً، ولكن مع تعذّر الوصول الى مثل هذه الحكومة، فسيبقى لبنان في الدوامة ذاتها.
ولخّص مشاركون في اللقاء لـ”الجمهورية”، الملاحظات التي ابداها السفير الاوروبي كما يلي:
– انّ العالم امام خريطة جديدة، والمنطقة تتشكّل من جديد، واما انتم في لبنان لم تقدروا على تشكيل حكومة، بل تُغرقون انفسكم في السطحيات التي تضرّ ببلدكم. عليكم ان تدركوا أنّ الحكومة لن تُعطى لكم، الحكومة انتم تمنحونها لنفسكم، وقد رسمت المبادرة الفرنسية خريطة الطريق الى هذه الحكومة الإنقاذية.
– مشكلتكم في لبنان انكم وفّرتم كل مقوّمات السقوط لبلدكم، ورفضتم كل يد مُدّت اليكم، وعندما قيل لكم انّ بلدكم يغرق لم تعبأوا، بل واظبتم على تعطيل انفسكم، وفي الوقت نفسه واظبتم على طلب المساعدة من الدول الصديقة.
– المجتمع الدولي نظر الى لبنان قبل انفجار مرفأ بيروت كحالة ميؤوس منها في الاستجابة الى اصلاحات تخرجه من مأزقه، وبعد انفجار المرفأ فتح المجتمع الدولي عيونه تجاهكم، وقال لكم ساعدوا انفسكم لنساعدكم، لكنكم واظبتم على الانكار وعدم الاعتراف بالواقع المرير الذي بلغه لبنان، وما زلتم تُغرقون السفينة اللبنانية عمداً.
– لقد قدّم المجتمع الدولي اقصى ما لديه تجاه لبنان، وهو الآن ينتظر ما ستقدّمونه انتم تجاه بلدكم.
– انّ ربط تأليف الحكومة في لبنان بالانتقال ما بين ادارتين اميركيتين (في 20 كانون الثاني الجاري)، هو خطوة تنمّ عن قراءة غير واقعية للمشهد اللبناني وكذلك المشهد الاميركي، فلا نعتقد انّ ثمة رابطاً بين الأمرين، ولا نتوقع اية متغيّرات قد يشهدها لبنان بعد 20 كانون الثاني. يُضاف الى ذلك انّ احداث 6 كانون الثاني قد فرضت اولويات جديدة امام الادارة الاميركية الجديدة، عنوانها اعادة توحيد الشعب الاميركي بعد الانقسام الذي اظهرته الانتخابات الرئاسية، وهذا قد يتطلب سنوات، وربما يستغرق طيلة ولاية جو بايدن.
الجمهورية