اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

إنتخابات 2022- الديار: عودة الشكوك حول مصير الإنتخابات… أزمة النقل تضعف الإقبال

ان همساً بدأ يجري في كواليس مراجع وقيادات سياسية مفاده ان التداعيات الخطيرة التي يشهدها لبنان على صعيد ارتفاع اسعار المحروقات المطرد الى جانب الخطر الذي يتهدد الامن الغذائي، من شأنهما ان يحدثا اثرا كبيرا على العملية الانتخابية، ويؤديا الى هبوط دراماتيكي في عدد الناخبين، لا بل ان الهزّة التي قد يتعرض لها لبنان ستؤثر حتما على الوضع العام في البلاد وتطيح بالانتخابات.

 
هل صحيح هذا الكلام أم انه يندرج في اطار توفير الحجج والمبررات لتأجيل الانتخابات؟ وهل يمكن ان يجرؤ اي طرف على تظهير هذه الحقيقة ومفاتحة اللبنانيين بها؟
 
وفي موضوع طرح «المغاسنتر» لم يبد اي طرف معارضته لاعتمادها، بل شارك الجميع في التأكيد عليها، لكنهم اختلفوا على اقرارها في مجلس النواب سابقا، خشية البعض منهم ان تكون سببا في تأجيل الانتخابات بين ستة أشهر وسنة.
 

وفي كل الاحوال، يواجه الجميع في غياب «الميغاسنتر» مشكلة آخذة بالتفاقم، وهي مشكلة انتقال نسبة كبيرة من الناخبين من اماكن سكنهم الى مراكز صناديق الاقتراع في بلداتهم وقراهم بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات. وهنا يبرز التفاوت في فرص توفير هذه الامكانيات للناخبين من قبل طرف وآخر، حتى ان البعض يرى الرشوة الانتخابية بكل معنى الكلمة.

وتقول مصادر سياسية مطلعة انه مع اندلاع حرب اوكرانيا وارتفاع سعر المحروقات الصاروخي، بدأ الحديث يتزايد حول هذا الموضوع في الاروقة السياسية وفي بعض اللقاءات المغلقة على نطاق سياسي وحزبي ، على اعتبار ان كلفة النقل ستقلل في كل الاحوال من نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع، وبالتالي ستؤدي الى انخفاض الحاصل الانتخابي في كل دائرة، وما يمكن ان ينتج عن هذا الامر من نتائج متفاوتة وغير محسوبة.

 
وتضيف المصادر نقلا عن قطب سياسي قوله، ان مشكلة ارتفاع اسعار المحروقات بهذا الشكل الجنوني مع استمرار حرب اوكرانيا، وفي ظل الضائقة المعيشية الكبيرة التي يعيشها اللبنانيون، بات يعتبر من ابرز العوامل المؤثرة على عملية الانتخابات، وانه انتقل الى اولوية العناصر التي تثير الشكوك حول مصير الاستحقاق الانتخابي. فالمواطن غير قادر على تأمين كلفة الانتقال الى عمله، فكيف يكون مستعداً لتحمّل عبء الانتقال الى صناديق الاقتراع، اذا اراد ان يكون محرّرا من الولاء لمن يستطيع من القوى او الجماعات تأمين هذه الكلفة مقابل الحصول على صوته؟ ثم ان هناك تفاوتا موجودا اصلا بين امكانيات القوى والاطراف المتنافسة، وهذا التفاوت مرشح للتوسع في ظل ازمة المحروقات والنقل.


وبتقدير القطب السياسي، انه اذا استمرت حرب اوكرانيا الى حين موعد الانتخابات في ايار فان صفيحة البنزين قد تتخطى الثمانمئة الف ليرة، فكيف نطلب من المواطن في مثل هذه الحال الاقبال بحرية وبكثافة على صناديق الاقتراع؟ ثم كيف يمكن ان تؤمن القوى السياسية هذه الكلفة الباهظة؟ ويستدرك قائلا «هذا الكلام ليس تبريرا او حجة لتأجيل الانتخابات، لكن هناك حقائق لا بد من التوقف عندها.
 
ووفقاً للاجواء التي اخذت تسود اخيرا، فان تداعيات الحرب في اوكرانيا امتدت الى كل العالم، ومنها بطبيعة الحال الى لبنان الذي اصبحت معاناته مضاعفة على صعيد ازمة المحروقات واسعار المواد الغذائية الاساسية.


من هنا، يعتقد القطب السياسي كما تنقل عنه المصادر، ان هناك مخاوف جدّية من تزايد تداعيات هذه الحرب على الوضع في لبنان بما في ذلك على موضوع الانتخابات النيابية ومصيرها، لكن هناك مخاوف مماثلة واكثر اذا ارجئت الانتخابات ولو لفترة قصيرة لا تتجاوز الاشهر المعدودة، لأن سلوك هذا الخيار يهدد بانفجار اكبر.

الديار


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى