اخر الاخبار

الحلبي خلال لقائه القصيفي: المحافظة على جو إيجابي في البلد مسؤولية الإعلام

ذكر وزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة، عباس الحلبي، خلال لقائه نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي، على رأس وفد من مجلس النقابة، أن “دوركم كنقابة في البلاد هو دور مهم جدًا، وإن دور الإعلام في البلاد مهم إلى درجة الخطورة، خصوصا أن السلبية التي تحيط ببعض وسائل الإعلام تساعد نسبيًا، في إظهار نقاط الضعف العام، وخلق شعور لدى المواطنين بالإحباط، فهذا البلد هو بلدنا، ومهما اشتدت عليه الظروف، يتوجب علينا ونحن ام الصبي أن نحافظ على مقوماته واركانه لكي نؤمن له الإستمرار، في هذه الأزمة العصيبة، ولنعط أيضا الأمل للشباب اللبناني لكي لا يغادر لبنان، ويقنط من المعيشة في هذا البلد نتيجة للصعوبات التي تواجهه”، لافتًا إلى أنه كان يرغب في استقبالهم في وزارة الإعلام “لكن انقطاع التيار الكهربائي حال دون ذلك”.

وأشار إلى أنه “من المفترض بمن يتحمل مسؤولية الإعلام ان يتحلى بأعلى قدر من المسؤولية للمحافظة على جو إيجابي في البلد، مما يجعل اللبناني يعيش في بلد يحلو فيه العيش والحياة، بينما نرى في عدد من المواقع المتفلتة، ومن عدد من وسائل الإعلام، التي لا تظهر إلا السلبية”.
وأشار الحلبي، إلى “إنزعاجها من العودة إلى التدريس مثلا، سيما وان التعليم من بعد لم يحقق النجاح المرجو منه، في السنتين المنصرمتين جراء كورونا، ولم تتوافر له مقومات النجاح، ونحن في حاجة ماسة للعودة إلى التعليم الحضوري ، لأننا إذا لم نلتحق بالمدارس حضوريا ، فهناك خطر كبير ليس فقط على المدرسة الرسمية، بل على النظام التربوي اللبناني، وهكذا يفقد لبنان ميزة تفاضلية تمتع بها على مدى عشرات السنوات بنوعية التعلم التي كانت متاحة”.
واعتبر أن “دوركم كبير في احتضان هذه الأفواج من الإعلاميين الذين يتخرجون من الجامعات، وادعوكم إلى احتضان الجميع وان تكون الأداة المهنية موحدة، لكي يكون لهذا القطاع محاور واحد، وانتم المحاور القانوني لهذا القطاع أي نقابة المحررين، وادعو إلى محاولة التوحيد بينكم وبين نقابة الصحافة لأنه لا يجوز أن يكون الجسم المهني منقسما بين صحافة ومحررين، كما ان كل الفئات الإعلامية التي لا ترى نفسها عبر تركيبة النقابة، عليكم كمؤتمنين على المهنة ان تحاولوا الجمع بينها ضمن إطار عملية التنظيم التي تتولونها بحكم القانون”.
وصرح الحلبي، “أنني جئت بالوكالة إلى وزارة الإعلام، ولا اعرف كم تدوم المرحلة، لذا ادعو نقابة المحررين إلى تحمل مسؤولياتها المهنية تجاه جميع الإعلاميين، كما ادعو إلى أن نعمل أنا وانتم على تطوير القانون بما يشمل أيضا الإعلام الرقمي، لأن الفئات التي تشاهد التلفزيون وتقرأ الصحف هي إلى انحسار، بينما المواقع الإخبارية بات عددها يفوق الألف وهي تنشر كل شيء في اللحظة عينها، لذا فإن تنظيم هذه المواقع وإدخالها ضمن قانون الإعلام المقروء والمرئي والمسموع والرقمي يجب أن يتم، وان يتم تطوير قانون الإعلام، وأن يستمر تجديده بصورة دورية وممنهجة لكي لا يحدث طلاق بين ما هو واقعي وما هو تشريع . وانا ادعو إلى ان نعمل بزخم واحمل هذا المشروع إلى اللجان النيابية بهدف إقراره”.
وأكد “أنني مؤمن بحرية الإعلام واعتبرها حرية مقدسة، وإذا ضربت هذه الحرية يعني اننا نضرب كينونة لبنان، ولكن ما يجري من فوضى وتفلت يستدعي التركيز على الأخلاق”، معتبرًا أن “التعرض للصحافيين في خلال القيام بمهامهم فإن قانون المطبوعات، هو الذي يبت بهذا الأمر”.
دعا الحلبي، إلى “مواكبة تطوير مناهج كلية الإعلام مع الجامعة اللبنانية مما ينسحب على الجامعات الأخرى، وذلك بما يحاكي الحداثة التي يشهدها قطاع الإعلام ، ولكي يكون خريجو الكليات مواكبين للتطور التكنولوجي في الإعلام”.
بدوره، لفت القصيفي، إلى أن “نزف لبنان مستمر، لا تنفع معه المحاولات المبذولة لوقفه، وكأن الصدأ اصاب منه المفاصل والمرتكزات، حتى إذا عالجت ثغرة انفتحت ثغرات، لا الترقيع عاد يجدي، ولا الدعم والتسليك. والحاجة ماسة إلى لبنان جديد يزهر من حوض المأساة، ويطلع من رحم الألم املا ووعدا”.
وأشار إلى أن “الاعلام عندنا على شاكلة الوطن والمواطنين يمشي على جمر وشوك، وهو الذي فطر على دم وعرق. لكن الإعلام أمام تحديات لا يجوز المرور بها مر الكرام:
أولا: أن تكون له حاضنة قانونية عصرية تحاكي الحداثة وتواكب الحضارة الرقمية ، وذلك يبدأ باحالة مشروع القانون الجديد للاعلام الموجود على طاولة لجنة الإدارة والعدل إلى المجلس النيابي لتتم مناقشته وإدخال التعديلات التي يطمئن إليها الجسم الاعلامي واقراره . لم يعد جائزا أن نستظل قانون العام ١٩٦٢، ونحن في الثلث الأول من الألفية الثالثة.
ثانيا: السعي إلى وضع مدونة سلوك مهنية مركوزة في شرعة وطنية للاعلام.
ثالثا: الالتزام بقيم الحرية والمسؤولية الوطنية، وأن يكون مآل اي مراجعة في مخالفة رأي او نشر، قانون المطبوعات فقط. لن نقبل بأن تتم مقاضاة اي صحافي واعلامي الا أمام محكمة المطبوعات. هذا موقف ثابت ومبدئي لا رجوع عنه.
رابعا: الدفع باتجاه صناعة اعلامية وطنية منتجة توفر الفرص للخريجين والعاملين في المهنة، من خلال الدعوة إلى مؤتمر وطني تحت عنوان: اعلام جديد للبنان ، يشارك فيه الاختصاصيون والمعنيون والنخب الفكرية والثقافية.
خامسا: العمل على تنفيذ المطالب التي سبق لنقابة المحررين أن طالبت بها لدعم أوضاع الصحافيين الاجتماعية والمهنية، خصوصا في هذه الأحوال الصعبة”.
ورأى أنه “اذا كان الإعلام يعكس حركة الحياة بمدها وجزرها، وجمالها وقبحها، فإن دوره في عصرنا الحاضر على درجة عالية من الخطورة. هو صانع الاحداث، وصائد اللحظة”، كما شكر الوزير على كلمته وتحدث أعضاء مجلس النقابة عن مقاربة كل موضوع والخطوات التي تمت في إطاره، ورحبوا بدعوة الوزير إلى عقد ورشة عمل حول أي إعلام نريد.
ثم اجتمع الوزير الحلبي، مع سفير النروج مارتن إيتروفيك، حيث عبر الوزير عن تقديره لكل جهد دولي يقف إلى جانب لبنان، مشيرًا إلى ان “مدارسنا تضم نحو مائتي ألف تلميذ نازح ، وأمل في أن تنظر الجهات المانحة في اوضاع لبنان، وتساعد الدولة اللبنانية لكي يستمر التعليم وترضي الأساتذة ببعض الحوافز وتساعد في توفير المصاريف التشغيلية للمدارس”.
واشار الوزير إلى حاجة لبنان إلى أي مساعدة للقطاع التربوي في البنى التحتية، والمحروقات والطاقة الشمسية وغيرها، وأكد العمل على إبعاد التربية عن الصراعات لكي يستمر القطاع في أداء دوره ورسالته ، مشيرا إلى الخطة الخمسية للوزارة ومحاورها وتفاصيلها.
من جهته، شرح السفير مدى الإطلاع على الواقع في لبنان ونشاط المؤسسات الدولية في لبنان وسوريا، وأكد ان قطاع التعليم بالنسبة إلى بلاده هو أولوية ، وبالتالي هناك استعداد لمناقشة حاجات التربية ، انطلاقا من تفهم النروج لوضع لبنان وحاجاته، والعمل على تحقيق التوازن في العناية باللبنانيين وغير اللبنانيين، واكد استمرار التعاون مع فريق عمل الوزارة في الخطة ومكوناتها.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى