اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

لبنان يعيش “أياماً تاريخية” من انهيار مقومات الدولة.. و”أهل الحل والربط” ماضون في الخلافات على المحاصصة

يعيش لبنان اياما تاريخية، ليس بالمعنى الايجابي للكلمة، بل بفعل الانهيار الكبير في اسس بنيان الدولة بفعل استمرار اصحاب الحل والربط من اهل السلطة في نهجهم التحاصصي المعتاد غير آبهين بما وصلت اليه احوال اللبنانيين مع تخطي سعر صرف الدولار الاميركي الواحد عتبة الـ12 الف ليرة، وهو رقم مرشح للصعود الى مستويات غير مسبوقة طالما لا حل سياسيا في الافق ولا نجاح للمبادرات الخارجية للمساعدة في ايجاد الحل.


في ظل هذا الواقع، لا مؤشرات على احتمال حصول لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لحلحلة العقد الحكومية ، لا بل بالعكس فقد علم” لبنان 24″ ان تعقيدات اضافية ادخلت على الازمة المتفاقمة اصلا وتمثلت بشرط جديد نقله وسطاء عن الرئيس الحريري وهو اشتراط منح “تكتل لبنان القوي” ثقته للحكومة العتيدة، خوفا من فقدان الميثاقية، فسارع “التيار” الى الرد بأنه سيتراجع عن كل التسهيلات التي قدمها اذا تم وضع شروط اضافية.

وقد عكست مواقف الساعات الماضية حجم التعقيدات والتصعيد . فالتيار الوطني الحر” اتهم الرئيس المكلف بأنه “يحتجز في جيبه وكالة مجلس النواب، من دون تنفيذ إرادة الناس بتشكيل حكومة إصلاحية، وقادرة بوزرائها وبرنامجها”، واكد “ان ما هو حاصل اليوم يطرح اسئلة جوهرية حول نوايا رئيس الحكومة المكلف، وأسباب عدم قيامه بواجبه وحول الخيارات الممكنة لمواجهة التعنت غير المبرر”.

ومن المرجح ان يكمل النائب جبران باسيل خطاب التصعيد مرتين اليوم، الاولى ظهرا في ختام المؤتمر السنوي العام للتيار والثانية عند الثامنة والنصف مساء في حوار تلفزيوني حول المستجدات السياسية.

في المقابل أكد نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش “ان مبادرات حكومية محددة حتى اللحظة، بل جوجلة أفكار عليها أن تبرز من خلال طرح واضح المعالم”، اما المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل فاعلن “أن الأمور على مستوى التشكيل ما زالت ترواح مكانها، كاشفا عن حراك جرى خلال الأيام الماضية للبحث عن قواسم مشتركة، من أجل الوصول الى حل وتسوية”. وقال: “ما زلنا في عقدة الثلث المعطل، الذي يشكل بالنسبة إلينا انتحارا واغتيالا للوطن”.

وأعلن خليل أنه خلال الأيام الماضية “قام الرئيس بري بجملة من الاتصالات ولكن للأسف الأطراف المعنية بحل الأزمة لا تزال متمسكة برأيها، وهو ما يؤدي الى تعطيل الحل وإرجائه”، مشيرا الى ان المصيبة هي “تجاهل البعض لعمق هذه الأزمة”.

واليوم تحل ذكرى مرور 16 سنة على انتفاضة “الرابع عشر من آذار” عام 2005 بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري حين نزل مئات الالاف من اللبنانيين الى ساحة الشهداء وكل الشوارع حاملين الاعلام اللبنانية في وقفة امل بنهوض لبنان. والمفارقة ان التاريخ ذاته يحمل اليوم تحركا شعبيا مماثلا ، ولكن هذه المرة، للمطالبة بابعاد شبح الذل والعوز الكبير عن اللبنانيين ، فهل يتعظ المسؤولون وتصحو الضمائر النائمة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى