“ممرّضة تموت مباشرة على الهواء بعد أخذها لقاح كورونا”؟ إليكم الحقيقة

يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا بمزاعم انه يظهر “ممرضة تموت مباشرة على الهواء بعد اخذها لقاح فايزر/بيونتيك” ضد كوفيد-19. غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الممرضة تيفاني دوفر التي نشاهدها في الفيديو لم تمت، بل “شعرت بالدوار وأغمي عليها” بسبب حالة طبية تعانيها، على ما كشفت، وليس بسبب “مكوّن ما في #لقاح كورونا”. FactCheck#


الوقائع: يبدأ الفيديو بمشهد تلقي الممرضة لقاح كورونا، مع شرح اسفل الشاشة بأن “اول التطعيمات انطلقت” في CHI ميموريال. ثم تركز الكاميرا على الممرضة متكلمة، قبل أن تعلو وجهها علامات انزعاج. فتتوقف قليلا عن الكلام، وتترنح قليلا قائلة انها “تشعر بدوار، وأنا آسفة”، ثم تقع أرضاً…

يتكثف التشارك في الفيديو في صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا…). وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): “عاجل‼️ ممرضة تموت مباشرة على الهواء بعد أخذها لقاح فايزر!! نعم إنه آمن ٩٥% ولكن ١٠٠ % موت محتم. إذا صح هذا الخبر فهناك حتما مشكلة خطيرة في هذا اللقاح القاتل”.

التدقيق:

يتزامن نشر هذا الفيديو مع انطلاق حملات التلقيح في الولايات المتحدة في 14 كانون الاول 2020. يومذاك، منحت ولاية نيويورك الأميركية أول جرعة تطعيم من لقاح “فايزر/بيونتيك” المضاد لكوفيد-19 إحدى العاملات لديها في مجال الرعاية الصحية، وهي ممرضة في وحدة الرعاية المركزة في مركز لونغ آيلند الصحي في كوينز، اسمها ساندرا ليندساي، وذلك في منعطف محوري لجهود الولايات المتحدة لاحتواء الفيروس الفتاك.

– حقيقة الفيديو –

وعلى غرار ليندساي، كانت مديرة الممرضات تيفاني دوفر Tiffany Dover التي نشاهدها في الفيديو المتناقل، من الاوائل الذين تلقوا لقاح فايزر/بيونتيك في تشاتانوغا بولاية تينيسي الأميركية. غير أن المزاعم المتعلقة بوفاتها خاطئة.

في واقع الأمر، فقد شعرت دوفر بدوار وأغمي عليها، بعدما تلقت اللقاح في 17 كانون الاول 2020، خلال تكلمها مباشرة على الهواء، في مستشفى CHI ميموريال في تشاتانوغا، حيث تعمل.

وقد أوضحت للصحافيين، بعدما استعادت نشاطها، ان “تعرضها للاغماء ليس رد فعل على أي مكوّن في اللقاح بذاته”، بل “يرتبط بحالة طبية تعانيها”.

وأوضحت أن ما حصل معها “مألوف” لديها، مؤكدة “انها تشعر بخير اليوم”.

– بيان المستشفى –

وقد اصدر مستشفى CHI ميموريال بيانا في 18 كانون الاول 2020 قال فيه: “الخميس 17 كانون الاول 2020، قدّم المستشفى الجرعات الأولى من لقاح فايزر الى ستة أفراد- ثلاثة أطباء وثلاث ممرضات. وبعد فترة وجيزة، وخلال إجراء مقابلة إعلامية، أصيبت إحدى الممرضات بالدوار، وتم تقديم المساعدة اليها. لم تفقد وعيها أبدًا، وتعافت بسرعة. وبعد دقائق من تعافيها، قالت الممرضة في مقابلة إعلامية مع محطات تشاتانوغا التلفزيونية: لديّ تاريخ من الاستجابة المبهمية مفرطة النشاط over-active vagal response. وبالتالي، إذا عانيت ألما من أي شيء، فقد يغمى علي…”.

النهار