اخر الاخبار

في لحظة الفراغ القاتل وغياب المبادرة سعد الحريري… الأعمق والأكثر وضوحاً ! (بقلم المحامي حسن شمس الدين )

ان المقابلة الاستثنائية مع الرئيس سعد الحريري ضمن برنامج صار الوقت عبر محطة ” إم تي في” جاءت في لحظة مصيرية بالغة الخطورة على لبنان واللبنانيين ، حيث يشعر كل الناس بفراغ قاتل وبغياب السياسة والمبادرة والاقدام . اذ ان الفراغ هو عدو السياسة وهو اقصر المسافات نحو المساوىء والفتن والخراب ..

لقد وضع الحريري الجميع امام مسؤولياتهم من دون ان يتخلى هو عن نصيبه من المسؤولية التي اثبت تحليه بأعلى درجاتها من خلال المواقف التي اطلقها وطريقة مقاربته للمواضيع التي اثارها .. وخاطب عقل الجميع وحس المسؤولية لدى الجميع ، وكأنه بذلك يدعو الجميع الى وقفة مع الضمير والمسؤولية الوطنية . اكد حرصه على البلد ومستقبله وعلى حياة اللبنانيين ، بعيدا عن الاستثمار الفئوي او الشعبوية .

تميز سعد الحريري في حديثه بوضوح الرؤية وبتمكنه من الملفات التي خاض فيها ولم يحد لحظة عن تحديد المخاطر والأولويات والمخارج .. لم يوفر أحداً ، ولم يجامل أحدا .. كان هادئاً .. يعرف ماذا يريد ، ويذهب مباشرة الى بيت القصيد ، وينتقي كلامه بدقة العارف .

نجح سعد الحريري في أن يقدم ويقارب مسألة الحكومة ورئاستها ليس من موقع من لديه طموح شخصي او الراغب بالسلطة وانما بشكل واقعي وضمن مسارها الطبيعي والمنطقي ، فلم يكن متعففاً بمعنى التخلي او الهروب من المسؤولية ، ولم يكن شرهاً ولا طامعاً في الموقع والمنصب والسلطة .

بدا سعد الحريري الأقرب الى نبض الشارع والثورة محاكياً وجع الناس ومعبراً عن غضبهم على الطبقة السياسية دون ان يحيّد نفسه عنها ، حين قال ” الناس مش طايقتنا” ، رغم انه ذكر باعتراضه سابقاً على اداء هذه الطبقة وبأنه كان اول من تجاوب مع صرخة الناس ومطالبهم.

رسم الرئيس الحريري خارطة طريق تساعد الجميع في حال اعتمادها ليخرجوا من حساباتهم الضيقة نحو افق المصلحة الوطنية الواسعة . فعندما يقول سعد الحريري بإطلاق مشاورات للتأكد من التزام الأطراف بورقة قصر الصنوبر وما تتضمنه من اصلاحات ، وبتشكيل حكومة المهمة المرتبطة بمدة زمنية محددة  ، فهو يقدم اولولية وقف انهيار لبنان ووضعه على سكة التعافي على البحث بإسم الرئيس المكلف لأن همه تحقيق ما ينقذ البلد .وكان موقفه متقدماً ومميزاً بتأييده وانحيازه لفكرة تحييد المؤسسات الدينية عن السياسة .

لقد كاشف الرئيس الحريري الحليف على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي ، كما غير الحليف .. وأوصل الرسالة بأنه ليس في حساباته السياسية ما يؤدي الى خراب لبنان والى الاقتتال في لبنان. وانه لن يكون جزءا من اي مشروع يؤدي الى الفتنة وسفك الدماء ولو على حساب استمراره في السياسة .

لكن أخطر ما يمكن ان نتلمسه بعد هذه المقابلة، هو اذا لم تجد مناشداته تجاوبا واذانا صاغية من الأفرقاء السياسيين ، لأن الثمن سيكون كبيراً على الشعب اللبناني بكل فئاته .

يبدو أننا امام لحظة كبرى في تحديد المصير ..فهل يتقدم منطق العقل والمسؤولية على الجمود والضياع من اجل حماية لبنان؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى