اخر الاخبار

“لوموند” تحذر: مخاوف من أن يؤدي تفشي الكراهية بلبنان لحرب أهلية!

سلّطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على تفشي مناخ الكراهية في لبنان، محذرة من أن يؤدي ذلك إلى “حرب أهلية”.
 
ففي خندق الغميق، عند مدخل منزل محمد عباس إسماعيل، عُلقت صورة أخيه “علي” الذي قُتل في انفجار مرفأ بيروت مذكور عليها “شهيد الأمة”.
 
 ويقول محمد: “لم نتلق أي زيارات من مسؤولي الدولة فقط قدمت أحزاب الحي تعبيرا على تضامنها”، ويقصد بذلك حركة أمل وحزب الله.
 
يعم الغضب في هذه الأزقة حيث يعمل صغار الحرفيين والتجار، وفق ما رصدت الصحيفة.
 
 وقال محمد معلقا على الوضع: “أريد نتائج التحقيق، أريد أن أعرف لماذا مات أخي”.
 
 وتقول الصحيفة: “هنا يقع التنديد بحقيقة أن دور الدولة قد تقلّص، وحتى الحزبان “الشيعيان” المؤثران اللذان يحتفظان بقاعدة شعبية، يواجهان انتقادات بأنه “فقط المنتمون إليهما يستفيدون من الخدمات”.
 
 وتشير الصحيفة إلى أن مناخا من الخوف منتشرا أيضا في المنطقة. وتنقل عن فاطمة عيسى أسفها من أن “الجميع في حالة صدمة في لبنان. لكن البلد غير موحد في الحداد، بل منقسم” متأملة “أيامًا أفضل”.
 
وكدليل على هذا الانقسام “تأخرت الجمعيات في القدوم إلى هنا لرؤية الأضرار التي لحقت بالمباني”، وتقول عيسى: “لقد شمرنا عن سواعدنا بأنفسنا. لقد اختزلني أصدقائي في انتمائي الطائفي، بصفتي شيعية، كما لو أنه لا هوية لي كإنسان”.
 
“لعبة خطيرة”
وبينت الصحيفة أنه منذ الرابع من آب، لم يتم التراجع عن الاتهامات بوجود مستودع أسلحة لحزب الله بالقرب من موقع الانفجار، على الرغم من نفي أمينه العام السيد حسن نصر الله.
 
ويطالب معارضو حزب الله بنزع سلاحه. لكن في خندق الغميق، تُرفض تصريحات مماثلة على نطاق واسع، بما في ذلك تلك التي تنتقد الحزب.

 
ويقول جعفر (اسم مستعار لأحد سكان الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله): “النقاش يدور حول سلاح حزب الله. بالنسبة لي، هو مسؤول عما حدث في المرفأ تماما مثل الأطراف الأخرى”.
 
وتعتبر الكراهية الطائفية التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تستهدف الشيعة بشكل كبير، غير مقبولة.
 
ويصرح جعفر الذي أمضى مساء يوم الرابع من آب في المرفأ بأن “الحكم على طائفة بأكملها لعبة خطيرة. إذا استمرت الكراهية على هذا النحو، فإننا نتجه مباشرة نحو حرب أهلية”.
 
 ويضيف: “السياسة هي القضية الأساسية، فهي تتلاعب بالانتماءات المذهبية التي لا تزال متجذرة في كثير من اللبنانيين. كما تزيد وسائل الإعلام المحلية من تأجيج الأوضاع”.
 
 لم ينضم أهالي خندق الغميق إلى تظاهرة الثامن من آب في وسط بيروت، على بعد مئات الأمتار من منازلهم، للمطالبة بالمحاسبة بعد الانفجار.
 
وقال شاب: “لقد شاركت في الاحتجاج عندما اندلع في تشرين الأول 2019. لكن المطالب تغيرت، ولم تعد تمثلني بعد الآن”.
 
“الانقسامات تظهر مجددا”
يدرك هذا الشاب أن العديد من المتظاهرين يعتبرون حيه تهديدا.
 
ويعترف أنه “في الماضي، كان شباب الحي  ينزلون لضرب المتظاهرين”، مناقضًا روايات السكان الآخرين قائلا: “لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم، ولكن حسب الطلب”. لكن خندق الغميق كانت تستخدم في الغالب كبوابة لمهاجمة المحتجين من قبل أشخاص من أماكن أخرى، بحسب الصحيفة.
 
 وتضيف الصحيفة: “تجمع الشباب في الثامن من آب على مشارف الحي، غاضبين من المتظاهرين (لأن إعدامًا وهميًا تم على دمى لزعماء الشيعة، بمن فيهم زعيم حزب الله حسن نصر الله). لكن في الكثير من المظاهرات أيضا، كان هناك مثيرو الشغب من الجانب الآخر”.
 
وأضافت الصحيفة أنه عند أحد مداخل خندق الغميق، بالقرب من حافلة صغيرة تُباع فيها القهوة، يُجمع الشباب على إفلاس لبنان دون تحديد المسؤولين. مع كل أزمة تظهر الانقسامات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى