اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

حكومة الثورة إلى العلن في الساعات المقبلة

وليد حسين

تستعد أكثر 125 مجموعة ناشطة في انتفاضة تشرين إلى إطلاق حكومة تمثل اللبنانيين المنتفضين على السلطة. هي خطوة أولى من نوعها منذ اندلاع الانتفاضة، تطرح فكرة من هذا النوع وتلقى هذا الإجماع. وتأمل المجموعات المبادرة إليها أن تشكل صدمة إيجابية في لبنان. وقد أدى انفجار مرفأ بيروت، وكل الملابسات التي احيطت به من وجود فساد وإهمال ومقتل أكثر من 180 مواطناً، إلى توحّد معظم المجموعات على ضرورة طرح بديل عن المنظومة القائمة. بديل يتمثل بحكومة إنقاذيه تنبثق عن مجموعات 17 تشرين.  

تنحي السلطة
كل المجموعات الناشطة تتفق على ضرورة تنحي السلطة الحالية وأحزابها عن الحكم، وترك اللبنانيين يختارون مصيرهم وتدبر أمورهم. لكن وجود التباينات والخلافات بما فيها الشخصية أحياناً، حالت دون تشكل جبهة واسعة قادرة على فرض رؤيتها في الشارع. لكن بعد انفجار المرفأ، بات الجميع مدركاً أن لا خلاص للبنانيين من السلطة من دون توحّد المجموعات الفاعلة في الساحات. 

وقد أفضت الاجتماعات المكوكية التي حصلت الأسبوع الفائت، إلى توحد معظم المجموعات حول طرح حكومة تمثل الثورة، لعرضها على الرأي العام. وقد بحث باسم أحد القضاة، المشهود لهم نزاهتهم، لتولي رئاسة الحكومة، وببعض الخبراء الاقتصاديين المعروفين لتولي مناصب وزارتي المالية والاقتصاد. 

اللمسات الأخيرة
ووفق معلومات “المدن”، باتت فكرة إطلاق الحكومة التي تمثل الثورة في خواتيمها. وستكون حكومة شاملة رئيساً وأعضاء، تمثل انتفاضة تشرين. والمفاوضات متسارعة. وبات البيان الوزاري وبيان إطلاق الحكومة جاهزان أيضاً. وذلك في انتظار وضع اللمسات الأخيرة من قبل جميع المجموعات التي يتم التنسيق معها. 
الاتجاه العام للأمور، كما تقول المصادر، بات واضحاً للجميع. وهناك توافق عام على الخطوط العريضة لهذه الحكومة، التي ستطرح على الرأي العام. وستضم شخصيات تحظى بثقة اللبنانيين كبديل عن المنظومة الحاكمة. 
تأخر الإعلان عن هذه الخطوة للرأي العام، هو إفساح في المجال لإشراك جميع المجموعات أو العدد الأكبر منها في كل لبنان. وجميع المجموعات المؤثرة في بيروت وفي المناطق تعمل في التوجه ذاته، رغم وجود بعض التباينات. وصحيح أن بعض المجموعات قد ترفض الأمر، لكنها مجموعات غير مؤثرة، لا في الشارع ولا في الإعلام. وبالتالي، ستستكمل اللقاءات في اليومين المقبلين للحصول على تأييد كل المجموعات حتى الصغيرة منها، في بيروت والمناطق، وفق مسار ديموقراطي تشاركي.  

أجندات غير مؤثرة
الاجتماعات كثيرة والمجموعات التي تتشكل كثيرة أيضاً. وتتدخل بعض الجهات إما لفرض توجهات معينة أو لجرّ بعض المجموعات لمواقف وأجندات سياسية مكشوفة. مثل طرح أحد الناشطين ه. ز. (هو أحد أقرباء إميل لحود) في إحدى اجتماعات مجموعة “اتحاد قوى الثورة”، إجراء حوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتشكيل حكومة حيادية. لكن جوبه هذا الاقتراح بالرفض وأخرج الشخص الذي طرحه من الاجتماع.
إلى ذلك تعمل إحدى السيدات، وهي من عائلة درزية اقطاعية، على طرح حكومة مؤلفة من 25 وزيراً مع بعض المجموعات. وتوجد “مبادرات” غيرها كثيرة. لكن وفق المصادر، هذه المجموعات غير مؤثرة في الشارع وفي المناطق، وتعمل على تعويم نفسها عبر طرح شخصيات للتوزير. 

المعرقلون يعزلون أنفسهم
وتضيف المصادر، في السابق كانت بعض المجموعات الصغيرة، التي يتبين أنها مؤلفة من ثلاث أشخاص أو حتى أقل، تفرض أحياناً رؤيتها، أو تعرقل عمل المجموعات، لكن اليوم إما أن تنضوي في هذا التجمع الشعبي الذي يمتد على كل لبنان، أو تعزل نفسها بنفسها. فهذه المحاولات، الشبيهة بتلك التي كانت قائمة بعيد انتفاضة تشرين، لن تغير في مسار الأمور.   

التشبيك الحاصل اليوم بين المجموعات مختلف عن السابق. ورغم وجود مجموعات تعقد أكثر من اجتماع يومياً، والكل يبادر إلى طرح أسماء لتشكيل حكومة. لكن ثمة تواصلاً بين كل المجموعات أدى إلى تقاطعات معينة حول شكل الحكومة المقبولة من الجميع. وما تقدم عليه المجموعات الصغيرة لن يؤثر في خيار إطلاق الحكومة البديلة. بل على العكس، يسرع الأمور، وربما يصار إلى إطلاق حكومة الثورة يوم الثلاثاء المقبل.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى