اخر الاخبار

11 يوم على التفجير: توديع الشهداء يتواصل… وقمع “الطوارئ”

في مأتم مهيب، ودّع اليوم الأهل والأصدقاء والزملاء، الشهيد الإطفائي رالف ملاحي. فغصّ مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا بالمودّعين، قبل أن ينتقل المشيّعون إلى عين الرمانة، حيث احتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار أنطونيوس الكبير للروم الأرثوذكس – فرن الشباك الثالثة من بعد ظهر اليوم، ثم وُري الثرى في مدافن التيرو. شاب بكاه، كما بكوا غيره، المئات من أبناء المنطقة. حملوا نعشه الأبيض على الأكف وزيّنت الشوارع بالزينة البيضاء. ابن الـ23 عاماً زفّ شهيداً مغدوراً في جريمة تتحمّل مسؤوليتها الدولة اللبنانية وسلطتها القاتلة، بغض النظر عن فرضيات التفجير المختلفة، وسيناريواته وأسبابه.

وأفادت معلومات ميدانية لـ”المدن” أنه تمّ اليوم العثور على جثتين بالقرب من مبنى الإهراءات، من المقرر أن تخضع بغضون الساعات المقبلة لفحوص الـDNA للتأكد من هويّتها. 

جرح الإطفاء مستمرّ
ولا يزال جرح الإطفائيين غير مندمل جراء تفجير المرفأ. من المفترض أن يتم غداً حفل وداع الإطفائي ميشال حوّا في بلدته برجا، بعد أن يزور نعشه مقرّ قيادة فوج الإفطاء في الكرنتينا عند قرابة التاسعة صباحاً. وبحسب ما أكد قياديون في الفوج لـ”المدن”، لا يزال جثمان جو بو صعب تحت أنقاض الإهراءات، ليكتمل عدد الشهداء الـ11 الذين سقطوا من الفوج. في حين تمّ التأكد من هوية ثلاث جثث تعود لكل من شربل ونجيب حتّي، وشربل كرم الذي خضعت أشلاؤه لفحوص الحمض النووي قبل ساعات. يعود الثلاثة إلى بلدتهم قرطبا يوم الإثنين، خصوصاً بعد أن رفض الأهالي إجراء تشييع بالمفرّق. فانتظروا اكتمال عدد الجثامين لإجراء دفن جماعي يليق بهم، مع العلم أنّ صلة قرابة تربطهم. فكرم متزوّج من أخت شربل حتّي، والأخير ابن عمّ شربل. فاجعة عامة ورسمية وعائلية حلّت على الأسرة.

تعميم محافظ بيروت
وعلى الصعيد الميداني، برز أمس البلاغ الصادر عن محافظ بيروت، القاضي مروان عبود، بشأن تنظيم عملية دخول الجمعيات والمنظمات وعملها الإغاثي في الأحياء المنكوبة نتيجة التفجير. وجاء في البلاغ الصادر عن عبود أنه “يطلب من جميع الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تقدّم المساعدة في أعمال الإغاثة في مكان الانفجار الحاصل في مرفأ بيروت بتاريخ 4 آب 2020، التقدم بتصريح مرفق بالمستندات الثبوتية التي تنظّم عملها إلى غرفة عمليات طوارئ الجيش اللبناني في الطابق الأول من مبنى القصر البلدي لمدينة بيروت. كما يحظر على غير حاملي بطاقة التصريح الدخول إلى الشوارع والأحياء كافة التي طالها الانفجار، مع استثناء مالكي وشاغلي العقارات من هذا الإبلاغ”.

توضيح عبود
وفي هذا الإطار، أكد عبود في اتصال مع “المدن” أنّ أسباب إصدار هذا القرار “أولاً وقوع مشاكل بين عدد الجمعيات في إطار تنافس غير مفهوم على المساعدة في رفع الأضرار، وثانياً بناء على طلب أهالي عدد من الأحياء الذي شكوا خلال الأيام الماضية من وجود جهات لا يعرفونها تعمل في منازلهم، وثالثاً تسلّل عدد من السارقين بحجة العمل التطوّعي للقيام بأعمال سرقة فيتطوّعون نهاراً ويسرقون ليلاً”. وأكد عبود وضع كل هذا الإجراء في عهدة الجيش بهدف تنسيق عمليات الإغاثة وحماية الناس.

ضرب مبرح
وعلى صعيد آخر، انتشر صباح اليوم مقطع فيديو يظهر فيه عنصر من شرطة بلدية بيروت يتعرّض بالضرب المبرح للزميل والمخرج سمير عبد المسيح، وتهديده باستخدام السلاح بعد الاعتداء عليه. ورداً على هذا المقطع، أكد المحافظ عبود لـ”المدن” أنه تم “الاتصال بالصحافي المعتدى عليه، وتم توقيف العنصر الذي خالف القوانين ونفّذ الاعتداء وقمت شخصياً بتسليمه للجهات القضائية المعنية”. بين هذا الاعتداء والتعميم الصادر عن المحافظ، يبدو جلياً أنّ في الأحياء المنكوبة سلطة عسكرية وأمنية يتم فرضها على الناس، بحجة أمنهم حيناً والتنسيق والتواصل حيناً آخر. وقد يكون ذلك أساساً أحد ترجمات إعلان حالة الطوارئ في بيروت.

اجتماع وتوزيع للمساعدات
وبينما أعلنت قيادة الجيش مواصلة وحداتها عملية توزيع المساعدات على منازل المواطنين المتضررين من جرّاء الانفجار في مناطق عين المريسة وزقاق البلاط والباشورة والخندق الغميق والبسطة التحتا، عقد اجتماع في غرفة الطوارئ المتقدمة بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس البلدية المهندس جمال عيتاني ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ونقيب المهندسين في بيروت جاد تابت. وتمحور الاجتماع حول تنظيم المهام في ما خص معالجة تداعيات انفجار المرفأ وكيفية تعزيز الآلية المتّبعة للإسراع في إنجاز العمل.

إلا أنّ المساعدات التي تم توزيعها اليوم أثارت حفيظة عدد من أهالي بيروت في الأحياء المذكورة أعلاه، الذي تساءلوا عن سبب توزيع الإعاشات عليهم وعدم توزيعها على “المتضررين الفعليين وفي محيط المنطقة صفر، مكان وقوع الانفجار”. كما لفت هؤلاء إلى أنّ عناصر من الجيش “ردّت على تساؤلاتنا بالإشارة إلى أنه يتم توزيع المساعدات على جميع الناس”، مع استثناء الرعايا السوريين الذين يعيشون في هذه المناطق!

شهداء الجيش
وخلال اللقاء، قال العماد عون أنّ “الجيش خسر في الانفجار ثمانية شهداء من خيرة ضباطه وعناصره وأكثر من 300 جريحاً، كما تضرّرت العديد من ثكناته ومقرّاته العسكرية، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على وحدة الدم بين الجيش والشعب”. وشدد على أنّ “المرحلة الآن تحتاج إلى تضافر جهود جميع اللبنانيين وتكاتفهم في سبيل تجاوز تداعيات هذه الكارثة التي ألمّت بوطننا”.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى