اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الأنقياء في الأرض … “حيث يستحق الإنسان مقامه كأرقى المخلوقات” عصام عزالدين

* هيباتيا .. “زوجة الحقيقة” وربّة الفلسفة وأول عالمة رياضيات في التاريخ البشري .
تأثرت هذه “الجميلة” باليوناني فيتاقورس ، ومثّلت بجاذبيتها التنويرية والفكرية للمثقفين في مدرسة الإسكندرية حتى مقتلها سنة 415 م . حالةً مُقابِلةً للتطرف الديني الذي كان يتحكم بالمشهد الإجتماعي والسياسي في تلك الفترة .
وكان يمكن ل ” هبة” وهي إبنة “ثيون الإسكندري” أن تغادر إلى اليونان فتحيا هناك كما الاميرات مستفيدة من ثراء أبيها وشأنيته .. وأيضاً من قيمتها العلمية والفكرية الكونية الفذة .. ولكنها آثرت المواجهة ، رغم يقينها بإنهيار العالم تحت وطأة المتشددين والظلاميين ..حتى قُتلت على أيدي القساوسة الذين سحلوا جثتها في شوارع الإسكندرية .


* موسى الصدر .. ” رَهْبَر الفقراء ” وأمل المحرومين ، وإمام المقاومة .
تتلمذ هذا ” المثقف الموسوعي” الخلاّق على يدي آية الله العلامة “شريعة مَدَاري” مع رهط ٍ من رفاقه الأجلاء من اعلام الفقه في “حوزة قم” أمثال رضا الصدر ومحمد علي التسخيري .
كان يمكن لهذا “الفاتن” أن يكون َ ” رَهبَراً ” بارزاً أو اقله من شاغلي المناصب الرسمية العليا والمرموقة في إيران .. نظراً لفرادة الكاريزما التي يمتلكها .. وكذا إحاطته بعلوم الفقه والإجتماع والسياسة والفلسفة والتاريخ واللغات (6لغات) بالإضافة إلى علاقاته الوثيقة بجيل قادر ومؤثر ترك بصمته في التاريخ السياسي والمعرفي الحديث في المنطقة .
إلا أنه تبنى الخيار ذي الشوكة .. وذلك بالمجيء إلى لبنان …!!!
البلد الصغير ذو البنية السياسية الطائفية المعقدة والمركبة …
والمصابة اطرافه بأورام ٍ خبيثة متأتية من عوارض مرض فلسطين المزمن .. وذلك بعد جهود حثيثة من السادة آيات الله .. حسين بروجردي ، وعبد الحسين شرف الدين ، ومحسن الحكيم .
فمكث فيه خادماً للفقراءِ والمحرومين .. متوسلاً الموقف الحر والبندقية لحماية الجغرافيا اللبنانية .. وآمن بالحوار وتثوير النص الديني طريقاً لخدمة الإنسان وتحقيق العدالة الإجتماعية ، وبناء ِ وعيِ مواطَنة ٍ يُقدس التعايش .. بل الوحدة ، ويُوصي بأولوية لبنان .



* محمد مشالي .. “طبيب الغلابة”
لقد إستفاد هذا الشاب المُعدم في بداية حياته من “مجانية التعليم” التي أقرّها الراحل جمال عبد الناصر خلال فترة حكمه لمصر ، فتخرج من “القصر العيني” كإختصاصي في الطب الباطني والأطفال . ونذر حياته لمعالجة الفقراء والمهمشين في “ام الدنيا” التي بكاهُ أهلها بعد رحيله منذ أيام .. قديساً وطبيباً شذ عن سيرة من إتخذ من هذه المهنة وسيلة للإثراء والرفاهية.
ورفعها إلى رسالية تستهدف فقط خدمة الإنسان .

ويبقى السؤال عن الذي دفع بهؤلاء وبمن تقدّم ومن تأخّر من أقرانهم وأئمتهم كعلي بن أبي طالب “ع” وابي الريحان البيروني “درس اللغات والعلوم الهندية والسنسكريتية لمدة 30سنة متواصلة ” والمقريزي ” اول من شرح ولفت للآثار الإجتماعية والنفسية والاقتصادية للجوائح والأوبئة ” .. وطه حسين والحلاج وستفين هوكينغ وتشي غيفارا وعلي شريعتي وغاندي وابو الطاهر السلفي ، ووليم نخلة ، ومظفر النواب ، ومفتي بلاد الشام سلطان العلماء عزالدين بن عبد السلام ،والفهّامة الأستاذ الشيخ محمود قانصو العاملي …وغيرهم من أعلام التراث الفكري والإنساني إلى هذا النوع من الإختيار المجرد بالزهد الخالص والفرادة الموقوفة حصراً لخدمة البشرية ، شبيهة إلى حد كبير بحالات القبّالة والصوفية والرهبنة وغيرها من الطرق .. من ذوات الأسرار النورانية والتوهج والتجرد بإستهدافه الإنسان وما يحتاجه للحياة والتطور والإستمرار .
يعني ان ” نزعة النقاء” هي التي ترتقي بالإنسان نحو سمو ٍ يجعله جديراً بمقامه كأرقى المخلوقات .
وإلا .. فإن إفتقاده لهذا الشرط الأصيل يرمي به نحو بؤرة من الحيوانية والجشع والغرائزية الكريهة التي تغرقه في لجج من التسافل ٍ لا يجرده من إنسانيته فقط . إنما يتركه في درْك ٍ وضيع لا يكون له فيه .. حتى صفة حيوان .

(لصوص_السوق_السوداء)
(طغاة_السياسة)
(جار_الازمات)
نموذجاً .
عصام عزالدين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى