“ذا هيل” يحذر من تدهور الوضع: استقرار لبنان من مصلحة أميركا.. ساعدوه!
حذّرت الباحثة منى يعقوبيان في مقال على موقع “ذا هيل” الأميركي من أنّ “الكارثة التي تلوح في لبنان تستدعي المزيد من الاهتمام في واشنطن، حيث تتجه البلاد بسرعة نحو أسوأ سيناريو متوقع : دولة فاشلة في شرق البحر الأبيض المتوسط، مع أزمة الديون التي تفاقمت بسبب الوباء وتدابير الإغلاق الاقتصادي”.
واعتبرت يعقوبيان أنّه يمكن مقارنة حال لبنان بشكل متزايد بما يحدث في فنزويلا، التي تتميز بعدم الاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي، منبهةً من أنّ “الأساسيات في لبنان هي أسوأ من فنزويلا، التي يمكن لمواردها النفطية في النهاية تمويل حالة من الانتعاش”.
وقالت يعقوبيان وهي مستشارة اولى لنائب الرئيس لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في المعهد الأميركي للسلام، إنّ الحكومة اللبنانية منشغلة على الرغم من الانهيار السريع للبنان، كاتبةً: “وكانت غير راغبة في معالجة الأزمة بالإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها”.
وأضافت الباحثة أن “الطبقة الفاسدة في لبنان، صاحبة السلطة الحقيقية في البلاد، كانت على استعداد ترك البلاد لتحترق بدلاً من تنفيذ إصلاحات حقيقية من شأنها أن تقضي بالضرورة على المحسوبية والفساد”
ومع انهيار لبنان، وفقا لاستنتاجات يعقوبيان، فإن المخاطر على الولايات المتحدة ستتضاعف، مؤكدة أن “استقرار لبنان هو من مصلحة الأمن القومي الأميركي لسبب وجيه هو أن فشل الدولة هناك سيؤدي إلى العديد من التطورات المزعزعة للاستقرار، والتي ستعرض مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفاء واشنطن للخطر”.
وتابعت يعقوبيان بالقول إنّ “الاضطرابات اللبنانية قد تؤدي بسرعة إلى صراع أهلي يذكر بالحرب الأهلية وبالتالي حدوث فراغات أمنية يمكن استغلالها من قبل جهات أكثر خطورة: وبالنسبة للولايات المتحدة فإن هذا يعني تحرك تنظيم “داعش” والجماعات الجهادية كما أن حزب الله سيستفيد من ذلك”.
وأضافت: “ويستضيف لبنان عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، وهو بذلك يقدم خدمة دولية مهمة لا ترغب الدول الغربية في تقديمها، وإذا حدث انهيار في البلاد، كما تضيف الباحثة، فإن هذا يعني تدفقات جديدة من اللاجئين إلى أوروبا. وستضيف الفوضى في لبنان المزيد من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط مع آثار سلبية على الأردن والخليج وتركيا”.
ولدى تساؤلها عن الخطوات الواجب اتخاذها، اعتبرت يعقوبيان أنه “بالنظر إلى المخاطر فإن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتجاهل انهيار لبنان الوشيك، وأن عليها بمساعدة من الدول الغربية القيام بجهد بجهد دبلوماسي مكثف لدفع الحكومة اللبنانية نحو الطريق الصحيح”.
المصدر: القدس العربي
