اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

بسري: السد يعبئ الجيوب لا المياه.. والمواجهة مستمرة

لمرج بسري ومشروع إقامة السدّ عليه، ثلاث نجوم سوداء. انتهت اليوم الأربعاء في 22 تموز، المهلة التي أعطاها البنك الدولي لاستئناف الأعمال في المرج. النجمة الأولى، مخصصة لرئيس الحكومة حسان دياب، بطلبه الموجّه إلى البنك الدولي بتمديد المهل ثلاثة أشهر إضافية، متذرّعاً بالتأخيرات الناجمة عن إجراءات كورونا حيناً، وبطلب الجهة المتعهّدة المواكبة الأمنية حيناً آخر. بدا دياب كأنه يطلق رصاصة أخيرة لحماية مشروع سد بسري، علّه يقنع الجهات المانحة بالتأجيل، ولو أنّ الأخيرة وغيرها تعرض تحويل الأموال المخصصة لهذا المشروع إلى تمويل الاقتصاد اللبناني والأسر الأكثر فقراً ومكافحة الجوع. بانتظار ردّ البنك الدولي، كان السجال حول بسري مستمراً في جلسة اللجان المشتركة في مجلس النواب.

نجمة علي عمّار
بقيت موازين القوى السياسية على حالها في البرلمان بخصوص بسري. التيار الوطني الحرّ وحزب الله من جهة، والقوات والحزب الاشتراكي والنائبة بولا يعقوبيان من جهة أخرى. فكان للأخيرة مشادة كلامية جمعتها بعضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الحاج علي عمار، خلال جلسة للجان المشتركة في مجلس النواب. فالنجمة الثانية مخصصة لعمار، الذي استفحل في الدفاع عن مشروع السدّ. قال خلال الجلسة “لن نسمح بتعطيشنا، لن نسمح بحرماننا من الماء”، في معركة متجدّدة يخوضها إلى جانب التيار الوطني الحرّ. إذ سبق وقال قبل أسبوع إنّ “إعاقة المشروع يعني حرمان مليون ومئتي ألف مواطن من المياه في الضاحية الجنوبية وبيروت الكبرى”.

نجمة أبي خليل
أما النجمة الثالثة، فتعود إلى عضو تكتل لبنان القوي، النائب سيزار أبي خليل، الذي استمرّ في عرض الإنجازات المترتبة عن مشروع بسري إن تم. وصف معارضة المشروع بـ”محاولات التخريب وضرب المصالح الحيوية للناس، وأصوات الشواذ والمصالح المادية”. وعلى الرغم من كل الدراسات الجغرافية والجيولوجية والاقتصادية والاجتماعية التي تشير إلى الخطر الناجم عن مشروع مماثل، أصرّ وزير الطاقة السابق على العودة إلى “دراسات تقنية وبيئية وجدوى تمت بين 1970 و2010”. لكن أبي خليل لفت إلى نقطة أساسية، أنه تم إلى اليوم “تسديد 155 مليون دولار لاستملاك الأراضي”، مشيراً إلى أنّ “60 في المئة من الأشغال في السد أنجزت”. تستوجب النسبة التي أشار إليها أبي خليل التدقيق، إلا أنّ ملف الاستملاكات من المفترض أن يكون قنبلة موقوتة بيد السلطة.

معارضة مستمرة
بينما كانت النجوم السوداء تعلّق على صدور دياب، وعمّار وأبي خليل، كان معارضو إقامة السدّ مستمرّون في تحرّكاتهم. في مرج بسري، بقي عشرات الناشطين والناشطات في اعتصامهم المفتوح لمنع استئناف الأشغال. وقد تم تداول معلومات عن تجمّع لآليات القوى الأمنية في محيط المرج بهدف الانقضاض على المعارضين، وإفساح المجال أمام الشركة المتعهّدة استئناف أعمالها. إلا أنه لم يتم تسجيل أي إغارة أمنية على مكان الاعتصام، حتى بعد ظهر اليوم الأربعاء، وسط إصرار المعتصمين على بقائهم في المكان وإتمام المواجهة.

وبينما كان الجبهة الميدانية هادئة، كانت مواقف عدد من النواب المعارضين لإقامة سد بسري تخرج من البرلمان. فأكدت النائبة بولا يعقوبيان، أنّ “سد بسري صفقة بكلّ المعايير، حالة المشروع اليوم معلّقة، وهناك مرحلة واحدة متبقية هي الإلغاء”. فردّت يعقوبيان على النائب عمّار من دون أن تسميّه قائلةً “من يخاف على أهل بيروت لكي يشربوا، عليه أن يقوم بإصلاح شبكة المياه المهترئة. ولكن، يبدو أنّه لا يوجد أموال في أعمال الشبكة كما في السدود، ويبدو أنّ السد يعبئ الجيوب لا المياه”. وشددت يعقوبيان على أنّ “نَفَس البنك الدولي أنّ ثمة أولويّات أهم بكثير من ملف سد بسري، مثل موضوع الكهرباء ومساعدة الفقراء، وهو مستعد للمساعدة في مجال إصلاح الكهرباء”، مؤكدةً الوقوف إلى جانب المعتصمين في المرج.
أما عضو اللقاء الديموقراطي، النائب بلال عبد الله، فأكد من جهته على ضرورة مباشرة الحكومة “المفاوضات مع البنك الدولي لتحويل الأموال المرصودة لسد بسري إلى معمل كهرباء، وبأقصى سرعة، لأن الرهان على الاستمرار بالسد، رهان خاطئ، والاستثمار في الكهرباء خطوة إصلاحية حقيقية”

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى