عاصفة مطرية تضرب لبنان محدثة فيضانات وانهيارات

منصور شعبان

عاصفة مطرية ضربت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، لم توفر شيئا، الشوارع فاضت وغرقت فيها السيارات، وأدى انسداد العبارات إلى دخول المياه الآسنة البيوت، وأحدثت غزارة المطر انهيارات صخرية في مناطق جبلية، وأبلغ ما سجل عن تمكن عناصر الدفاع المدني من انتشال جثث أربعة أطفال قضوا جراء انهيار سقف الغرفة التي كانوا بداخلها في حميص ـ مزيارة (قضاء زغرتا) بسبب الأمطار الغزيرة، وتمكن الوالدان والابن البكر من الخروج أحياء من داخلها.

وفي البقاع تابع المحافظ القاضي كمال أبوجودة مسألة إخلاء مبنى سكني في بلدة حزرتا والمهدد بالسقوط بفعل الانزلاق الحاد بالتربة، والذي تسببت به كمية المتساقطات الكبيرة التي هطلت مع بدء المنخفض الجوي الذي بدأ منذ يوم الخميس.

وفيما تتوقع الأرصاد الجوية انكفاء العاصفة، بين اليوم الأحد وغدا الاثنين، غصت أنفاق بيروت وانقطعت جميع الطرق المؤدية إلى محلة سوق السمك الكرنتينا (شمال العاصمة) وتم تحويل السير إلى الأوتوستراد الرئيسي، بسبب تجمع الوحول ومياه الصرف الصحي، وأفادت غرفة التحكم المروري، في قوى الأمن الداخلي، بتجمع المياه داخل نفق بحمدون باتجاه البقاع وتحويل السير إلى الطريق المحاذية.

وكذلك ارتفع منسوب نهر كفرحلدا ـ بساتين العصي في أعالي البترون بشكل كبير فخرج عن مساره واجتاحت مياهه عددا من المطاعم والمقاهي، وانهارت طريق سرجبال الجاهلية في الشوف بالكامل.

كما فاض نهر جاج في جبيل، حيث غمرت المياه الطريق في حي الفرطوش داخل المدينة، وفي بلدة لحفد فاضت مياه النهر على الطريق العام وعمل عناصر الدفاع المدني على سحب السيارات التي غمرتها السيول وبداخلها أصحابها، كما لم توفر أماكن السهر.

وفي بيان مفصل للدفاع المدني استعانت فرقه في منطقة (حارة الست، بدادون، وادي شحرور/ قضاء عاليه) بجرافة لفتح الطريق وإنقاذ المواطنين المحتجزين داخل سياراتهم.

وفي محلة نهر الغدير، برج البراجنة، حي السلم (الضاحية الجنوبية) تم إنقاذ العديد من المواطنين بسبب فيضان النهر.

وعلى طريق صيدا القديمة – الريشاني تمكن الدفاع المدني من إنقاذ المواطنين المحتجزين داخل سياراتهم وإعادة فتح الطريق. وفي بلدة بسابا عملت العناصر على سحب المياه من داخل عدد من المنازل.

وعلى الطريق البحرية الممتدة من نهر الكلب إلى جونية شمال بيروت، تم إنقاذ لمواطنين احتجزوا داخل سياراتهم وتمكن الدفاع المدني من إنقاذ 64 تلميذا حاصرتهم السيول داخل باصين في نهر الكلب ونقلت إحدى التلميذات إلى المستشفى وقدمت الإسعافات الأولية اللازمة لتلميذة اخرى.

وفي منطقة كفرحباب (قضاء كسروان) عمل العناصر على سحب المياه التي اجتاحت عددا من المستودعات.

وفي منطقة المنصورية ـ قناطر زبيدة وبرمانا (قضاء المتن الشمالي) تم سحب انقاذ المياه مواطنين من داخل سياراتهم داخل منازلهم وسياراتهم.

الوضع نفسه على طريق بسكنتا (المتن الأعلى) وبيت شباب وبلدة الزغرين بولونيا وفي القنيطرة، نزولا حتى منطقة انطلياس وزوق مصبح، وتمكن عناصر الدفاع المدني من سحب عدد من السيارات المحتجزة بالسيول، كما على جسر كفرشيما عمل الدفاع المدني على سحب مواطنين محتجزين داخل سياراتهم.

وعلى طريق دير الحرف، رويسة البلوط، راس المتن استعانت العناصر بالجرافات لإزالة الاتربة والصخور واعادة فتح الطريق.

وفي محلة الصياد الحازمية عملت العناصر على سحب السيارات التي احتجزت بسبب تبرك المياه وقامت بتحويل مجرى المياه قرب مستشفى قلب يسوع الذي اجتاحته السيول، شرق بيروت.

وعلى طريق المنصورية عملت العناصر على سحب سيارات عالقة بسبب مخلفات الأمطار من انهيارات ترابية.

وفي صيدا أقفل المرفأ بسبب الأمواج العاتية، وأفادت جميع التقارير الواردة من المناطق اللبنانية، ساحلا وجبلا، بأن باشتداد الرياح وغزارة المتساقطات.

اما في مزرعة يشوع فقد عملت العناصر على سحب المياه من داخل احد المستودعات، وسحب سيارات محتجزة بسبب غزارة السيول، وفي الفنار أيضا تم سحب المياه من داخل مستودع.

وأفادت غرفة التحكم المروري بأن الطرقات الجبلية المقطوعة بسبب الثلوج هي: كفر دبيان حدث بعلبك، العاقورة، عيناتا الأرز، وجرد مربين الهرمل.

من جانبه، تفقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعمال فتح الطرق التي اقفلتها السيول والاتربة بفعل العاصفة المناخية القوية التي يشهدها لبنان، لا سيما في منطقة الكرنتينا ومجرى نهر بيروت.

رافق رئيس الحكومة في الجولة محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود الذي شرح له الاسباب التي ادت إلى فيضان نهر بيروت والمعالجات الطارئة التي اتخذت والاجراءات التي ستستكمل بعد انحسار العاصفة منعا لتجددها.

وخلال الجولة، أكد رئيس الحكومة ان ما حصل سيكون محور ملاحقة ادارية وقضائية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين.

وجدد توجيه التحية إلى عناصر الدفاع المدني واطفائية بيروت على الجهود التي بذلوها من أجل انقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول وفتح الطرق وعلى عمليات الانقاذ الطارئة التي قاموا بها.

الأنباء