اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الكذبة الإسرائيلية بشأن قصف المستشفى المعمداني تتمدّد: الأدلة المزعومة تشير إلى الخداع

جنان الخطيب

تقول كندا إنها «واثقة» من أن «إسرائيل ليست وراء الانفجار المميت في مستشفى غزة». وكانت قد أيّدت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا رواية العدو الإسرائيلي في ما يخص قصف المستشفى المعمداني في غزة، استناداً إلى «تحليل خاص للصور الجوية والاعتراضات والمعلومات المفتوحة المصدر». لكن، مرة أخرى، من دون الكشف على مسرح الجريمة ورفع الأدلة وتحليلها. لم تعد الرواية الإسرائيلية الهزيلة تمتلك القوة أو القدرة على خداع الناس مع ظهور مزيد من «الأدلة» المزعومة، بما في ذلك صور موقع الانفجار ومقاطع الفيديو في وقت الانفجار الذي نشره الحساب الرسمي للعدو الإسرائيلي. فإضافة إلى النقاط الأربع التي تنسف الكذبة الإسرائيلية والتي نوقشت في مقالة سابقة (راجع «القوس»، 21 تشرين الأول 2023، «الكذب الإسرائيلي الأميركي بشأن مجزرة المستشفى»)، نتابع في ما يأتي عرض حجج علمية إضافية تنسف رواية العدو وحلفائهad


1. التلاعب التقني في اللقطات التي قدّمها العدو الإسرائيلي
يوضح مقطع الفيديو الذي نشره الحساب الرسمي للعدو الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان «لدينا أدلة لأولئك الذين ما زالوا يسألون عما حدث للمستشفى في غزة»، في ما يتعلق بقصف المستشفى المعمداني الأهلي العربي في غزة، أن الرواية الإسرائيلية كاذبة ومضللة.
وبعد مراجعة وتحليل الفيديو ومقارنته مع البث الحي لقناة العدو (الذي يظهر اللقطات غير المعدّلة) تبيّن أن الفيديو المزعوم خضع «للتلاعبي الرقمي» عبر الاقتطاع منه وعكسه باستخدام تطبيق CapCut. إذ تظهر اللقطات غير المعدّلة أن مستشفى المعمداني لا يقع ضمن مسار الصواريخ التي أطلقتها المقاومة. ورغم توفر صور عالية الدقة، استُخدمت في مقطع الفيديو المضلل مقاطع ولقطات منخفضة الدقة في محاولة واضحة للتهرب من اكتشاف التلاعب.

في الفيديو المفبرك، جرى تحديد منطقة إطلاق الصواريخ على الجانب الأيسر من موقع المستشفى، للدلالة إلى أن المستشفى كان في اتجاه مسار صواريخ المقاومة.

لكن بعد فحص اللقطات غير المعدّلة، يتبيّن أن المستشفى لا يقع في اتجاه صواريخ المقاومة علماً أن آخر صاروخ كان قد أطلق عند الساعة 18:59:25 (المصدر: قناة الجزيرة).

قبل ذلك، نشر الحساب الرسمي للعدو مقطع فيديو قال إنه يظهر أن الانفجار «ناجم عن صاروخ فلسطيني» ولكن تم تحرير المنشور لإزالة الفيديو بعد أن أشار صحافي في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الطابع الزمني الخاص بالفيديو (time stamp) جاء بعد وقت طويل من الانفجار، وقد حُذف الفيديو «غير المحرر» كلياً من الإنترنت، ليصار إلى تعديله وقطعه كما شرح سابقاً.

2. نوع الصواريخ
أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أن التقديرات الأولية تشير إلى ارتفاع عدد شهداء المستشفى الأهلي العربي إلى 500. يضاف إلى هذا العدد المرتفع من الضحايا، الأضرار التي لحقت بالمكان ما يؤكد أن هذا النوع من الذخيرة لا تمتلكه أي من فصائل المقاومة الفلسطينية. فعلى مدار أيام من «طوفان الأقصى» واستهداف القواعد العسكرية والمستوطنات بـ«سلسلة» من صواريخ المقاومة، لم يُسجّل مطلقاً دمار أو أضرار بهذا الحجم، لا من ناحية عدد القتلى والجرحى ولا من ناحية الخسائر المادية. فكيف لـ«صاروخ واحد»، ضلّ مساره أو تعرّض لعطل جوي، بحسب رواية العدو، أن يحصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى؟
كما يتمسّك العدو وحلفاؤه برواية أن «الغارات الإسرائيلية تحدث أضراراً أكثر من حيث الدمار وعمق حفرة الانفجار». وتجدر الإشارة هنا الى أن كمية الدمار التي عُدّت «قليلة»، رغم عدم الكشف الحسّي ومعاينة الأضرار، قد تكون دليلاً على أن العدو استعمل هذه المرة ذخيرة مختلفة يمكن أن تنفجر في الجو مسببة خسائر بشرية كبيرة، من دون أن تؤدي إلى أضرار هيكلية جسيمة، ويمكن تحديد نوعها عبر الكشف ومسح مسرح الجريمة.

3. التحليل الجنائي الرقمي
خلص تحقيق أجراه فريق التحقق التابع لقناة «الجزيرة» (Sanad Agency) إلى أن الوميض الذي نسبته «إسرائيل» إلى صاروخ أطلقته المقاومة كان متّسقاً مع نظام القبة الحديدية الذي اعترض صاروخاً أطلق من قطاع غزة ودُمّر في الجو. وقد استند التحقيق إلى تحليل لقطات مرمّزة بالوقت من مصادر عدة، بما في ذلك بث مباشر لصحافي «الجزيرة» في ذلك الوقت. ولم يجد فريق التحقيق الرقمي أي أساس لادعاء الجيش «الإسرائيلي» أن تدمير المستشفى كان بسبب فشل إطلاق صاروخ.

وأوضح التقرير أن صاروخاً واحداً أطلق من غزة عند الساعة 18:59:35 والذي جرى معارضته بشكل كامل بعد 15 ثانية تحديداً من نظام القبة الحديدية، أي عند الساعة 18:59:50. وكانت قد أظهرت بعد إلقاء نظرة فاحصة على الفيديو، الذي التقطته قناة «الجزيرة» على الهواء مباشرة، الصاروخ وقد دُمّر بالكامل وتحطم في السماء.

إضافة إلى ذلك، يخلص التحليل البصري التفصيلي الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الصاروخ المذكور الذي ظهر في الفيديو ليس هو الذي تسبّب في الانفجار في المستشفى. ووجدت التايمز أن الصاروخ انفجر في السماء على بعد ميلين تقريبًا، وهو جانب لا صلة له بالمواجهات المندلعة بين قوات الاحتلال وغزة في تلك الليلة. وتضيف المقالة أن تحليل الـ«تايمز» يثير شكوكاً بشأن أحد الأدلة الأكثر انتشارًا والتي استخدمها المسؤولون «الإسرائيليون» لإثبات قضيتهم، ويزيد من تعقيد الرواية المباشرة التي طرحوها.

هذا وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد نفّذت أربع غارات في محيط المستشفى قبل القصف عند الساعة 19:00، تحديداً في الأوقات التالية: 18:54:28 – 18:55:03 – 18:57:42 – 18:58:04

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى