اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

عين الحلوة يصوّب البوصلة: 3 شهداء على طريق فلسطين

آمال خليل

عام 2008، كانت المرة الأخيرة التي زفّ فيها مخيم عين الحلوة شهداء سقطوا في مواجهة العدو الإسرائيلي، بعد استعادة رفاتهم في عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل. ذلك الرُّفات كان عمره يعود إلى ما قبل ثلاثين عاماً على الأقل، قبل أن تضيّع بعض الفصائل الفلسطينية بوصلة فلسطين وتغرق في حروب الزواريب. أعاد «طوفان الأقصى» تصويب البوصلة في عاصمة الشتات بعد جولات الاقتتال الداخلي. عند أعتاب الجليل، وفي عمليات اقتحام للمواقع الإسرائيلية على الحدود الجنوبية، استشهد رياض قبلاوي ويحيى عبد الرزاق وأحمد عثمان، من أبناء المخيم، إضافة إلى صهيب كايد من تجمّع وادي الزينة وحمزة موسى من مخيم البرج الشمالي. وفوق ثرى الجليل، بقيت جثامينهم لتسبق أهاليهم إلى مسقط الرؤوس.

تبدّل المشهد كلياً في عين الحلوة. «طوفان الأقصى« دفع كثراً إلى «مراجعة ذاتية». حركة فتح عمدت إلى إزالة الدشم التي أقامتها في الاشتباكات الأخيرة من الشارع الفوقاني. المخيم الذي أقام مجالس عزاء قبل شهر لعشرات ممن قُتلوا في اشتباكات فتح والإسلاميين، فتح إحدى قاعات صفوريه لتقبّل التبريكات بشهداء حماس وكتائب القسام (عبد الرزاق وكايد وعثمان) الذين نعتهم الحركة أمس، معلنة أنهم استشهدوا صباح السبت أثناء مهاجمتهم موقعاً إسرائيلياً قرب مستعمرة مرغليوت في القطاع الأوسط.

حسام أديب، صديق الشهداء الثلاثة، عبّر عن «فخر الجيل الصاعد في عين الحلوة بدماء شهداء طوفان الأقصى التي حفّزت شباب المخيم وباقي المخيمات للقتال من أجل تحرير فلسطين بدل الانشغال بشؤون أخرى». وأكّد أن عبد الرزاق المقيم في حي البراكسات وعثمان المقيم في جبل الحليب، لطالما «عبّرا عن الاستياء من الاشتباكات الداخلية التي تحرف بوصلة الجيل الجديد عن الهدف الأساس».

تبدّل المزاج كلياً في المخيم الذي كان اليأس قد بدأ يدبّ في أوصاله

في زقاق ضيّق متفرّع من حي عرب الغوير، يتقبّل ذوو الشهيد رياض قبلاوي (23 عاماً) التبريكات باستشهاده بهجوم على موقع إسرائيلي قبالة الضهيرة الإثنين الماضي. يعبّر أهل البيت المتواضع عن الفخر بأن ابنهم، طالب إدارة الأعمال والعلوم السياسية، تمكّن مع رفاقه في مجموعة سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي من قتل أربعة ضباط. سمع قبلاوي من والده وأعمامه عن أقربائه الذين استشهدوا في مواجهات مع العدو خلال حصار عين الحلوة وفي تحرير قلعة أرنون الشقيف وضد جيش العملاء (لحد). ورغم أنه لم يعايش عملية فلسطينية ضدّ العدو في لبنان، لكنه «لم يشكّك يوماً في بوصلة الصراع، برغم الظروف القاسية وحالة اليأس التي يعيشها شباب عين الحلوة» بحسب والده محمد قبلاوي. والدته التي تقلّص مجازر غزة من حجم مصيبتها بفقدان ابنها، لا تفقد الأمل باستعادة جثمانه وجثمان رفيقه حمزة موسى في عملية تبادل مع المقاومة.

في المخيم، يتحدّث الأهالي عن عشرات الشبان الذين غادروا نحو الحدود الجنوبية منذ بدء «طوفان الأقصى». منهم من عاد، ومنهم من ينتظر، متخفّياً في الأودية والأحراج. ومن بقي في عين الحلوة يطالب بـ«فتح الطريق، نريد أن ندخل إلى فلسطين». وقالت مصادر مطّلعة إن قيادات فلسطينية «اتصلت بحزب الله طالبة التنسيق في تنفيذ عمليات ضد العدو، لكيلا يتوجّه الشبان المتحمّسون عشوائياً فيسقطوا شهداء من دون تحقيق أي أهداف». وفي هذا السياق قال مسؤول العلاقات الفلسطينية في منطقة صيدا عمار حوراني لـ«الأخبار» إن «دماء أبناء المخيمات الذين سقطوا جنوباً، بدّدت حالة اليأس التي كانت قد بدأت تسود فلسطينيّي لبنان»، مشيراً إلى أنه «ليس مطلوباً أن يصبح الطوفان في لبنان انتحاراً، بل يجب أن يكون مخطّطاً»
الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى