اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

برّي منهمك بتقريب الجميع.. لتفادي الحرب الأهلية!

منير الربيع

منذ مجيئه بمروحية تابعة للجيش اللبناني، يوم الجمعة الفائت، من المصيلح إلى قصر بعبدا، لعقد لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، أعاد الرئيس نبيه برّي تفعيل حركته السياسية بقوة. هو الآن حاجة الجميع: “نحتاح إلى الجميع والتعاون فيما بينهم، لسنا في واقع يتيح لنا الاستغناء أو التخلي عن أي أحد”. قالها برّي من على منبر بعبدا. وقد تقصّدها في معرض ردّه على سؤال إذا ما كان هناك توجه لإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. في مثل هذه الحالات، يلعب نبيه بري دور “المهندس”. هندس الترتيب بين الحكومة وحاكم مصرف لبنان. هندس مصالحة بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، ويهندس العلاقة الجيدة مع سعد الحريري، بخط مفتوح مع حزب الله. ويستعد لعقد لقاءات مع شخصيات مسيحية.

ترتيب البيت
أضحى برّي راهناً لا بديل عنه بالنسبة إلى الجميع. كلهم يعودون إليه في لحظة الحرج. ومن كان يعقد العزم على مواجهته وتطويقه أصبح في أمس الحاجة إليه سياسياً وإدارياً وفي كل المجالات. أيقن العهد والحكومة أن مواجهة نبيه بري في كل الحالات خاسرة. يقدمون، ويسارعون إلى التراجع والبحث عن من ينزلهم على الشجرة. بين يديه أكثر من ملف، المصالحة الدرزية، وأد الفتنة السنية الشيعية ولملمة تداعيات ما حصل مساء السبت 6 حزيران 2020، وليل الجمعة 12 حزيران.
هذا الملف كان هو الحاضر الأبرز بين برّي وسعد الحريري على مائدة غداء، تخللها البحث في ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي، وقف كل أشكال التوتير، والبحث سياسياً عن مخرج للأزمة المحدقة، بالإضافة إلى دعم سعد الحريري في الشارع السني، والتفكير في المرحلة المقبلة. موضوع الحكومة لم يكن حاضراً، حسب ما تشير مصادر متابعة، ولكن الأساس هو بناء تفاهم واسع إلى جانب القوى المختلفة، استعداداً لاحتمال حصول الأسوأ، وليكون البديل جاهزاً بدلاً من الركون إلى مفاجآت لا يتم التعاطي معها بدراية.
وبعد اللقاء صدر بيان مشترك أكد أن لا أولوية تتقدم على أولوية حفط السلم الأهلي وتكثيف المساعي لوقف الانزلاق للفتنة وإدانة للتخريب الذي طاول الممتلكات العامة والخاصة.

الرؤوس الحامية
اللقاء بين جنبلاط وارسلان، كان بري قد عمل على التحضير له منذ فترة. وقد نسّق مع جنبلاط على الوزير السابق غازي العريضي، الذي يشارك برّي بهندسات كثيرة هذه المرّة، سواء العلاقة مع الحريري حيث كان العريضي حاضراً في عشاء كليمنصو بين المستقبل والاشتراكي، وفيما بعد باللقاء مع سفراء دول الخليج. وفيما بعد زيارة العريضي الثانية إلى بعبدا ولقائه عون. والتي جرى خلالها البحث في كيفية تحصين الوحدة الداخلية، بعيداً عن سياسة الرؤوس الحامية، التي يستمر فيها رئيس الحكومة حسان دياب، الذي لا يجيد إلا منطق تحميل المسؤولية إلى الآخرين.
هو منطق لن يستمر طويلاً، خصوصاً أن بري والعريضي، عملا على التواصل مع عون في سبيل دعوة لعقد جلسة حوار وطني في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. على قاعدة أن لا أحد يمكنه إلغاء الآخر في لبنان، ولا مجال في حالات التوتر أو الازمات السياسية إلا البحث عن التحاور والتشاور. وتشير المعلومات إلى أنه تم الاتفاق على عقد جلسة حوار موسعة تضم رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، ورؤساء الحكومة والجمهورية السابقين ورؤساء الكتل النيابية وكل ممن يمكنه تقديم أي مساعدة.
وبمجرد الوصول سياسياً إلى حاجة بعبدا لعقد مثل هذا اللقاء، يعني أن كل الاتهامات التي سيقت بحق الخصوم السياسيين قد سقطت، وكل عملية البروباغاندا الإعلامية في تحميل الآخرين أو من تعاقبوا على الحكم مسؤولية تدهور الوضع قد سقطت، لأنهم في لحظة الحرج يحتاجون إليهم. خصوصاً أن كل ما قدمه العهد والحكومة الحالية لا يختلف أبداً عن ما كانت عليه سياسات الحكومات السابقة. وكل الهجمات كانت للتوظيف والاستثمار الإعلامي لا أكثر، لأنها لم تصلح لتكون قابلة للاستثمار سياسياً، إذ أن من استخدمها انتقل من الاصطدام بجدار إلى آخر.
صباح الثلاثاء وقبيل زيارة الحريري إلى عين التينة، تواصل رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب، وتم التشاور والتنسيق في كيفية تحضير الأجواء لتوزيع الدعوات على من تفترض دعوتهم إلى لقاء بعبدا في 25 الجاري. أخذ بري على عاتقه تذليل العقبات من أمام عقد هذا اللقاء، وهو بحث في الأمر مع الحريري، كما سيبحثه مع أحزاب وكتل أخرى كانت قد قاطعت لقاء بعبدا سابقاً. 

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى