اخر الاخباربريد القراء

جنين الجرح النازف والصمود الجارف بقلم الإعلامية: سوسن كعوش


بعد أن وضعت الحرب الإسرائيلية الظالمة أوزارها على مدينة جنين ومخيمها فشلت قوة الاحتلال بجيشها وعتادها وعدتها أن تحقق أهداف عمليتها الأخير ضد المخيم للصامد الذي يعطي كل مرة دروس بالتضحية والعزيمة والإصرار والإنتصار.
إن الحروب اليوم، لاتقاس بالنصر أو الهزيمة بل تقاس بالنجاح أو الفشل، فالمقاومة التي تصدت بأدوات قتالية بسيطة مقارنة بما يملكه الجيش الإسرائيلي من أسلحة إستراتيجية يمكنها أن تفتك بدول عظمى فإنها لم تفشل بالدفاع عن المخيم بل ولقنت الجيس الإسرائيلي درساً جديداً بحرب الشوارع بصمود وعزيمة مقاتلي المخيم وتكتيكاتهم المبهرة التي جنبتهم أن يكونوا لقمة صائغة للجيش، حيث لم يتمكن جيش الإحتلال من تحقيق هدفه الرئيسي أي الذي أعلن عنه وهو القضاء على المقاومة أو حتى تحقيق انتصاراً وهمياً كما كان يفعل سابقاً بشهادة خبراء عسكريين.
لقد أدخل جيش الإحتلال إلى مدينة جنين ومخيمها خيرة وحدات النخبة في جيشه.

  • لواء عوز 89. بالإضافة إلى الوحدات التالية: وحدة ماجلان- وحدة إستطلاع.
    وحدة دوفدوفان- وحدة مستعربين.
    وحدة إيغوز التابعة للواء جولاني.
    وحدة ريمون التابعة للواء جفعاتي، وتلك الوحدات “النخبة” مدعومة بوسائل الذكاء الإصطناعي، وبألوية من مختلف أصناف الأسلحة، وبوحدات من الإستخبارات العسكرية، عملت في غزة سابقا، ثبت أنها عانت من قصور في مجالي القتال والمناورة، مدعمة بغطاء جوي، مسيرات ومروحيات حربية ناهيك عن إدارة هذه الحرب بإشراف رئيس وزراء إسرائيل وقادة الجيش والشاباك وكل الوحدات العسكرية بغرفة عمليات قريبة من المخيم.
    مهمة تلك الوحدات آنفة الذكر تكليفها بمهام خلف خطوط “العدو” في كل من غزة، وجنوب لبنان، ومع ذلك فإن هذه الوحدات أيضا فشلت في النيل من البنية التحتية للمقاومة في جنين ومخيمها ومحيطها، مما أضطر بعد 48 ساعة من القتال العنيف الإنسحاب من المخيم تحت وابل كثيف من نيران الأسلحة الخفيفة والعبوات البدائية، ومع إحتفاظ مجموعات المقاومة بذخير وعتاد كافيات للتصدي لأي خدعة أو نية غدر مباغتة بعد إعلان جيش الإحتلال البدء بانسحابه وانهاء عمليته العسكرية.
    وبتصوري أن الأيام القادمة ستشهد تغييرا في قواعد اللعبة مابين جيش الإحتلال وما بين المقاومة، بعد هذا الفشل المدوي لخيرة وحدات النخبة لدى أقوى جيوش المنطقة لذلك فإن الحذر واجب وواجب.
    وختاماً فإن جنين الجرح النازف والصمود الجارف سجلت بكل مراحل للثورة الفلسطينية دروساً وعبر أبرزها بأن الشعب الفلسطيني صامداً على أرضه ولن يكرر اللجوء والشتات من أرضه إلا إلى مدنهم الأصلية المحتلة والتي هجروا منها عام 1948.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى