اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

حزب الله كسب الجولة الأولى في ملف الترسيم وثبّت معادلة « الأقوى» في البرّ والبحر

إبتسام شديد
الجواب الإسرائيلي على ما يريده لبنان في ملف ترسيم الحدود البحرية لم يأت بعد والجميع بإنتظار وصول الوسيط الأميركي هاموس هوكشتاين لمعرفة الرد خصوصا وان المفاوضات محكومة بعامل الوقت الذي حدده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل بداية شهر أيلول المقبل ومعطوفة أيضا على قرار منع العدو الإسرائيلي من استخراج وسحب الغاز من كاريش قبل الإتفاق مع لبنان.

ومع ان الغموض هو سيد الموقف إلا ان المؤشرات تدل على تردد إسرائيلي واعادة تقييم وقراءة أي خطوة قد يكون لها ارتدادات مؤذية في المجتمع الاسرائيلي وقد اعترفت القيادات الأمنية الإسرائيلية بأن حزب الله لديه منظومة صاروخية قادرة على ضرب منصات الغاز الإسرائيلية ووقف عمليات الاستيراد في البحر الأبيض المتوسط.
 
وعليه تجمع تحليلات الخبراء الاستراتيجيين على ان العدو الاسرائيلي يسعى الى كسب الوقت وعدم التورط في أي خطوة قبل الإنتخابات الإسرائيلية وقد تبين بعد عملية تقييم شاملة للمسؤولين والأمنيين الاسرائيليين كما عكست مواقفهم في الصحف الاسرائيلية ان السير في الترسيم وفق الورقة التي يحملها هوكستاين تظهر اسرائيل بصفة الدولة المنهزمة والضعيفة الخاضعة لإملاءات وتهديدات المقاومة مما يحتم ان يكون القرار الطبيعي اللجوء الى التأجيل بذرائع تقنية بحجة عدم إمكانية إتمام عملية الاستخراج والسحب في أيلول المقبل.

 
ومن المؤكد كما تضيف مصادر سياسية ان هناك قرارا اسرائيليا بعدم إهداء حزب الله انتصارا في هذه المرحلة بالذات في معركة النفط والغاز خصوصا ان الأمور بدأت تميل لمصلحة لبنان نفطيا مما جعل الاسرائيليين يترددون على اعتبار ان الموافقة على منح لبنان حق التنقيب سيجعلهم يقدمون التنازلات واحدا تلو الآخر.
 
وترى المصادر ان الاسرائيليين في ورطة القبول بالشروط اللبنانية «قانا مقابل كاريش» مما يعني التخلي عن ربع المساحة الإفتراضية التي يسوق لها الإسرائيلي بأنها من حقه في قانا، والمأزق الاخر استراتيجي بأبعاد اقتصادية ويتعلق بوقف إمداد أوروبا بالغاز في ظل الحاجة الأوروبية الى غاز البحر المتوسط قبل فصل الشتاء، إضافة الى المأزق المالي المتعلق بالتعويضات التي قد تطالب بها شركات التنقيب في الحقول الإسرائيلية.
 
بالحصيلة يجمع المحللون الإستراتيجيون على ان العدو الاسرائيلي اكتشف متأخرا ان حزب الله شارف على ربح معادلة البحر بعد البر وانه استطاع ان يربك الإسرائيلي ممارسا أقسى أنواع الضغوط وبعد ان لوح بالقوة في مواجهة أي تفرد إسرائيلي محذرا من ان الأهداف الاسرائيلية في مرمى صواريخ المقاومة وان اللعب بالوقت لا يفيد لقطع الطريق على محاولات الابتزاز والمناورات من الجانب الآخر.

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى