اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

“جنبلاط الثالث” رئيساً للإشتراكي

طوني كرم

توِّج رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط مسيرته السياسيّة ونضاله الحزبي غداً الأحد، بخطابٍ سياسيٍّ مفصلي يربط ما بين «تضحيات» الرعيل الأول المؤسّس للحزب عام 1949 إلى جانب الشهيد كمال جنبلاط، ورفاق السّراء والضرّاء لـ46 عاماً من رئاسته الحزب، وبين الآمال المعقودة على الشابات والشبّان لاستكمال مسيرة النضال إلى جانب نجله تيمور في محطته القياديّة الثالثة على رئاسة الحزب التقدّمي بعد إلباسه كوفيّة الزعامة الدرزيّة ودار المختارة عام 2017، ودخوله المعترك النيابي عام 2018.

الحزب المتصالح مع قاعدته الجماهيريّة سيكون على موعدٍ مفصلي لمؤتمره الـ49 في المدينة الكشفيّة – عين زحلتا، في الثانية عشرة ظهراً، وتتخلّله محطتان أساسيتان:

الأولى إنتخابيّة؛ وتقتصر على دعوة أعضاء الجمعيّة العمومية المخوّلين المشاركة في العمليّة الإنتخابيّة وعددهم 1800 عضو، لانتخاب مجلس قيادة الحزب التقدّمي الإشتراكي المكوّن من 12 عضواً، من بينهم الرئيس ونائباه وأمين السّر العام.

الثانية سياسيّة؛ وتفتح الأبواب أمام المحازبين والمناصرين للمشاركة ومواكبة كلمتي الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط والرئيس الجديد النائب تيمور جنبلاط.

وعن توقيت المؤتمر، يكشف أمين السّر العام في الحزب ظافر ناصر لـ»نداء الوطن»، أن «المستجدّ ليس توقيت المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة، بقدر إعلان رئيس الحزب وليد جنبلاط أنه مستقيل ولن يتبوَّأ رئاسة الحزب مرة أخرى». وذلك بعدما كان من المفترض إجراء الإنتخابات الحزبيّة عام 2021، قبل أن تدفع جائحة كورونا حينها والإنتخابات النيابيّة في العام الماضي الإرجاء إلى الآن.

وإذ يعتبر ناصر أنّ قرار جنبلاط «يشكل بحدّ ذاته حدثاً أساسيّاً على مستوى الحزب، كما البلد»، رأى في هذه الخطوة «محطةً لإتاحة الفرصة أكثر أمام النائب تيمور جنبلاط من أجل التقدّم بتحمّل المسؤوليّة، واستكمال مسيرة النضال التي خاضها وليد جنبلاط، وإن بمقاربة خاصة تجسّد أداءه ورؤيته المستقبل».

ومع إقفال باب الترشيحات الأربعاء الماضي، أوضح أنّ أحداً لم يتقدّم بترشّحه لرئاسة الحزب إلى جانب النائب تيمور جنبلاط، ما يخوّل إعلان فوزه بالتزكية، خلافاً للمراكز المتبقّية وعددها أحد عشر مركزاً التي تقدّم إليها ما يقارب 22 مرشحاً، يمثلون مختلف الطوائف اللبنانية التي دأب الإشتراكي في المحافظة على إشراكها في مجلس قيادته. أما المستجد، فيكمن في إقدام عنصر شبابي ونسائي جديد على الترشّح لتولّي مسؤوليات قياديّة في الحزب ما دفعه إلى ربط هذه الخطوة في إطار إطلاق رسالة واضحة للمستقبل…

ومع دخول الخطوات والقرارات التي اتّخذها الإشتراكي في مؤتمره الأخير حيّز التنفيذ راهناً، أكّد ناصر التوجّه إلى «تطبيق «الكوتا» الجندريّة فعلياً بنسبة لا تقلّ عن 30 في المئة من أعضاء مجلس القيادة، رغم أنّ دور المرأة القيادي في الحزب لا يعدّ أمراً جديداً، إنما المستجدّ قوننته من خلال التعديلات التي أدخلت على النظام الداخلي للحزب». كما «توسيع عدد الجمعيّة العمومية، مع ضمّ المؤسّسات الرافدة للحزب واعتبارها جزءاً لا يتجزّأ من المؤتمر العام على مستوى قيادة وقيادات وسطيّة بهذه المؤسسات الرافدة، وإعطائها إلى جانب شريحة أوسع من أعضاء مرشدين حقّ التصويت والترشّح لمجلس القيادة في الحزب».

وكشف ناصر أنّ «حقّ الترشّح لعضوية مجلس القيادة لطالما انحصر بالأعضاء المرشدين، ويقارب عددهم الـ200 شخص، قبل أن يتاح راهناً حق الترشّح لكل من الأعضاء المرشدين، وأجهزة وكالات الداخليّة، وأجهزة المفوّضيات، والقيادات المركزيّة للمؤسسات الرافدة ومسؤولي مكاتبها».

في سياق متصل، ورغم صعوبة تقبّل «جمهور» وليد جنبلاط تنحّيه عن المسؤوليّة الحزبيّة السياسيّة، تشدّد أوساط الإشتراكي على أنّ الواقع السياسي الإجتماعي الطائفي في البلد يخوّل النائب تيمور جنبلاط تبوُّؤ رئاسة الحزب وإكمال مسيرة النضال بجدارة، متسلّحاً بإرث جدّه كمال وحنكة وليد القياديّة على رأس حزبٍ قادرٍ على ملاقاة رغبة اللبنانيين في غدٍ أفضل.

نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى