اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

حتمًا لن يجدوا بمواصفاتك أيها الحسّان

اندريه قصاص

بعد لقائه البطريرك الراعي “بشرنا” رئيس حكومة الصدفة الدكتور في فن النق والندب والنواح حسّان دياب، بأنه لن يستقيل حتى ولو طبقت السماء على الأرض، وحتى لو وصل سعر صرف الدولار عشرين ألف ليرة، وحتى ولو أصبح كل الشعب اللبناني تحت خط الفقر، وحتى لو هاجر معظم اللبنانيين سعيُا وراء هناءة العيش وراحة البال، وحتى لو إنقطعت الكهرباء ٢٤ على ٢٤ ساعة، وحتى ولو “تبخر” المازوت من الأسواق، وحتى ولو ملأت النفايات كل شوارع لبنان من شماله إلى جنوبه، ومن سهله إلى جبله.

بالطبع لن يستقيل رئيس حكومة التفليسة السياسية، وإذا فعل فإن الفراغ سيحل في طول البلاد وعرضها.

عفوًا، دولة الرئيس، عن أي فراغ تتكلم، وهل هناك أكثر من هذا الفراغ الذي نعيشه في هذه الأيام في ظل حكومة لا تحسن عمل شيء سوى الندب والنواح وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وذلك تبريرًا للفشل الذريع ونتيجة صفر إنجازات.
عن أي فراغ تتحدث دولتك وقد عم الفراغ الحياة السياسية، ولم يعد للعمل السياسي أي طعم وأي رائحة وأي لون.

السنيورة: الحكومة مستمرة الآن في موقعها لانها موضوعة على آلات التنفس الاصطناعي

عون: أخذنا قراراً بمساعدة أنفسنا.. ونحتاج للعمل والدعم لأن قدرة الشعب على الصمود تضاءلت

عن أي فراغ تتحدث دولتك وانت الذي تعيش الفراغ الذي اوجدته والذي اسرت نفسك فيه نتيجة أدائكم السيء والذي لم يؤد إلى أي نتيجة، بل بالعكس أنتج مقاطعة دولية وعربية، وهذا ما لمستمونه لمس اليد بعد زيارة اللواء عباس ابراهيم للكويت، وبعد إخفاقكم في مفاوضاتكم مع صندوق النقد الدولي.
هل عن هذا الفراع تتكلمون دولة الرئيس أم عن فراغ غير موجود سوى في مخيلتك؟
أما ان تقول أنه يستحيل أن يجدوا البديل عنك ففي هذا القول قمة في الغوص ب”الانا” التي تدمر صاحبها وتجعله اسير هواجسه وخوفه من نجاحات الآخرين، وهو غوص في النرجسية التي لا تتطلع إلا في المرآة لكي لا ترى سوى نفسها.
بالتأكيد دولة الرئيس لن يجدوا بديلا منك وانت الذي سمحت للآخرين، الذين يمنعونك من الإستقالة، ويحولون دون سقوطك، بأن يتخطوا صلاحيات مجلس الوزراء وجعلت من هذا المقام مطية لطموحات الآخرين، الذين وجدوا فيك الشخصية المناسبة لتحقيق غاياتهم.
بالطبع دولة الرئيس لن يجدوا بديلا منك ومن الصفات التي جعلت منك شخصية فريدة من نوعها في التردد وعدم تحمّل المسؤولية، ومن يعرفك عن قرب يعرف جيدًا عمّا نتحدث.

دولة الرئيس، ووفق توصيف عارفيك أن الله سبحانه تعالى خلقك وكسر القالب، ولذلك لن تستقيل ولن تدع البلاد تغرق في “الفراغ”.
دولة الرئيس بالطبع ستبقى متشبثا بهذه الكرسي حتى آخر نفس في صدور اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعًا بالتصرفات غير المسؤولة وغير المنتجة، خصوصًا أنكم لم تفلحوا سوى بالندب والنواح والبكاء على الأطلال.
دولة الرئيس إنزل إلى الشوارع، أو أرسل جيوش مستشاريك، ليسمعوا ما يقول الناس عنكم.
ربما بعد ذلك تعيدون التفكير في مسألة الإستقالة.
رحم الله إمرء عرف حدّ ووقف عنده.

المصدر: خاص لبنان 24

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى