اخر الاخبار

تهديد بالعصيان المدني: “جمعة الرفض لفحش الدولار” في طرابلس

حالة من الحذر والترقب استيقظت عليها طرابلس، بعد ليلة طويلة من التوتر، تخللها قطع لكل الطرقات الفرعية والرئيسة، وإحراق للإطارات، ورمي قنبلة مولوتوف على فرع المصرف المركزي، ومواجهة عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الجيش في ساحة النور، تخللها رمي الحجارة. ما استدعى رد الجيش بالقنابل المسيلة للدموع.
وقد أعلن جهاز الطوارئ والإغاثة في “الجمعية الطبية الإسلامية” عن سقوط أكثر من 36 جريحاً، نتيجة الاشتباك الذي حصل ليلاً بين الجيش ومتظاهرين في مدينة طرابلس. وأشارت غرفة عمليات الجهاز في بيان إلى أنّه “وقع اشتباك بين الجيش ومتظاهرين في محيط ساحتَيْ النور والتل ومصرف لبنان في طرابلس، ما أدّى إلى إصابة أكثر من 36 شخصاً بينهم عسكريَيْن بحالات اختناق وجروح ورضوض عديدة”.
وأفادت بأنّ “جهاز الطوارئ والإغاثة عمل على إسعافهم جميعاً ونقل 9 منهم إلى مستشفيات النيني، المظلوم والإسلامي للمعالجة”.

جولة “المدن”
وفي جولة صباحية لـ”المدن” في طرابلس، بدت معظم المحال التجارية مغلقة، والشوارع والأسواق كانت خالية من روادها، باستثناء أسواق الخضار واللحوم التي احتشدت فيها الناس كالطوابير، وكأنهم يتسارعون للتبضع قبل تدهور الأوضاع الأمنية، نتيجة انهيار الليرة والارتفاع الفاحش في الأسعار.
وفي ساحة النور، وتحضيراً ليوم الغضب ما بعد ظهر الجمعة، عمد عدد من المحتجين على قطع الطرقات المؤدية إلى الساحة، وسط حركة كبيرة للدرجات النارية التي يتنقل عليها المحتجون.
وفي ساحة التل، بدت الأجواء متوترة، رغم حركة الناس وإقدام بعض المحلات على فتح أبوابها. وكان محل “حرب للصيرفة” في الساحة قد أحرقه ليلاً عدد من المحتجين. ما استدعى حضور القوى الأمنية إلى المحل، بحضور صاحبه الذي قال غاضباً لـ”المدن”: “جئت ولم أصدق أن محلي جرى إحراقه، وكأنني أنا المسؤول عن تدهور الليرة، ولا نجد من يعوض لنا كل هذه الخسائر الفادحة بممتلكاتنا”.

إلى الإضراب
وصباح اليوم الجمعة، أعلنت “جمعية تجار لبنان الشمالي” الإضراب العام والشامل في القطاعات كافة، تحت شعار “جمعة الرفض لفحش الدولار”. وقالت في بيان: “نظراً للتخبط في تسعير الدولار الذي يتفاوت سعره بين الـ3000 ليرة في المصارف والـ3900 لدى ما يسمى بالمنصة، وبين الـ6 و7 آلاف ليرة في السوق السوداء، وحيث أن الصيارفة تشتري بالسعر الرسمي ولا تبيع، والواقع أننا نعيش فوضى الدولار وإخفاء انفجار اقتصادي مرتقب، وحيث أن سعر الدولار مرتبط بكل مفاصل السلع الغذائية منها وغير الغدائي، وانعكاس ذلك أزمة معيشية خطيرة وقاسية. ندعو إلى إضراب عام وشامل لكل القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والمطاعم والسوبرماركات ومحلات الخضار وكل متضرر من هذا الارتفاع الهائل غير المقبول، كخطوة أولى يتبعه إضراب مفتوح ثم عصيان مدني حتى يعود الدولار الى رشده، وذلك تحت شعار جمعة الرفض لفحش الدولار”.

إغلاق الدوائر الرسمية
وفي عكار، أقفلت مجموعة من “شباب الحراك الشعبي” في خيمة اعتصام حلبا، الدوائر والمؤسسات الرسمية في حلبا، وهي: المالية، مصلحة المياه، مبنى أمانة السجل العقارية والمساحة، مبنى أوجيرو، مركز وزارة العمل، مركز التنظيم المدني، مركز التعليم المهني والتقني ومؤسسة كهرباء لبنان -دائرة حلبا.
وهتف المحتجون ضد الفساد وارتفاع سعر صرف الدولار، منددين بالوضع المعيشي والاقتصادي المتردي، وطلبوا من الموظفين التوقف عن العمل.
المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى