اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

بعد 80 عاماً..اللبنانيون الى المجاعة دُر! (تقرير حسين سعد)

حسين سعد
مشهد متناقض على الساحة الجنوبية اسوة بغالبية المناطق، الطلب على شراء كل شيء وتهافت ما بعده تهافت، طوابير السيارات على محطات البنزين للفوز بتعبئة عشرة ليترات وما دون، عراك على ما يسمى مواد مدعومة في التعاونيات، والشيء الاخر الملفت الطلب على شراء الدولار بأي ثمن رغم قفزه المتواصل. في المقابل احجم الصرافون عن البيع الا بحدود مئات قليلة من الدولارات، والرد على كل ذلك احراق بضع  اطارات سيارات على عدد من مفارق البلدات الجنوبية ،وسط ذهول وصدمة لفئات كبيرة من الناس صارت في خبر كان .
في مقابل ذلك، يبتهج مغردون على الفايس بوك، لعبور الحدود العراقية عشر سيارات محملة بالبنزين آتية من ايران الى لبنان، بينما يغرد نائب حركة امل هاني قبيسي على حسابه الالكتروني أن مئات السيارات امام المحطات للحصول على مادة البنزين المفقودة بشكل كامل في الجنوب دون ازمة فعلية في سائر المناطق كزمن الحروب والحصار ،فشركات الاستيراد العملاقة تقوم بالتسليم باستنسابية جغرافية غير مبررة .
عودة الى العشرينات كل شيء يوحي ان الامور ذاهبة الى الاسوأ، ما يعيد الى نبش ايام المجاعة والعوز الشديد في عشرينات واربعينات القرن الماضي , يوم كانت حكومة الانتداب الفرنسي 1938- 1945 توزع عبر المؤسسات الرسمية  (المحافظات – القائمقاميات- البلديات والمخاتير)الارز والسكر والزيت على العائلات بواسطة تذاكر يطلق عليها “تذكرة توزيع دقيق” ومن هذه التذاكر تذكرة صادرة عن بلدية بيروت (حي الاشرفية)مؤرخة في العام 1938 ويمكن من خلالها لاحد المواطنين الحصول على 12 كيلو غراما من الدقيق اسبوعيا. إقرأ ايضاً: الإحتكار سيد الفوضى..والأمن الذاتي يَعمّ المناطق الشيعية! وفي وثيقة اخرى من ارشيف قائمقامية صور منشورة في كتاب للمؤرخ  الدكتور حسن دياب (تاريخ صور الاجتماعي والحضاري )تعود الى العام 1940 . تتضمن  رسالة من قائمقام صور آنذاك جان عزيز موجهة الى محافظ الجنوب يبلغه فيها، عن الكميات الغذائية الموجودة في القائمقامية التي كانت حينها بنت جبيل من ضمنها وهي على الشكل التالي : صور: 600  كيلو أرز ،سكر 5000 كيلو 600 كيلو بن. بنت جبيل :2500 كيلو ارز ،سكر 2000 كيلو ،200 كيلو بن جويا: 1000 كيلو ارز ،سكر1500 كيلو ،50 كيلو بن.
اجرة العامل كانت ليرة في الحديث عن العوز والمجاعة يعود الحاج موسى حيدر سعد 84 عاما، فيتذكر مشهدا كالحلم “يوم جرته والدته بيدها الى منزل مختار البلدة حينذاك محمد خليل حمود، لكي تحصل من مركز السكر المعتمد من حكومة الانتداب الفرنسي على كيلو غرام من السكر الاحمر بليرة واحدة.
وهي كانت “اي الليرة ” بمثابة اجر يومي للعمال الذين كانوا يعملون في مد شبكة سكة الحديد في منطقة رأس الناقورة – ا لبياضة القادمة من فلسطين المحتلة وينفذها الجيش الانكليزي. ويقول:” ما اشبه اليوم بذلك الزمن السيء الذكر، فكيلو السكر اليوم ثمنه نصف الاجر اليومي للعامل”.جنوبية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى