اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

دياب المتهيّب مصير حكومته يلجأ إلى السفير الصيني

في كل مرّة يستشعر فيها رئيس الحكومة حسان دياب الخطر على حكومته، يلجأ إلى رفع الصوت. يتهم الآخرين بتدبير الانقلاب عليها أو بتطويقها. في جلسة الخميس، كان سؤاله مباشراً: هل انتهى دور هذه الحكومة وفشلت في مهمتها؟ السؤال، تعبير واضح عن مخاوف دياب من سعي بعض القوى السياسية للإطاحة بحكومته. يعرف دوماً أن لا ملجأ له في مثل هذه الحالات سوى حزب الله. رفع سقفه ضد حاكم مصرف لبنان والمصارف، ودعا رياض سلامة وسليم صفير إلى اجتماع الحكومة للمشاركة فيه، وتوجيه الأسئلة لهما حول ارتفاع سعر الدولار واستمرار انهيار الليرة.

انتقاد السفراء
ذهب دياب هذه المرّة أكثر من ذلك، كأنه محلل ومراقب وليس رئيس حكومة في تعاطيه مع الضغوط الدولية والإقليمية التي يتعرض لها لبنان، واعتبر أن هناك مساع داخلية وخارجية لتطويق الحكومة، وانتقد بعض التحركات الديبلوماسية التي تتجاوز الأصول والأعراف، وهو حتماً يقصد السفيرة الأميركية دورثي شيا والسفير السعودي وليد البخاري. في انتقاد السفراء، أراد دياب كسب دعم حزب الله في هذه المعركة. خاصة أن دياب يستشعر منذ أيام أن رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بدأ ينفض يده من الحكومة، وجاهز لبيعها على مشرحة تحسين العلاقة مع الأميركيين. لم يعد لدياب إلا حزب الله، والحزب متمسك بهذه الحكومة ولن يتخلى عن هذا الامتياز.
وقال دياب:” بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ”واتس آب”، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل. كيف تتعامل الحكومة مع هذه المخططات والمشاريع؟ هل تستسلم؟ هل تعلن فشلها؟ هل تهرب لترتاح من هذا العبء وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ هل تترك الساحة فارغة؟ هل تواجه؟ هنا التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم كحكومة”. وأضاف:” الجواب لن ندلي به اليوم، لكن بالتأكيد سيكون هناك ردّ واضح وصريح وشفاف وتحديد للمسؤوليات.”

المصارف والخسائر
مشاركة سلامة وصفير في الجلسة هدفت أيضاً للبحث عن توحيد أرقام الخسائر وتوزيعها بين مصرف لبنان والمصارف والدولة، ولتوحيد الرؤية في تدقيق الأرقام والبت أيضاً بموضوع استقالة بيفاني في هذه الجلسة. هذه المواضيع أيضاً كانت عنوان النقاش الذي دار بين باسيل والرئيس نبيه بري في عين التينة. ومحاولة المواءمة بين خطة الحكومة وخطة المصارف. وتشير المعلومات إلى أن النقاش كان مثمراً وإيجابياً مع حاكم مصرف لبنان، الذي سيقدم تصوراً نهائياً لمعالجة الدولار في الاجتماع المالي الاسبوعي مع رئيس الحكومة مساء غد. وتلفت المعلومات أن عدداً من الوزراء طالب سلامة باعطاء المواطنين الأموال المحولة لهم بالدولار كما وردت، وعدم تحويلها إلى الليرة. والحاكم أوضح أنه أصدر تعميماً بهذا الشأن وعلى المصارف أن تلتزم به.

السفير الصيني: الإصلاح أولاً
خيارات دياب في البقاء رئيساً للحكومة، تدفعه إلى اتخاذ قرارات “ردّ الفعل” فسارع لعقد إجتماع وزاري مساء الخميس بحضور السفير الصيني. وفي ذلك رسالة ضد الأميركيين، ومحاولة لابتزازهم بالذهاب شرقاً. وتؤكد المعلومات، أن السفير الصيني الذي كان إيجابياً ومنفتحاً على خيارات مساعدة لبنان، أكد وجوب إنجاز الإصلاحات وإرساء الاستقرار لتتمكن الصين من التدخل. الموقف الصيني واضح ديبلوماسياً: لا مساعدة من دون توافق دولي. 
كذلك سيصل إلى لبنان وزيرا النفط والزراعة العراقيين للبحث في إمكانية التعاون. كل ذلك يحصل في موازاة انتظار حزب الله واللبنانيين لمساعدات إيرانية ولباخرة فيول يفترض أن تصل في الأيام المقبلة. الأمر سيستدعي حتماً ردوداً أميركية. والحكومة بالنسبة إلى الأميركيين وديبلوماسيين آخرين أصبحت بحكم الميتة سريرياً. ولا يمكن التعاطي معها، طالما أنها لم تنجز أي إصلاح. لكنها ستبقى بحكم الأمر الواقع وعدم توفر البديل.

حركة سفراء
بموازاة هذه المواقف الحكومية، كانت الحركة الديبلوماسية تتسارع في لبنان، لا سيما بعد لقاءات السفير السعودي وليد البخاري مع كل من السفيرة الأميركية، السفير البريطاني، السفير الإماراتي، ولقاءاته مع جمعية المصارف كموقف واضح في مواجهة حكومة حسان دياب، والتفكير بإمكانية إيجاد بدائل عن هذه الحكومة تكون قادرة على استرجاع علاقات لبنان العربية والدولية، وتشرع بالإصلاحات للحصول على مساعدات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى