اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

برّي يكسر حاجز مجاملة العهد: مقاربة المخاطر بأسوأ عقلية عرفها لبنان

ليس من قبيل التكهن او تحميل الامور ما لا تحتمل ان الرئيس نبيه بري كان الحاضر الثالث بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وهما يراجعان ما عُرِف بالاتصالات الآيلة لتأليف حكومة جديدة، وذلك من خلال اشارة الرئيس المكلف، وهو يمازح الصحفيين قبل انعقاد اللقاء الذي دام «نصف ساعة» بقوله: الرئيس بري في الجنوب ما فينا نطلع المراسيم اليوم.

حضور الرئيس بري تمثل باللاءات التي اطلقها من صور، في الذكرى الـ44 لتغييب الإمام موسى الصدر، والتي ساق بعضها على سبيل الاستهجان او الاستغراب، على مسمع من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، الذي دعا الى اعادة تعويم الحكومة الحالية، وشكلت دعماً قوياً للرئيس ميقاتي في اصراره على حكومة من 24 وزيراً، مع ادخال تعديل، يبقى لرئيس الجمهورية الصلاحية في تسمية الوزيرين او اكثر المرشحين للتغيير.

وأشارت مصادر سياسية ان كلمة الرئيس بري، حددت مواصفات عامة لشخصية رئيس الجمهورية المقبل، تحمل في طياتها، الشخصيات الوطنية الجامعة، واستبعاد الشخصيات الخلافية اوالاستفزازية لأي طرف انتمت، ما يعني استبعاد الشخصيات الحزبية المتطرفة التي تطرح نفسها من منطلق تمثيلي وطائفي مثل النائب جبران باسيل او سمير جعجع وامثالهما ، فيما شن رئيس المجلس هجوما لاذعا على رئيس الجمهورية ووريثه السياسي النائب جبران باسيل من جميع النواحي، بما يشبه جردة حساب مع العهد اولها، التأكيد ان عهد عون انتهى، ونص الدستور واضح بمن يتسلم السلطة في حال الشغور الرئاسي،اذا لم تفلح الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة، بمعزل عن الاجتهادات السياسية والدستورية المعلبة غب الطلب، ومشددا ان لاجدوى من كل التهويل بافتعال المشاكل والفوضى، والعودة الى ما قبل الطائف مستحيلة ،ومؤكدا على مرجعية المجلس النيابي بتفسير الدستور. والاهم كان موقف بري حاسما بنسف طرح عون وباسيل بتوسيع الحكومة وضم ست] وزراء دولة اليها، مع تأييد طرح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة حكومة من٢٤وزيرا أو تعويم الحكومة الحالية.

واضافت المصادر ان بري لم يكتف بالرد بشكل غير مباشر على موقف عون وتهديدات باسيل بافتعال المشاكل اذا لم تلب شروطهما بتوسيع الوزارة، بل سدد سهامه مباشرة على باسيل من مشكلة الكهرباء و تحميلهما مسؤولية تدمير القطاع بالكامل وهدر الاموال العامة وزيادة عجز الخزينة وحرمان المواطنين من الطاقة، مستهزئا،بالحجج والذرائع المساقة لدى التيار الوطني الحر.

وتعتقد المصادر بأن بري لم يوصد الابواب نهائيا، امام تشكيل الحكومة الجديدة، برغم حدة التصعيد بمواقفه ضد العهد عموما والتيار الوطني، واحتمال حصول ردود ضده، ولكنه اظهر صعوبة بتشكيل الحكومة العتيدة، ما حتمت عليه التأكيد بأن المجلس النيابي هو المرجعية لتفسير الدستور.

ومع أن اللقاء لم يخرج بأي جديد استناداً الى ما تسّرب، الا ان اوساط مراقبة لم تستبعد ان يسلك ملف التأليف طريقه المرتقب، في اي لحظة، من زاوية ان المؤشر الايجابي هو استمرار الاتصالات.

ولفتت مصادر مطلعة إلى أن ما من طرح جديد حضر على بساط البحث والطروحات لا تزال هي نفسها أن لجهة تعديل حقيبتين على تشكيلة ال ٢٤ أو توسيع الحكومة لتصبح ثلاثينية.

وأفادت أن ملف تأليف الحكومة لم يدخل بعد حيز التنفيذ وإن الرئيسين عون وميقاتي عرضا لأتصالات التأليف.

وأكد مصدر مسؤول لـ«اللواء» ان من ابرز المخارج الممكنة للمأزق الحكومي هو تعويم الحكومة المستقيلة بثقة جديدة من المجلس النيابي.

على ان الحدث كان في كلمة الرئيس بري في المناسبة والتي خلت من المجاملة او وقوف على خاطر العهد.

قال بري صراحة: «لبنان يمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه، وأن المخاطر والتحديات يتم مقاربتها من قبل البعض بأسوأ وأخطر عقلية عرفتها الحياة السياسية اللبنانية في كل حقائبها كيداً ونكداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع..

ومضى بري في كسر حاجز الصمت تجاه اداء عهد الرئيس عون وتساءل: هل من احد في هذه السلطة المختبئة خلف الشعارات «ما خلونا» ان تجيب على سؤال ما هي المبررات لعدم تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، التي حرمتنا من الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، وهي شرط من شروط البنك الدولي، والغرب، ولعلها ذريعة، ولكن لماذا لم ينفذ القانون الصادر منذ عشرات السنين.

ومضى متسائلاً: هل يوجد في العالم بلد فيه تغذية «صفر كهرباء».

واعلن الرئيس بري أننا «دخلنا في اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ومستعدون للتعاون من أجل تشكيل حكومة، لكنه تساءل: «شو هي هيدي 6 وزراء دولة»، وقد شاهدنا حكومة تمام سلام وفيها كل وزير رئيس جمهورية».

اضاف: ونحن على مدخل اليوم الأول لبدء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهورية نذكر من يحاول أن يعيد لبنان إلى ما قبل الطائف ،أن المجلس النيابي هو الوحيد المناط به تفسير الدستور وهو الوحيد المسؤول عن العمل على هذا الإستحقاق». ونحن «كسياديين» سنقترع للشخصية التي تجمع وتوحد ولا تفرق وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن اسرائيل تمثل تهديداً وجودياً للبنان .

أما في ملف ترسيم الحدود البحرية فقال: نؤكد على أن الكرة الآن في الملعب الأميركي ونحنا لسنا هواة حرب لكننا سنكون في موقع المدافع عن هذه الحدود.

وعن قضية الإمام موسى الصدر قال: بالرغم من الجمود الذي اعترى قضية الإمام الصدر في السنوات الثلاث، نؤكد على أن آخر ما توصلت إليه اللجنة المكلفة متابعة القضية أنه ثمة ما يمكن تأكيده بأن الإمام ورفيقيه كانوا لا زالوا أحياء إلى قبل سقوط النظام الليبي، وجريمة الإختطاف بكل فصولها تمّت ونُفّذت على أيدي النظام الليبي البائد وأجهزة استخباراته.

البيت الابيض والترسيم

وفي جديد ترسيم الحدود البحرية، اعلن البيت الأبيض ان الادارة الاميركية «تسعى لتقريب وجهات النظر بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود». وقال في بيان: ان هناك إمكانية لتسوية مرضية حول ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وترسيم الحدود أولوية لإدارة (الرئيس الاميركي جو) بايدن.


واضاف: نحيي روح التشاور للمفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود والاتفاق بين إسرائيل ولبنان سيؤمن الاستقرار الأمني والنهوض الاقتصادي للبلدين.

اللواء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى