اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

هل تسلّلت عناصر «داعش-ية» الى الشمال؟

جهاد نافع-
يوم امس اصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بيانا اعلنت فيه ان دورية من مديرية المخابرات أوقفت المواطن (أ. ي.) في منطقة حنيدر – عكار لارتباطه بتنظيم «داعش» الإرهابي، وانتمائه الى خلية كفتون الإرهابية وتورطه في تهريب الأشخاص ما بين الحدود اللبنانية – السورية.
 

تأتي عملية توقيف «الداعشي» في مرحلة يتداول فيها معلومات تحتاج الى متابعة وتدقيق، عن تسلل عناصر «داعشية» الى الشمال، وسبقهم وصول عدد من نساء «داعش» مع اطفالهن منذ مدة الى طرابلس.
 

القضية ليست فقط تسلل «دواعش» الى طرابلس والشمال، بل الاخطر ان المعلومات المتداولة تشير الى ان انصار هذا التنظيم باتوا يتغلغلون في اكثر من منطقة شمالية ويختفون في اماكن بعيدة عن المراقبة، يستغلون حالة الفوضى المستشرية في البلاد، والضغوط المالية والمعيشية والاقتصادية، وحالات الفقر والجوع المتفشي في الاحياء الشعبية الفقيرة بشكل خاص، وان استراتيجية «داعش» هي مخاطبة هذه الشرائح الشعبية وعنصر الفتيان منهم الذين سرعان ما يستجيبون للغة التمذهب والتطيف في ظل تهاون المرجعيات الدينية الرسمية ازاء مجموعات باتت تقيم معاهد خاصة بها، او تلقن دروس «الفكر الداعشي» التكفيري في منازل غير مرخصة بحجة تعليم اصول الدين واركانه، او تعليم الفتيان قراءة وحفظ القرآن الكريم.


ويقول مرجع ديني شمالي ان هذه الحلقات الدينية منتشرة بشكل لافت في مناطق شمالية، ومنها تتخرج اجيال من التكفيريين «الدواعش» الذين يتمددون بشكل لافت ومثير دون رقابة، ما يؤدي الى تفشي الظاهرة الخطرة في متحدات الشمال الشعبية، وتشكل بؤرة جاهزة لتشكيل «تنظيم داعشي» خطر او «خلايا داعشية».



وتشير مصادر شمالية الى ان مديرية المخابرات والاجهزة الامنية الاخرى ابرزها الامن العام ساهرة تتابع هذه الخلايا وتلاحق البؤر المحتملة، خاصة في المرحلة الراهنة التي يخشى فيها حصول اختراقات في اكثر من منطقة شمالية.


مراجع دينية مستقلة اشارت الى بعض الحوادث الفردية التي تتخذ طابعا امنيا، من ظهور سلاح واطلاق رصاص واشتباكات ليست بعيدة عن مخططات «داعشية» لارباك الساحة الشمالية. ولم يستبعد مرجع ديني آخر تغلغل تكفيريين وسط التظاهرات والاعتصامات التي تحصل في الشمال بين حين وآخر، وان هذه المسألة في غاية الاهمية تتزامن مع شائعات عن تسلل كوادر «داعشية» دخلت مناطق في عكار وطرابلس عبر معابر غير شرعية، وهي معابر وعرة جدا بواسطة مهربين محترفين، مقابل مبالغ لا تقل عن الفي دولار، ويصل الرقم الى خمسة آلاف دولار عن الرأس الواحد…
 
وتثير هذه المراجع تساؤلات حول ظاهرة السلاح المنتشر في الشمال وكمية الرصاص الذي يصرف باطلاقه عشوائيا او في الاشكاليات الامنية التي تحصل وتكلف ألوف الدولارات، وتربط المراجع مسألة السلاح والتسليح بمسألة الحديث عن «خلايا داعشية» بعد تسلل عناصر منهم وتوزيع اموال بالدولار لتشجيع الفكر التكفيري ونشره بين الناس وفي الاحياء بحجة «نصرة أهل السنة والجماعة» في طرابلس والشمال.

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى