سد النهضة الأثيوبي و الكوارث المحتملة على مصر و السودان (عبدالله ناصرالدين)
يقع سد النهضة غربي أثيوبيا قرب حدود السودان على نهر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم قبل مواصلة جريانه باتجاه مصر ليصُب في البحر الأبيض المتوسط.
المواصفات الفنية للسد:
يبلغ إرتفاع هذا البناء الضخم 145 متراً ، و عرضه 1800 متر، و بلغت تكلفته 4.6 مليار دولار ، و تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب من المياه.
لماذا يُشكل السد جدل كبير؟
١- لأنه يحمل مخاوف للسودان.
٢- لأنه يحمل مخاوف أكبر لمصر.
تتقسم المخاوف إلى إحتمالين:
أ- إحتمال إنهيار السد
ب- إحتمال متابعة أثيوبيا عملية ملء السد.
الاحتمال الأول:
يواجه السد خطر الإنهيار بنسبة تبلغ 50% للأسباب التالية:
١ – الطبيعة الجغرافية لمنطقة السد الغير مناسبة لتشييد السدود لأنها تحتوي على فوالق أرضية ضخمة ، و فيها مناطق جبليّة و إنحدارات و صخور متشققة قابلة للتفتيت بالإضافة إلى نظام مطري شبيه بالفيضانات و السيول.
٢ – معامل أمان السد منخفض جداً مما أثار قلق الولايات المتحدة و خبراء البنك الدولي و اللجنة الدولية أثناء معاينة السد عام 2011 ، حيث قالت اللّجنة أن معامل الأمان في السد “مرعب و مخيف”، وفي حال انهيار السد سوف تنتج عنه موجة ضخمة بعرض 150كم وإرتفاع 25 متر ،وهي كفيلة بتدمير شبه كلّي لأغلب مناطق السودان.. أما مصر فسوف تصل اليها المياه بعد 17 يوماً من إنهيار السد وهو ما سوف ينتج عنه كارثة بيئية وإنسانيّة مشابهة لما قد يحدُث في السودان.
الإحتمال الثاني:
-خسارة السودان:
متابعة أثيوبيا ملء السد بنفس الوتيرة وهو ما سوف يؤدي بشكل مباشر إلى إنخفاض كميّة المياه التي تصل إلى السودان.
-خسارة مصر:
بعد مرور النيل بالسودان يصل إلى مصر لتبلغ حصتها من المياه 55 مليار متر مكعب سنويّاً التي توظفها مصر بالشكل المناسب ، أما إذا تابعت أثيوبيا أعمال بناء و ملء السد على نفس الوتيرة ، ستبلغ حصة مصر 40 مليار متر مكعب ، أي بخسارة قد تصل إلى 15 مليار متر مكعب من المياه سنوياً. وتكفي هذه الكميّة لري مليوني فدان من الأرضي الزراعيّة من إجمالي الثروة الزراعيّة التي تتمتع بها مصر و التي تُقدّر ب 8 مليون فدان، أي خسارة نحو ربع إجمالي الأراضي الزراعيّة المصريّة. مما يعود بأثر سلبي على الإنتاج الغذائي لملايين الأسر المصريّة.
بالإضافة إلى نقطة مهمة أيضاً ، هي أن قدرة السد على إنتاج الكهرباء تفوق بكثير حاجة أثيوبيا مما سيضطر أثيوبيا إلى إغلاق البوّابات الذي سيؤدّي إلى إنخفاض كميّات المياه المُغادرة من السّد نحو السودان و مصر.
