اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

هل الدولار سيخلق شرخاً ما بين حزب الله وبيئته؟! (عماد جانبيه)

الوادي | عماد جانبيه

كثيرا ما تلقى على مسامعنا، حكاية الرجلين البدويين اللذين زارا المدينة، وحكى كل منهما لأهل القرية عما رآه حكاية مختلفة تماما.
بإختصار لقد قال كل واحد منهما الحقيقة، ووصفا تحديدا ما شاهداه هناك، غير أن رأي كل منهما لا يجسد نظرته إلى المدينة فقط، بل نظرته الى نفسه وطبيعتها، التي تعطي للأشياء أوصافها.

لا يخفي على أحد مدى قوة حزب الله وتأثيره الكبير على الشارع الشيعي وامتداده الجماهيري الواسع حتى أطلق على شارعه إسم “بيئة المقاومة” ولكن هذه البيئة اعتادت هي أن تدعم هذا الحزب من مالها الخاص وكان هو العامل الأساسي باستمرار وقوة المقاومة على مدى عقود، ولكن في ظل هذه الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان من حجز أموال المودعين وارتفاع سعر صرف الدولار، حتى أصبح راتب عنصر في الحزب يفوق راتب مدير مصرف أو حتى ضابط في الجيش اللبناني،
في نفس الوقت يعاني أغلب أبناء هذه البيئة من البطالة وحتى الذي حافظ على عمله أو جزء من راتبه تآكل وأصبح لا يساوي شيئاً بسبب الدولار.

وبما اننا لا نرى الأشياء كما هي، نراها كما نحن،
اردنا في مجموعة الوادي ان نتعرف على بعض اراء بيئة المقاومة التي وصلت اليها في حياتها المعيشية.

“نادر” قال لنا: عاطل عن العمل منذ اربعة أشهر تقريبا ولدي عائلة وأصبحت “غرقان” بالدين ولكن لا يهم، المهم أن تبقى المقاومة بخير والسيد بخير لاننا نعلم هذا الحصار كله في سبيل اركاع المقاومة ولكننا لن نركع.

“سلام” قالت: تعبنا كثيرا لم يبقى لدينا شيئا والأسعار تتصاعد وخيالية، وعلى الحزب مثلما يؤمن عناصره عليه أن يؤمننا وبدأنا نشعر بالذل أليست حربه ليبقى راسنا مرفوع، “ولكن نحنا راسنا أصبح أرضا وانذلينا وما من أحد يتطلع فينا”.

“جميل” أيضا، قال: لا يجب أن نحمل الحزب ما هو فوق طاقته، “اللي فيه مكفيه” علينا جميعا أن نتكاتف لنخفف عن بعضنا وعلى الدولة التحرك لضبط سعر الدولار وغلاء الأسعار، ولا أعلم اذا كان الحزب باستطاعته مساعدتها في ضبطه وكشف المتسببين الحقيقيين به.

تختلف الآراء والتحليلات ولكن ما يجمع هذه الأراء تجاه الازمة الواقعة على بيئة المقاومة يفرض على من هو معني ايجاد حلول جذرية وسريعة لمعالجة هذا الوضع الكارثي كي لا نرى اختلاف في طبقات الناس، طبقة من الحزب مرفهة برواتب مرتفعة، وطبقة البيئة الحاضنة الفقيرة والمعدمة مما يصنع هذا الفارق الطبقي قد يبعد الحزب عن حاضنته وبذلك يكون أعداء الحزب قد حققوا ما يريدون، وعلى الجميع اتباع قول الامام علي (ع): “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”.

اختلفت المشاهد والشيء واحد، تشابهت العيون واختلفت النفوس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى