اخر الاخبارمقالات وقضايا

علاقة عون بدياب: “كنت فين من زمان”؟

علي منتش

عندما إختير حسان دياب ليكون رئيساً للحكومة كان اختياره عشوائياً مستعجلاً بعد فشل المفاوضات مع سعد الحريري. يومها وافق عليه “حزب الله” رسمياً بعدما طُرح من احد المقربين جدا ووافق عليه كل من الرئيسين عون وبري. يومها إن كان لأحد أن يتوقع اشتباكاً سياسياً في الحكومة كان لا بد أن يتوقعه بين عون ودياب.


لم يكن بري يريد هذه الحكومة في الاصل، هو الى اليوم يفضّل حكومة يرأسها الحريري ويشارك فيها جنبلاط، لكن عون كان مرتاباً من دياب، اعتقد أن الرجل لن يكون سهلا في التعاطي الثنائي معه، وتاليا فإن الاشتباك قادم.

هذه النظرة المسبقة من عون وفريقة السياسي، طبعت علاقة “التيار الوطني الحرّ” مع الحكومة اللبنانية كافة في المرحلة الماضية، حيث كان التوتر سيد الموقف، وهذا كان واضحاً من خلال التسريبات والمؤتمرات الصحافية وغيرها من الانتقادات والحذر في التأييد الكامل، لكن قبل اسابيع قليلة كل شيء تغير. بات عون ودياب على توافق كامل.


اعجب عون بدياب. فالأخير يستشيره كثيراً، ويضعه في كل التفاصيل، ويعمل وفق برنامج العمل العوني القديم الذي لا يزال يدغدغ عون. يحارب سلامة علناً ويفتح النار على الحريرية السياسية. يحمل الأزمة الى الحقبة الأولى، الى من حكم البلد قبل ٣٠ عاماً. هو خطاب عون ٢٠٠٥، هو عون نفسه ربما الذي يحرض دياب ويوجهه.

اكثر من ذلك، ما كان يتمنى عون تحقيقه كاد يحققه دياب، يختلف مع برّي علنا ويشتبك معه حتى يأخذ رئيس المجلس مواقف سلبية حادة من الحكومة، من دون أن ينزعج الحزب أو يصطّف الى جانب حليفه الشيعي. كأن عون يحقق ما كان يريده قبل سنوات.

دياب تخطّى باسيل وتجاوزه، وفتح علاقة تنسيقية مع عون، وهذا لم يفعله سعد الحريري، كان الجميع يجب أن يمروا بباسيل (النائب جبران باسيل).

حول دياب مجموعة من الوزراء الذين أبهروه بعون، فطوّع نفسه من دون ان يطوّعه احد. بات لا يتصرف من دون استشارة الرئيس، والرئيس يحب الخاضعين له طوعاً.

في مكان ما في علاقة عون بدياب تشبه علاقة رئيس الحكومة برئيس الجمهورية ما قبل الطائف، كأمين الحافظ وشفيق الوزان، الفرق أن الامر يمارسه دياب طوعاً، انه يدير بنجاح سياسة القصر ويدخل العصرية الى خطاب عون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى