اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

تحقيق الشروط الاميركية.. هل تتخلى الأكثرية عن أكثريتها؟

علي منتش

أهم ما قاله رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في كلمته المتلفزة التي وجهها الى مناصريه قبل يومين كان جملتين، الأولى هي امكانية الوصول الى فراق داخلي مع “حزب الله”، والثانية هي عدم رغبته، لا هو ولا تياره بالمشاركة مباشرة او غير مباشرة في اي حكومة “غير منتجة”.


فكرتان طرحهما باسيل ضمن سياق كلمة طويلة، لهما وقع استراتيجي على الحياة السياسية اللبنانية، وعلى التفاوض مع الاميركيين، بعيدا عما اذا كان باسيل لم يكن يقصد تحميلهما كل ما حملاه من معاني.

ينقل احد الديبلوماسيين الاوروبيين عن أجواء عامة غربية، بأن واشنطن وحلفاءها يخيران “حزب الله” بين الدولة والدويلة، اي ان الحزب بصورته الحالية بوصفه قوة مسلحة منظمة تمتلك كل هذه الموارد الذاتية من غير المنطقي ان تكون في الوقت نفسه قوّة الحكم الاساسية، وتمتلك موارد الدولة ومفاصل المؤسسات. إما الحكم او القوة الرديفة.


بالطبع تفضل واشنطن ان يكون الحزب مسيطراً على الدولة ومتخلياً عن الدويلة، لكن المعادلة السابقة التي طرحت كانت تظهيراً لإحدى الشروط الاميركية، وهي تقليص نفوذ “حزب الله” داخل الدولة اللبنانية والذي يشكل خطرا استراتيجيا على النفوذ الاميركي فيها. ليس صعباً على من يراقب المعارك السياسية المباشرة بين واشنطن و”حزب الله” في الاشهر الاخيرة، ان يلاحظ ان هذه المعارك وبالرغم من خسارة “حزب الله” معظمها، تركزت في جزر النفوذ الاميركي داخل الدولة العميقة، اي ان الحزب بدأ، بعد سيطرته على الدولة (مجلس النواب، رئاسة الجمهورية) معارك لتقليص نفوذ واشنطن في الادارة والمؤسسات المالية وغيرها، وهنا يكمن الخطر الاستراتيجي بالنسبة للاميركيين.

عموما، تطرح واشنطن عدة شروط لتخفيف الحصار عن لبنان، منها تقليص “حزب الله” نفوذه الاقليمي، تقييد حركة الحزب جنوب الليطاني، ايجاد حل للصواريخ الدقيقة، الترسيم البحري مع فلسطين المحتلة، واخيراً إضعاف “حزب الله” داخل الدولة اللبنانية ومنع تمدده اليها.

بالعودة الى خطاب باسيل، الذي ليس واضحاً اذا ما كان منسقاً مع حلفائه ام لا، لكنه فتح بابا واسعاً نحو تحقيق احد الاهداف الاميركية، والتي تتمثل في اخراج “حزب الله” من الدولة اللبنانية او اقله افقاده الاكثرية النيابية.

احدى الادوات الاميركية لاضعاف “حزب الله” داخلياً تمثلت بإضعاف حلفائه وتحديداً “التيار الوطني الحر”، من اجل سلبه الاكثرية النيابية وتاليا الوزارية، فهل يحاول باسيل الإلتفاف على هذا الأمر؟

قال باسيل انه قد يضطر الى الذهاب نحو الفراق مع “حزب الله”، الامر الذي يمكن تقريشه في السياسة كأنه فرط للاكثرية النيابية. فهذه الاكثرية من دون “التيار الوطني الحر” لا تعود اكثرية، كذلك فإن عدم مشاركة “التيار” في اي حكومة وحدة وطنية، يعني ان لا اكثرية وزارية للحزب وحلفائه، فهل بدأ تحقيق بعض الشروط الاميركية؟ ام ان كل ما يحصل هو صدفة في اطار “التنقير” الداخلي بين الحلفاء؟

لبنان ٢٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى