اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

حوار بعبدا.. بين الحلول الجذرية ومضيعة الوقت!

ايناس كريمة

من الواضح أن الحركة السياسية التي تدور في لبنان، ومحورها “عين التينة”، ترمي بشكل اساسي الى تأمين نجاح الحوار الوطني الذي سيُعقد بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن هذا الحوار الذي يهدف الى مناقشة امكانية ايجاد بعض الحلول للأزمة الاقتصادية والمعيشية والنقدية التي تمرّ على البلاد يبدو مجرّد تمرير للوقت باعتباره استراتيجية اساسية للوصول الى حلّ متكامل.


وترى مصادر مطلعة أن ما يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه برّي هو بحد ذاته عمل شاق غايته الوصول الى تفاهمات مشتركة بين جميع القوى السياسية البارزة وجميع القياديين والمسؤولين من الصف الاول قبل الذهاب الى بعبدا، الامر الذي من شأنه ان يؤّمن للرئيس عون نجاحاً نسبيا قبل انعقاد الجلسة الحوارية.

وتشير المصادر الى وجود تنسيق واضح بين عون وبرّي، وان تعاونهما لإنجاح هذه الفكرة جرى التفاهم بينهما على كل تفاصيله، ما سيشكّل ايضا مكسباً سياسيا لـ “حزب الله” وقوى الثامن من اذار.

واعتبرت المصادر أن الهدف من جلسة الحوار هو كسب الوقت، اذ ان صورة الزعماء اللبنانيين مجتمعين، وان بدت مستفزة لبعض وجوه الحراك ومعهم بعض الاحزاب التي انخرطت في انتفاضة 17 تشرين، لكنها في الوقت عينه تؤمن استقرارا امنيا كبيرا وتخفف من الاحتقان الطائفي والمذهبي والسياسي الذي يسيطر على لبنان منذ عدة اسابيع، ما من شأنه أن يؤجل الانفجار في الشارع ويعطي آمالا، وان كانت زائفة، للبنانيين.

ولفتت المصادر الى أن بعض القوى السياسبة في لبنان تعمل قدر الامكان على كسب الوقت بانتظار التسوية المتوقعة في الاقليم بين الولايات المتحدة وايران، حيث أن هذه التسوية سيكون لها ارتدادات جليّة على الساحة الداخلية سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي والامني، لذلك ومع بلوغ الضغوط الاقتصادية حدّها الاقصى، وهي مستمرة، وانعدام افق الحلول الجدية والسريعة للتغيير وتحسين الوضع، ومع رفض القوى الاساسية المعنية بالمفاوضات مع الاميركيين في لبنان، اي “حزب الله” تقديم أي نوع من التنازلات في المرحلة الحالية، فإن ما يسمّى حواراً هو بمثابة اللعب على عقارب الوقت للتصدي لأي موجة جديدة من التظاهرات، او بمعنى اوضح كسب المزيد من المُهل للحكومة الحالية والعهد، وربما لجميع القوى السياسية في الموالاة والمعارضة.

واكدت المصادر أن هذا هو تحديدا دور الحوار الوطني في بعبدا، اذ من غير المتوقع ان يؤدي الى أي تفاهمات حول خطة اقتصادية موحدة أو حلول جذرية للأزمات في لبنان، أو حول التوجه شرقا نحو الصين الذي تسعى اليه بعض الاحزاب من بينهم “حزب الله”، بالاضافة الى الرئيس ميشال عون، ومن هنا، تصبح هذه العناوين شكلية بالمقارنة مع الهدف الاساسي والاستراتيجي للقوى السياسية اللبنانية مجتمعة، ويصبح معها الحوار مضيعة للوقت.

لبنان ٢٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى