اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

أميركا تصعّد الضغوط في سوريا: عمليات المقاومة تفعل فعلها

أيهم مرعي

الحسكة | نفّذت طائرات حربية أميركية، ليل الأحد – الإثنين، عدوانها الثالث على الأراضي السورية منذ السادس والعشرين من الشهر الفائت، مستهدِفةً مواقع عسكرية في باديتَي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور الشرقي، بعد أن صعّدت «المقاومة الإسلامية في العراق» عملياتها ضدّ القواعد الأميركية في سوريا والعراق، وأعلنتها هدفاً مشروعاً لها منذ الثامن عشر من تشرين الأول المنصرم، نصرةً لقطاع غزة. وأعلن «البنتاغون» أن الطائرات الأميركية أقدمت، للمرة الثانية في أربعة أيام، على «تنفيذ ضربتين جويتين»، زعم أنهما «استهدفتا الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة لإيران في سوريا». إلا أن مصادر ميدانية أكّدت، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الطائرات الأميركية اعتدت على موقعَين في مناطق تشهد تواجداً للقوات الرديفة للجيش السوري، في بادية السيال في ريف البوكمال، وحي الحيدرية في أطراف مدينة الميادين في محافظة دير الزور»، مشيرةً إلى أن «العدوان أدى إلى ارتقاء عنصر وإصابة ثلاثة آخرين».

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بدوره، إنه «ليست لدى الرئيس جو بايدن أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأميركيين، وهو وجّه أمر الهجوم شرق سوريا، للتوضيح أن أميركا ستدافع عن نفسها وجنودها ومصالحها»، زاعماً أن «الضربتَين استهدفتا منشأة تدريب ومخبأً قرب مدينتَي البوكمال والميادين في دير الزور شرق سوريا». وهدّد أوستن «بشنّ المزيد من الضربات ضدّ الميليشيات المرتبطة بإيران، إذا لم تتوقف الهجمات ضدّ القوات الأميركية في سوريا والعراق»، لافتاً إلى أن «العمليات التي تمّ تنفيذها تهدف إلى تعطيل الجماعات المسؤولة عن الهجمات على القوات الأميركية وإضعافها»، مشيراً إلى أن «هذه الهجمات يجب أن تتوقف، وإن لم تتوقف، فلن نتردّد في القيام بكل ما يلزم، مرة أخرى، لحماية القوات هناك». وفي الاتجاه نفسه، قال قائد «القيادة المركزية في القوات الأميركية» (Centcom)، مايكل كوريلا، إن «الضربات جاءت ردّاً على الاستفزازات المستمرّة من الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له في سوريا والعراق (…) وستواصل الولايات المتحدة الدفاع عن نفسها ومصالحها وأفرادها في هذه المنطقة»، فيما نقلت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، عن مسؤول في البنتاغون (لم تسمّه)، أن «الغارتَين أسفرتا عن مقتل ستة إلى سبعة مسلّحين موالين لإيران».

في المقابل، سارعت فصائل المقاومة إلى استهداف القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا، لأربع مرّات في 12 ساعة فقط، في رسائل ميدانية واضحة بأنها مستمرّة في تنفيذ هجماتها على الأميركيين المشاركين في الجرائم اليومية المرتكبة بحق أهالي قطاع غزة، من دون أيّ رادع. والملاحظ أن المقاومة بعد كلّ عدوان أميركي جديد، تعمد إلى رفع عدد المرّات التي تستهدف فيها تلك القواعد، في محاولة على ما يبدو لتأكيد تحدّيها الضغوط العسكرية الأميركية، والمحاولات المتكررة لردعها، ووقف نشاطها، وإثبات أن أيّ تصعيد سيقابله تصعيد مماثل، وأنه لا تراجع عن قرار اعتبار القواعد الأميركية في سوريا والعراق، أهدافاً مشروعة، طالما استمرّ العدوان على القطاع. ويَظهر هذا الإصرار عبر استهداف تلك القواعد لأكثر من خمسين مرّة في أقلّ من شهر، والنجاح في الوصول إلى تسع من أصل نحو 14 منها في جنوب سوريا وشرقها.

ثمّة استماتة أميركية لإيقاف هجمات المقاومة، بعد فشل أنظمة دفاع واشنطن الجوية في حماية قواعدها

وفيما يكشف تصعيد الأميركيين لاعتداءاتهم الجوية أن الجهود التي تحدّث عنها «البنتاغون» عقب عدوان التاسع من الشهر الجاري، لحمل الإيرانيين على وقف هجمات المقاومة، لم تنجح، من المتوقع أن تلجأ واشنطن إلى تكثيف اعتداءاتها وتوسيع رقعتها، لتحقيق هدفين: تشديد الضغط على المقاومة لإنهاء عملياتها أو تخفيفها على أقل تقدير، ومساندة العدو الإسرائيلي في تنفيذ غارات بالإنابة عنه في سوريا، في ظلّ انشغاله الميداني بحربه على غزة، والتصدّي لهجمات المقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني.


من جهتها، تبيّن المصادر الميدانية أن «فصائل المقاومة استهدفت لمرّتَين متتاليتَين، وبشكل متزامن، القاعدة الأميركية في حقل العمر، عبر طائرة مسيّرة وقصف صاروخي، وسط تأكيدات عن وقوع خسائر مادية وإصابات مجهولة الحجم في صفوف الجنود الأميركيين»، لافتة إلى أن «الهجمات طاولت أيضاً، قاعدة معمل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشمالي بـ15 صاروخاً، وقاعدة خراب الجير في ريف الحسكة الشمالي بـ6 صواريخ، وقاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي بصاروخين». وتشير المصادر إلى أن «هذه الهجمات، رغم تواضع الأسلحة المستخدمة فيها، إلا أنها نجحت في إصابة 45 جندياً أميركياً على الأقل باعتراف أميركي، مع إصابات بالخوف والهلع»، مضيفةً أن «الأثر العسكري والنفسي لهذه الاستهدافات واضح، وهو ما يفسر استماتة الأميركيين للضغط لإيقافها، بعد فشلهم عسكرياً في صنع درع دفاع جوي لحماية القواعد من صواريخ المقاومة» متوقّعة أن «تواصل المقاومة هجماتها بزخم أكبر، مع زيادة التصعيد مع كلّ عدوان أميركي أو إسرائيلي على الأراضي السورية».

الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى