اخر الاخباربريد القراء

احتفالات تخرج بدون خريجين! (بقلم علاء مدني)

عادت الحياة لتضج على مسارح المدارس والثانويات الرسمية والخاصة كما المهنيات والمعاهد احتفاءاً بتكريم و تخريج طلاب الشهادات الرسمية معلنة إنتهاء مرحلة سوداء وحقبة سيئة من التردي الاقتصادي و الصحي، هذه الحقبة التي عايشها الطلاب و عانى منها المتعلمون اكثر من غيرهم نتيجة ابتعادهم القسري عن مدارسهم و ثانوياتهم ومعاهدهم، تارة نتيجة جائحة كورونا التي ألزمت الجميع بيوتهم و فرضت عليهم نظام تعلم عن بعد كان فعليًا عن بعد و أبعدَ مئات آلاف الطلاب عن مدارسهم وصفوفهم ومعلميهم ومناهجهم فكانت النتائج كارثية اذ كان الهدف الأساسي لهذا التعلم هو التجهيل عن بعد و للاسف، وطوراً بحجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي منع آلاف المعلمين من الوصول الى مدارسهم فكانت النتيجة تعطيل قسري وإضرابات وتقليص مناهج ومسخ امتحانات فتراجع مستوى التعليم في معظم المدارس وفقد الطالب القدرة على التفكير والنقد والتحليل والابداع فجاءت نتائج النجاح عالية مع انخفاض عالي الوتيرة للمستوى الاكاديمي للخريجين، هؤلاء الخريجون الذين يملكون كل الحق للاحتفال بنجاحهم والاحتفاء بهم من قبل إداراتهم ومعلميهم وأهاليهم، لكن هذا الحق لا ينفي وجود مشكلة بنيوية لدى هؤلاء الطلاب مرتبطة بمستواهم التعليمي ومدى تحصليهم للمعارف والمهارات والخبرات طيلة السنوات الثلاثة المنصرمة وما زاد الطين بلة هو عدم مقاربة هذا الموضوع من قبل المعنيين خلال احتفالات التخرّج و التكريم التي يجب ان تكون المنطلق لتصويب بوصلة الوضع التربوي والتعليمي ولتوجيه المكرمين والخريجين للوقوف مطولًا عند نتائج الامتحانات الرسمية التي جاءت بهم الى مسارح ومنصات مدارسهم وثانوياتهم لدراستها والاستفادة منها لاختيار اختصاص جامعي يتلاءم و قدراتهم و يلبي طموحاتهم و يسمح لهم الانخراط الفعال في سوق العمل كما ان هذه الاحتفالات يجب ان تكون فرصة حقيقية لمساءلة المعنيين بالشأن التربوي و التعليمي عن مأساة المناهج التعليمية و التربوية المتخلفة و المتأخرة و المتحجرة و الصدأة التي لا تحاكي العصر الرقمي والتكنولوجيا والوسائل الحديثة والاستراتيجيات النشطة مما يؤدي الى إنتاج طلاب ناجحين وليسوا طلاب خريجين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى