اخر الاخبارمحلياتهام

الرئيس محمد مديحلي.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر (عصام عزالدين)

ُ

رغم أنهُ قد قطعَ لرحلته الطويلة تذكرة ذهاب بلا عودة .. ليبتعدَ عن كرة القدم التي طلقها “ثلاثاً ” وينصرف إلى ما يخصه شخصياً من شؤون عائلية وتجارية في لبنان وأفريقيا .
إلا أن جمهور سفير الجنوب ما زال يفتقد لعقلية ” أبو غسان” …
وطريقته المدروسة والقادرة في إدارة الفريق .
جرأته وجاذبيته في سوق الإنتقالات للاعبين والمدربين .
مشروعه المنظم المستند إلى الأرقام وما تحتاجه من لوازم في الجهود والإمكانيات الفنية واابشرية والمالية والصورة البرّاقة والشخصية التي تليق بسفير الجنوب .
ف “محمد مديحلي” ليس بعابرِ سبيلٍ في مسيرة التضامن صور .. ولا هو من أولئك الذين مروا على كرسي رئاسته مرور الكرام كما يحاول أن يصوره البعض …!!!
إنما للرجلِ مكانته المُهابة والمقدّرة في قلوب المحبين للفانلة الارجوانية الذين ثبتوه ” ثالث ثلاث” .. من الرئيسين التاريخيين علي أحمد وشريف وهبي
وصولاً إلى الشاب الوسيم الأنيق الذي بُح َ صوته كفتى يافع يُهجئ أهازيج وأغاني الفريق الصوري من على مدرجات ملعبه في مدينة صور .. حتى سدة القرار الإداري الأول في النادي .
وطبعا ً لم تكن الطريق سالكة كما يتصور البعض .. إنما بدأت الحكاية بجلجلة السقوط إلى الدرجة الثانية ، ومساهماته الجسورة في إنتشال غرقى النادي الذي جسّد منذ عقود طويلة أحلام الصبية في الازقة والحارات والمقاهي في المدينة وقراها الشغوفة بكرة القدم .
وبعد عودة ميمونة إلى مكانته بين كبار الدوري اللبناني أطلق الرئيس محمد مديحلي :
“مشروع التضامن صور الرقم الصعب في معادلة الكرة اللبنانية “
ونظرا ً لفهمه لصعوبة هذه المهمة تسلّحَ بالشيطان “معن حلاوي” عن ميمنته .. والملك “رضا عنتر” عن ميسرته .. مع مجلس إداري متجدد حاول من خلاله أن يتخلص من هِينات الماضي وخلافاته التي اوصلت الفريق إلى صورة لا يتمناه عشاقه ابدا ً.
وبالفعل استطاع هذه” الثالوث” الإداري الطموح
“مديحلي، حلاوي ، عنتر” أن يُعيد دبيب الحياة إلى ملعب صور البلدي .. فسخّرَ ما يمتلك من إمكانيات وعلاقات ومزايا فريدة ومؤثرة وضرورية في إعادة سفير الجنوب إلى خارطة الفوتبول المحلي كرقم ٍ صعب .. وككتيبة كروية عفيّة من الصعب تجاوزها أو كسرها .
كان العمل على كل التفاصيل …
الصغيرة والكبيرة على السواء .. من قميص النادي ، إلى تحسين صورته الدعائية، إلى إنتداب المواهب من الملاعب والقرى المجاورة إلى إدارة فنية من مستوى “برند” بالمعايير المحلية .
إلى النجاح بإنتداب العديد من النجوم لتشكيلة النادي حتى أصبح واحد من أفضل خمسة أندية لبنانية تتصارع على لقب البطولة والكأس في عهد “مديحلي ” .
ولكن “ندّاهة” الخلافات عادت لتطل برأسها من جديد داخل أروقة التضامن صور!!!
فقز “رضا عنتر” من السفينة أولاً على خلفية مناكفات مهرجان اعتزاله .. وتبعه النشيط المحنّك معن حلاوي بعد كثير من التقديمات والتضحيات للنادي .. كان يستحق أقله عليها لقب الجندي المجهول .
وأخيراً .. رمى القبطان محمد مديحلي إستقالته الرسمية على الطاولة مؤشراً بخريف جديد قد لا تنتهي أيامه بسهولة .. ومختتماً حلماً جميلاً عاشته جماهير النادي الجنوبي لسنواتٍ وإن كانت قليلة .. ولكنها مختلفة ومتميزة بما خالطها من عودة للحياة والفرح إلى المدرجات ، والندية والصلابة والطموح إلى تشكيلة الفريق الأحمر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى