اخر الاخبارمقالات وقضايا

المقداد يتمسّك بصناعة كراسي القش: حمتني من الفقر

مايز عبيد

قلائل هم، وبعدد أصابع اليد الواحدة أولئك الذين لا يزالون يتمسّكون بحرفة صناعة كراسي القش في عكّار والشمال. أبو جمال المقداد من المحمرة – عكار هو أحد هؤلاء وينشط في هذه الحرفة في منزله، تعاونه ابنته وزوجته.

لا كهرباء، ولا آلات، ولا ماكينات ولا أي شيء آخر تحتاجه هذه الصناعة القرويّة، فكلّ ما يلزم لهذه الحرفة التراثية القديمة، القش الذي يتمّ جمعه من الأراضي المجاورة، بالإضافة إلى الماء الذي ينقع فيه القش لكي يصبح غضاً طرياً وقابلاً للطيّ واللفّ والجدل. ويحوك أبو جمال كراسيه من ألفها إلى يائها، على قاعدة الخشب التي يأتي بها من المنشرة. وتستغرق معه صناعة الكرسي الواحد بضع ساعات في حال انكبّ عليه طويلًا بشكل مستمر، من دون انقطاع.

يقول المقداد لـ»نداء الوطن»: «هذه حرفتي ومهنتي من أكثر من أربعين عاماً وهي التي تمنع عني الحاجة والعوز، وتجعلني سيد نفسي لا أحتاج إلى أحد من الناس، وهي التي نعتاش منها في كل الأوقات».

أضاف: «كان الكرسي يباع بعشرة آلاف ثم بدأت أسعاره بالإرتفاع إلى أن وصل سعر الكرسي الآن لحدود المئتي ألف ليرة. طبعاً هذه الزيادة بسبب الإرتفاع الحاصل في سعر الخشب الذي نعوزه من المنشرة لنجدل عليه القش، علماً أن الكرسي الواحد ليس فيه مربح بأكثر من 10 آلاف ليرة. ما زال لهذه الكراسي زبائنها، لأنها تبقى أفضل من كراسي البلاستيك وأكثر أماناً وراحة».

ويؤكد المقداد تمسّكه بحرفة الأجداد وتراثهم بالقول: «لن أقلع عنها ما حييت وقد علّمتها لأولادي ولغيرهم، ولا أبخل بتعليمها لمن أراد، المهم أن تبقى هذه الحرفة قائمة ولا تموت». ويختم «الدولة لا تقدم لأصحاب الحرف القديمة شيئاً. هي فقط تفرض على الناس الضرائب والرسوم والزيادات، حتى رغيف الخبز بتنا غير قادرين على تأمينه».

يشار إلى أن التمسّك بالحرف التراثية والتقليدية لم يعد بالأمر السهل في هذه الظروف الصعبة، ومن لا يزال يتمسك بها فهو يبذل الكثير من الجهد والوقت والمال، لكي يستطيع الصمود في هذا الوقت الصعب. نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى