اخر الاخبار

قبلان: المصارف ارتكبت أكبر جريمة نقدية في تاريخ هذا البلد

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة ان “بلدنا اليوم أمام خيارات كبيرة، والوضع كارثي، واللعب بالمنطقة أصبح على المكشوف، والأزمة تضرب الجذور، والمواجهة محتدمة جداً، والوصفات الدولية الإقليمية مفخخة وتريد رأس البلد، ووسائل تبادل الرسائل شديدة الفتك، وعين جيوش المال السياسي وأفاعي الانقلابات الصامتة على اللعب الطائفي والعداوة الداخلية، وفق سلّة إمكانات مالية ونقدية وغذائية وسياسية وإعلامية وعقابية، تدفع البلد للانفجار من الداخل. وهذا ما يجب أن ننتبه له جيداً، ونحذر منه بشدة، لأن الأفاعي لا تعرف إلا لعبة السموم. والأولوية اليوم وغداً لحماية لبنان ولحماية مصيره السياسي، ولإنقاذه من جحيم الحرب المالية الاجتماعية”.

وأكّد قبلان أنه “منذ التاريخ الأول ولبنان للجميع، لكل ناسه وشعبه، والعيش المشترك ضرورة وجود هذا البلد وأساس بقائه، وما يجمع المسيحيةَ والإسلام أكبر بكثير من أن تفرقه كل قوى الأرض. ولذلك أقول للبعض: كفّوا عن استعمال لبنان كجائزة ترضية، لأن شعب هذا البلد شبع زعافاً، ويريد أن يعيش أمنه وأمانه، بعيداً عن المقامرة الطائفية. وما بين جبل عامل وجبل كسروان والشمال وباقي المناطق قصة شراكة وحماية وتاريخ. والخطر سببه جيوش الوكالات الخارجية، التي تصرّ على معالجة أزمة البلد بعقلية الحرب العالمية. واليوم أكبر حارس للبنان وحدته الوطنية والشراكة الإسلامية المسيحية، بعيداً عن لعبة بطون الضباع الخارجية. لذلك إياكم والغارات الطائفية لأنها أخطر من السرطان على البدن”.
أما بخصوص أموال المودعين، اعتبر المفتي قبلان أن “المودع مظلوم، ومنهوب، والمصارف ارتكبت أكبر جريمة نقدية في تاريخ هذا البلد، والتصحيح يجب أن يكون بطريقة تنصف المودع، ولم يتم حتى الآن إنصاف المودع”، مشيراً إلى أن “الأزمة الاجتماعية تضرب صميم ضرورات الناس المعيشية، واللعب بالدولار أشبه بقنبلة نووية، والأسواق أشبه بميدان حرب، والسياسات الدولية الإقليمية مصمَّمة لتجويع الناس ومعاقبتهم بكل الإمكانيات والأطر”.
وشدّد قبلان على المطالبة بـ”تأمين الحد الأدنى من سياسات التضامن الوطني، توازياً مع بدء ورشة حلول داخلية، بعيداً عن انتظار الوهم الدولي، وهنا أقول للحكومة والقوى السياسية: العجز يعني نحر البلد، والقائد الفعلي من لا يعرف العجز، خاصة أن الإمكانات الداخلية قادرة على التأثير بوضع البلد نحو الأحسن، إلا أن الحسابات الخارجية وخلطة الوصفات الدولية تضع البلد على حافة المذبح”، معتبراً أنه “بهذا المجال يجب المبادرة فوراً لحماية الأسواق واليد اللبنانية، بل واعتماد إمكانيات حمائية استثنائية لحمايتها، وإنعاش ما أمكن من الاقتصاد الداخلي، والذي يفترض اعتماد سياسات تحفيزية لإنقاذ الأسواق وبقية الاقتصاد. والمطلوب امتصاص فتيل الأزمة وتقليص الفساد، والتخلي عن عقلية التصفيات السياسية، وفكُّ أسر الحكومة التي يكاد يحوّلها كمين قضائي إلى أطلال”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى