اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

انتعاش حالات الهجرة غير الشرعية في الشمال نجاح مُحاولة… واحباط اخرى قبالة الميناء

دموع الأسمر-
بالامس أحبط الجيش اللبناني والقوات البحرية عملية هجرة غير شرعية في احدى الجزر قبالة ميناء طرابلس، وضم القارب عائلات لبنانية وسورية.

وقبل اسبوع احبط الجيش محاولة هجرة اخرى من شاطىء شكا، وقبلهما ايضا نجح مهاجرون غير شرعيين، غالبيتهم لبنانيين من طرابلس والشمال، بالوصول الى بحر اليونان حيث القت البحرية اليونانية القبض عليهم ونقلتهم الى اليونان بعد تعرضهم لخطر الغرق.


من جديد تنتعش عمليات الهجرة غير الشرعية من ابناء طرابلس والشمال، مع بعض العائلات السورية، منهم من ينجح بالوصول الى هدفه، والبعض الآخر يفشل … وبعضهم يتعرض لعمليات ابتزاز ونصب واحتيال من مهربين يستغلون العائلات الراغبة بالهجرة والتي سدّت في وجوهها ابواب الرزق في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها اللبنانيون.
 
اللافت ان معظم المحاولات هم من ابناء طرابلس وضواحيها، ومن العائلات الفقيرة التي استدانت او باعت ما لديها من قطع ذهب قليلة لتسديد أجرة الهروب غير الشرعية والتي تتراوح بين الفي الى ثلاثة آلاف دولار، على أمل أن تصل الى دول اوروبية تجد فيها الامان والاستقرار ولقمة العيش التي فقدوها في بلدهم.

وتتحدث عائلات نجح اولادها في الوصول الى مبتغاهم، انهم يدركون مخاطر المغامرة في عرض البحار للهروب من الفقر والقهر والجوع و غياب الامن والامان في لبنان، خاصة في طرابلس والشمال بعد تفاقم الاحداث الامنية والاعتداءات التي تحصل والتصفيات الجارية لاسباب شخصية ثأرية، ولانهم فقدوا مصادر الرزق وسدت الابواب في وجوههم، فاقتنعوا ان ليس لهم باب سوى المغامرة عبر البحار وبقوارب التي وصفت بقوارب الموت، لانه باب الأمل الوحيد الذي بقي لهم في هذه الدنيا…
 

عائلات اخرى اسفت لاكتشاف امرها والقاء القبض على افرادها قبل الانطلاق، بحيث خسروا المبالغ التي جمعوها بالجهد الاستثنائي، واعتبروا انه اغلق في وجههم المنفذ الوحيد الذي علّقوا عليه الآمال، علهم يحققون مبتغاهم في لقمة عيش كريم، ودعوا السلطات الرسمية اللبنانية، قبل احباط هذه العمليات غير الشرعية ، الى معالجة الاسباب التي تدفع هؤلاء الشباب والعائلات الى ركوب قوارب الموت والمغامرة عبر البحار، وان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الدولة اللبنانية التي لم ترع مواطنيها ولم تلتفت اليهم وتركتهم يعانون الفقر والجوع، وزادت من اوجاعهم بالتدابير التي ادت الى اختناقهم برفع الدعم عن اساسيات الحياة، ورفع اسعار السلع، فيما القيمة الشرائية للراتب انخفضت الى درجة ان اي راتب لم يعد كافيا لربطة خبز، فكيف لا يفكر هؤلاء بالهجرة الى بلاد اخرى يحلمون فيها بمستقبل لائق لاولادهم.
وتشير مصادر العائلات الطرابلسية الى أن نظرة موضوعية الى واقع الشباب الطرابلسي يكتشف ان نسبة البطالة بلغت ٨٥ بالمئة اثر اقفال محلات ومقاه ومؤسسات وشركات، وباتوا مشرّدين لا يملكون قرشا واحدا ، لاطعام لاطفالهم، ومعظمهم من المتزوجين.اضافة الى انحسار الحركة التجارية في المدينة، وانهيار الليرة اللبنانية ، وغرق معظم الاحياء بالعتمة، وغياب مظاهر الدولة وانعدام الاستقرار، كلها اسبابمجتمعة دفعت بالشباب الى التفكير في حل وحيد هو الهجرة…

وتسجل اعلى نسبة هجرة في مدينة طرابلس، ورغم المآسي التي تخلّفها الهجرة غير الشرعية ومخاطرها، تجد ان شبانا يكررون التجربة ويغامرون، علهم يحققون طموحاتهم في بلاد غريبة يؤسسون لحياة جديدة، وبعض العائلات تناشد حكومات الدول الاوروبية فتح ابوابها امام المهاجرين من منطلق انساني، لان المواطن اللبناني يختنق فقرا وجوعا، ومعرّض في كل لحظة لمخاطر أمنية غير متوقعة…
 
عائلات طرابلسية وشمالية، تسخر من مشروع البطاقة التمويلية، ويعتقدون انه مشروع لا يثمن ولا يغني من جوع بالدرجة الاولى في حال اقرارها، وبالتالي هو مجرد مشروع انتخابي ولن يناله الا اصحاب الواسطات، واما شروط الحصول عليها فبنود تجعل رب العائلة ذليلا مهانا عدا عن كونها شروط تعجيزية.

ازاء هذه الاوضاع كيف لا يفكر المواطن بالهجرة؟؟… يقول احدهم عالجوا الاسباب لحل ازمة الهجرة، وإلا دعوا الشباب يبحثون عن مستقبل وكرامة في ارض غريبة، وعلى الدولة تقع المسؤولية الكبرى في ما آلت اليه الاوضاع وفي محاولات الهروب عبر البحر …

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى