آخر مسخرة (بقلم الدكتور أحمد طقشة)

لا تترك نهايات السياسات الاميركية الا السخرية والاستهزاء من الادارات الاميركية رغم الخراب والفواجع التي تسببها. هذه السياسة تنفذها بشكل هزلي-موجع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا.

آخر «ابداعاتها» الطلب الى

من تمون عليهم من اللبنانيين ان يحصروا نشاطهم في بند واحد.« تحميل حزب الله مسؤولية كل خراب يحصل في البلاد، وأن الحل هو باستسلام حزب الله. والضغط يجب أن يكون على كل من يتعامل معه».كما كشفت جريدة «الاخبار» اللبنانية ولم تنفه السفيرة.
كلامُ و طلبٌ وطالبٌ آخر مسخرة عطفا على نهايات الاحداث في افغانستان، خصوصا مشهدها الاخير.الهروب وطرف الثوب بين الاسنان. فالولايات المتحدة خسرت
الحرب والسلام.َّوخرجت سريعاً مطأطأة الرأس خجلى و تجرَّعت هزيمة جعلهتا مع جيشها أضحوكة . فيما فاجأت طالبان اميركا والعالم بسرعةِ انتصارها بعدما أعتمدت استراتيجية
محكمة.سيطرت أولا على الريف،وهيمنت على المعابر الحدودية المهمة مع دول الجوار،بعدها حاصرت عواصم الأقاليم واحتلتهتا كلها .على ان تكون النهاية معركة كابول.لكن اية معركة لم تقع.بل استسلام مهين للعم سام وللناتو، الذين تنتظرهم خلافة جديدة. فطالبان هي نفسها لم تتغير.نظامها شريعة وامارة اسلامية و«انتهينا».
لذا تسعى الإدارة الأميركية لمكسب في مكان يغطي الهزيمة – الفضيحة. الاغلب في الشرق الأوسط .لبنان الأكثر ترجيحا .
صحيح ان حزب الله لا يحظى باجماع اللبنانيين،لكن السيدة السفيرة يفترض ان تعرف من مخابراتها النشطة جداً في لبنان،ومخابرات العالم كله التي تتابعه ،انه القوة السياسية اللبنانية الاكثر تمثيلا. له مؤيدون في كل الطوائف والمناطق وليس في بيئته الشيعية وحدها.لذا لن يكون جوزة طريَّة.
السلوك الاميركي تجاه لبنان يعكس يأساً وبؤساً وهنا خطورته. البلد في ازمة غير مسبوقة، تهدده بالخراب ،وهو بأشد الحاجة الى توحيد شعبه كله وطاقاته للخروج منها.فيما تحريض اللبنانيين على بعضهم،واعتبار حزب الله هدفاً، يأخذان البلد نحو الانفجار والاقتتال والتدمير الذاتي.ما يؤكد ان اميركا تقدم في لبنان الحرب على الحل.
قلة موتورة من اللبنانيين-لمصالح ضيقة جداً- و بعض العرب -لحسابات خاطئة مجدداًـ يؤيدون هذا الخيار.
مصير لبنان،إنفجاراً او حلاً، رهن هذا الصراع.
د.أحمد طقشة