اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

الثروات هُرّبت من البلد بقصد تدمير العملة الوطنية… اليس من يتلطى بالمراجع الدينية للهرب من المحاسبة بمجرم؟

زياد العسل
هرّب بعض الساسة في لبنان أموالهم للخارج المتآمر عن سابق اصرار وتصميم، وهذا اذا ما وضع في سياق ما حدث منذ 17 تشرين حتى اليوم، يكشف بما لا يقبل الشك، ان هذا الأمر اتى ممنهجاً ومحضراً له بهدف التحضير للانهيار الذي يُعمل عليه، لبلورة الواقع الجديد للبنان، حيث كان الرهان وما زال ان ضرب العملة الوطنية واضمحلال رواتب الشعب، سيجعل من الواقع الاجتماعي والاقتصادي واقعاً سيئاً جدا، وبالتالي ينعكس ذلك على المشهد الأمني، وهذا ما يجعل المتربصين بأمن لبنان واستقراره، يستسهلون تغيير الواقع وهو تحقيق الاهداف الكبرى، ولعل ابرز تلك الاهداف تسهيل الترسيم واستخراج الثروات، بما يخدم العدو الاسرائيلي الذي ينظر اليوم للمشهد اللبناني بعين القلق، حيث ان اي انفجار كبير قد يجعل امنه وأمانه واستقراره قاب قوسين او أدنى من القلق الوجودي.


وفي هذا السياق، يرى سياسي مخضرم في فريق الثامن من آذار، أن الانتصار الحقيقي اليوم هو انتصار الفقراء والجياع والمحرومين على حكم المصارف والمتموّلين الكبار، الذين امتهنوا العمل السياسي لتحصين اموالهم ومصالحهم وتقديم انفسهم كمخلصين لجماعات ترى في رغيف خبزهم واقياً من الجوع، ويتساءل المصدر نفسه عن كيفية بقاء الشعب مخدراً وقابلاً وخانعاً وخاضعاً، رغم ان كل مقومات وعوامل الثورة الاجتماعية موجودة اليوم لشعب قد اصبح تحت تاسع خط للفقر والقهر والعوز والحرمان، وكيف يمكن لشعب ذاق الأمرين ان يبقى مكبلاً بشعارات طائفية ومذهبية لا تغني ولا تسمن من جاع، سوى المزيد من الاستثمار لبعض الساسة في عواطف شعوبهم وعقولهم الباطنة الخاوية؟

ويتابع المصدر مستشهداً بقول المفكر انطون سعادة، ان الحياة ليست سوى وقفة عز فقط، وقد آن الأوان على قوى المقاومة ان تحصّن الانتصارات على العدو المركزي لهذه البلاد بمحاربة من ينفذون مشروعه في الداخل، ويقول المصدر متهكماً: أليست الاحزاب التي تعطي من رغيف سرقتها للدولة كسرة لذويها بمجرمة ؟ ثم اليس من يتلطى بالمراجع الدينية للهرب من المحاسبة بمجرم؟


ودعا السياسي المخضرم، الذي عايش حقبات كبرى في تاريخ الكيان، قوى المقاومة ان تدخل بقوة في الصراع المركزي اليوم وهو اجتثاث الفساد، بغض النظر عن العقبات الطائفية والمذهبية التي مللنا منها، فالشعب الجائع هو محتل من مجموعة من دولة عميقة مختلسة، فآن الأوان لتخرج من المسرح الذي عاثت فيه قهرا وفسادا لعقود.

الديار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى