اخر الاخبار

الدولار أفدح من الشعارات: احتجاجات ليلية في المناطق اللبنانية

ساعات بعد رسالة الفتنة والحرب الأهلية التي أرسلها حزب الله ومعه مكوّنات من السلطة يوم السبت الماضي، عاد المئات إلى شوارع لبنان لقطع الطرق حيناً والاعتصام حيناً آخر. لا يتطلّب البحث وراء استمرار الاعتراض وتحركات ثورة 17 تشرين الكثير من التفتيش عن الدوافع. فالأسباب يعيشها اللبنانيون يومياً من خلال أسعار صرف الدولار المتفلّتة ارتفاعاً (بلغت 4500 ليرة للدولار الواحد)، وأسعار السلع الغذائية والأساسية، ومؤخراً أزمة المازوت.

الليلة نار.. بكرا عصيان
كما أنّ خطوة رئيس الحكومة حسان دياب في تقديم موعد جلسة الحكومة لاستلحاق التعيينات مراعياً خروج أحد المرشّحين للتعيين عن السنّ القانونية، أجّجت الشارع. كما أنّ قرار وزارة التربية في تعيين زوجة دياب في لجنة وزارية كان له وقعه أيضاً. وكل هذا جاء ليؤكد أنّ المنظومة الحاكمة مستمرة في السياسة نفسها، وفي العمل وفق الاعتبارات ذاتها، وأولها المحسوبيات والمحاصصة وغياب أي مراعاة لوقع الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل على حياة اللبنانيين. فشهد مساء الثلاثاء مسيرات وتحرّكات في مناطق لبنانية عدة، أولها بيروت.

احتشد في ساحة رياض الصلح المئات مجدداً، رافعين شعار إسقاط حكومة دياب هذه المرة. شتموه على إيقاع “الهيلا هو”، فانضمّ اسمه إلى لائحة ضحايا هذه الأنشودة. كما ردّدوا باقي الهتافات الأخرى ضد السلطة وحكم المصرف، وتوعّدوا “جهّزوا الحجار.. جهّزوا العصيان.. الليلة نار.. بكرا عصيان”. وانضمّت إليهم مسيرة قادمة من أمام مصرف لبنان، كانت قد رفعت شعارات إسقاط حاكم المصرف المركزي، رياض سلامة، لمسؤوليته في أزمة الدولار. وجابت المسيرة بيروت، انطلاقاً من الحمرا إلى وسط بيروت، مروراً بجسر الرينغ. وقد دعت العديد من المجموعات المنضوية في 17 تشرين إلى الاعتصام في ساحات بيروت، وأبرزها “مجموعة شباب المصرف”، “لحقي”، “الحركة الشبابية للتغيير” و”عامية 17 تشرين”.
أما في طرابلس فأطلقت الأسباب نفسها شرارة تحرّكات تنقّلت في مختلف أحياء المدينة. فبدأت المسيرات والإشكالات أمام منازل النواب والقيادات السياسية في المدينة.

من منزل إلى منزل
البداية كانت أمام منزل اللواء أشرف ريفي، حيث تجمع محتجون. وقد تطورت التظاهرة إلى أشكالٍ أدى إلى إطلاق رصاص في الهواء، بعد أن حاول المحتجون دخول غرفة الحرس الخاصة بالمبنى الذي يسكنه ريفي. وبعد انتشار عددٍ كبير من الشائعات حول الحادث، أصدر مكتب الدكتور طه ناجي بيانًا توضيحيًا جاء فيه: “تتناقل بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن بعض المحتجين أمام المبنى الذي يقطنه الدكتور ناجي واللواء أشرف الريفي تعرضوا لإطلاق نار في الهواء. ونود أن نوضح للجميع أنه لا علاقة لنا بهذا الأمر، ونتمنى للمحتجين النجاح في تحقيق المطالب المحقة، ومعالجة هموم المواطن، ولا سيما في مدينتنا الحبيبة طرابلس”.
لاحقًا، تجمع محتجون آخرون أمام مكتب الرئيس نجيب ميقاتي على طريق المعرض، وعملوا على تكسير كاميرات مراقبة في المكان، ورددوا هتافات ضد الغلاء المعيشي والوضع الاقتصادي الناتج عن انهيار الليرة. ثمّ توجه العشرات إلى قصره في الميناء للتظاهر أمامه، في ظل انتشار كثيف للجيش. كذلك، نفذ محتجون اعتصامًا أمام منزل النائب محمد كبارة، مرددين الشعارات المطلبية نفسها.

.. ومن طريق إلى طريق
على مستوى الطرقات، قطع عدد من المحتجين بالإطارات المشتعلة الأوتوستراد بين طرابلس وعكار، في منطقتي باب التبانة والبداوي، قبل أن يعاود الجيش فتحها.
وفي المنية، ولليوم الثاني على التوالي، اعتصم ناشطو البلدة وأهاليها أمام معمل دير عمار الحراري، بسبب التقنين الكهربائي القاسي في عدد المناطق الشمالية، الذي تجاوز الـ20 ساعة في اليوم، تزامنًا مع توقف أصحاب المولدات الخاصة التغذية بالطاقة الكهربائية، بحجة فقدان مادة المازوت.
وفيما نفذ الجيش اللبناني انتشارًا كثيفاً في محيط المعمل، حاول المتظاهرون اقتحامه، فتصدت عناصر الجيش لهم بعد وقوع التصادم فيما بينهم. وقد تطور الأمر إلى قيام عدد منهم بقطع الطريق على أوتوستراد دير عمار، مرددين الهتافات المطالبة بالكهرباء، ومهددين بالتصعيد في حال استمر التقنين على الوتيرة نفسها.
عاليه.. وصيدا
وفي منطقة عاليه، أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق الدولية، عند مفترق بلدة شانيه بالإطارات المشتعلة، استنكاراً لتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان واللبنانيين. وقد جرى إقفال الطريق بالاتجاهين. أما في صيدا، فنظّمت مجموعات من المحتجّين مسيرات جابت مختلف شوارع المدينة وصولاً إلى دوار إيليا، وما بات يعرف باسم ساحة الثورة. وردّد المحتجون شعارات منددة بالغلاء المعيشي وارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع الاقتصادية، داعين الناس إلى النزول إلى الطرقات للضغط من أجل تغيير الواقع وذلك وسط انتشار لعناصر الجيش في المكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى