اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

تناقضات لبنانية: «أين الأزمة؟» سؤال على كل لسان

الأنباء الكويتية: جويل رياشي-

يجد المواطن اللبناني نفسه اليوم بين عالمين مختلفين: أولهما أقرب إلى الافتراضي لا يعكس الواقع الميداني العام للبلد، ويتضمن بذخا وإسرافا في صرف النقود وتحديدا العملات الأجنبية خصوصا في المطاعم والحانات ومرابع السهر المكتظة في بيروت والمناطق الساحلية، والثاني من يوميات تبعات التعثر الاقتصادي والأزمة المالية غير المسبوقة التي تضرب البلاد منذ الانهيار المالي الاقتصادي بعد احتجاجات أكتوبر 2019.

يصاب المراقب للأحوال المعيشية اللبنانية بدوار لكثرة التناقضات: زحمة سير خانقة على الأوتوسترادات المؤدية الى بيروت والخارجة منها وخصوصا في عطل نهاية الأسبوع، المهرجانات الصيفية في بيروت والمناطق «مفولة»، شواطئ جديدة افتتحت على الساحل معدل الدخول إليها 35 دولارا أميركيا دون احتساب المأكل والمشرب، الركون في مرائب المولات الكبيرة يحتاج إلى ربع ساعة او أكثر لكثافة السيارات تماما كفترة أعياد نهاية السنة. يقابل ذلك حديث عن تقنين كهربائي لموتورات الأحياء في بعض المناطق، وأهال يتذمرون من ارتفاع الأقساط المدرسية للسنة المقبلة في سبتمبر، وعناصر في القوى المسلحة لا يكفيهم راتبهم لتأمين الأساسيات لعائلاتهم، وكذلك الحال أيضا مع موظفي القطاع العام.

في هذا الإطار، كان مجمع «سيتي سنتر» التجاري في الحازمية الذي يشكل متنفسا لأهالي ساحل المتن الجنوبي (الضاحية الجنوبية والحدت وبعبدا والحازمية) حديث الناس قبل أيام لغياب التكييف عن إرجائه في عز موجة الحر. وعزا القيمون على المجمع الأمر إلى عطل تقني طرأ على المكيف المركزي الضخم، إلا ان الأمر استمر لأيام وتخطى المدة التي يستغرقها تصليح الأعطال. واستنتج البعض انه أقرب الى عملية تقشف من خلال ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية التي تتأمن من خدمة المولدات الخاصة العاملة على المازوت. وقال بائع في محل أحذية لعلامة تجارية كبرى تتخذ من المجمع مقرا لها: «أعمل في ظروف سيئة. درجة الحرارة تصل الى 29 درجة مئوية في الداخل. الزبائن لا يقصدون المجمع، ومن يريد القيام بالخطوة يسأل رفاقه عبر تطبيق واتساب عن خدمة المكيف، ويأتي الجواب سلبيا. أعتقد ان المشكلة إدارية مالية صرف، وهي تعدت تعطل المكيف او عدم تشغيله، لتصل الى مرافق النظافة، ذلك ان الدخول إلى دورات المياه بات غير محبذ لغياب النظافة التي يتطلبها هذا المرفق في مجمع تجاري ضخم».

واقع «سيتي سنتر» يمكن ملاحظته أيضا في محلات متفرقة في مبان تجارية في العاصمة بيروت ومداخلها، حيث تغيب برودة المكيفات، ويغيب تاليا الزبائن الذين يتفادون التوجه إليها في عز الصيف وبلوغ درجات الحرارة في بيروت معدلات عالية.

من جهة أخرى، مستشفى العين والأذن التخصصي في النقاش بالمتن الشمالي على مدخل العاصمة بيروت من الشمال، يقفل أبوابه يومي الاربعاء والسبت أسبوعيا في وجه المرضى الذين يقصدون العيادات الخارجية. والسبب ترشيد الإنفاق وتخفيف المصاريف، علما ان إدارة المستشفى وضعت لوحات لإنتاج الطاقة الكهربائية في باحة الموقف المجاورة، والمتاحة بالمجان أمام الزوار. وشكا أحد الأطباء من الإقفال يوم السبت، «يوم العطلة الذي يتيح للناس التحرك أكثر طلبا لمعالجة الحالات الباردة». ولم ينس تناول الوضع السيئ في تحصيل عائدات الأطباء من المستشفيات ومعاناة الأخيرة، «جراء عدم قيام الصناديق والجهات الضامنة في السداد بالمواعيد المحددة. وينعكس التأخير خسائر مادية على المستشفيات، وتاليا على الأطباء وطواقم العمل من ممرضين وغيرهم».

الشيء ونقيضه. «أين الأزمة؟» هو السؤال اللازمة على لسان الجميع خصوصا المغتربين الذين أتوا لتمضية الصيف مع أهلهم في بلدهم الأم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى