اخر الاخباربريد القراء

الإمارات العربية … تعلن إلتزامها ب”طاهورات” الإتفاق التلمودي (عصام عزالدين) .


لقد أعطى الفكر الديني اليهودي إهتماماً خاصة بمبحث الطهارة او ” طاهورات” – كما يلفظها العبرانيون – والنجاسة . وهذا ما توقف عنده الحاخام “عزرا الكاتب” الذي عكف بوحي من روح الرب ” الروح القدس” على تدوين أسفار : التكوين ، الخروج اللاويبن، العدد، التثنية والتي شكلت بمجموعها كتاب التوراة .( بحسب زعم اليهود)
فتوسع في مفهوم الطهارة والنجاسة بالاستناد إلى ما ورد في السفر الثالث “اللاويبن ” .
ولم يأت التركيز على هذا المعنى في النص الأساسي فقط إنما ذهب بعد ذلك الحاخام” يهوذا هلناسى” إلى نفس التشدد في تحديد “الطاهورات ” في مؤلفه التشريعي والفقهي
” شيشاه قداشيم” .. اي المباحث المقدسة الستة .
والتي قسمها الي قسمين: “ميشناه” و”جمارا” التي تعرف بكتاب “التلمود .”
ف”الطهارة ” تشكل شرطاً رئيساً في الديانة اليهودية …
َوعلى سبيل المثال تعد المرأة أثناء الحيض نجسة وكل من يلمسها حتى بالمصافحة من اسرتها يعتبر نجسا ً .. والمريض بالبرص نجسا ً.. والميت نجس .. و المقبرة نجسة ، والمولود قبل الختان نجس .
وللتطهر من هذه النجاسات لا بد من الاغتسال نهاراً للتبرأ من بعضها و ليلاً للتخلص من البعض الاخر .
ويستوقفني في هذا المعنى ما قاله الفقيه والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون ( اهم مفكر وفقيه في التراث اليهودي) :” إن الغاية من مباحث الطهارات حماية المقدس من النجاسات .. وضمان دخول الأطهار فقط إلى المقدس “
والواضح ان النجاسة بالنسبة لليهود او الصهاينة بالتحديد قد تأتي من أشياء كثيرة لا حصر لها :
– فالإيمان بقيم التسامح الإنساني والديني وبحق الإنسان في تقرير مصيره نجاسة .
– والمطالبة بحقوق الشعوب العربية في العيش بسلام
والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه المغتصبة نجاسة .
– عدم الاعتراف بمشروعية تفسير اليهود لوعد الرب او اضناي او إلوهين او إيل ( اسماء الرب اليهودي) .. بالتالي بطلان كيانهم الخبيث ودولتهم العنصرية المجرمة نجاسة .
– المبادرة في كسر التفوق النوعي لليهود في التجارة والتعليم والاقتصاد والسياسة والثقافة والسلاح نجاسة .
– مجرد التفكير بمقاومة الغطرسة الصهيونية وإن باللحم العاري نجاسة .
َوَعليه ..
وانطلاقاً من هذه المعايير فلا مجال لدخول اي دولة في المقدس اليهودي المزعوم .. او الإتفاق مع الكيان المحتل إلا بالولوج إلى منظومة الطاهورات السياسية التي أذعن لها حكام دولة الإمارات العربية بإتفاقهم الجبان مع دولة الاحتلال الاسرائيلي .
فكان تبرؤهم مما تبقى من ماء الوجه العربي والإنساني
موطّئاً وشرطاً اكيداً لدخولهم في منظومة العار واتفاقية الاستسلام المخزي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى