اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

حزب الله: لا تراجع عن مساندة غزة ولا خضوع للتهديدات ولا نقاش حول أيّ ترتيبات قبل وقف العدوان

سيطر التصعيد الإسرائيلي على المشهد الجنوبي خلال اليومين الأخيرين، مع توسيع العدو مروحة استهدافاته وتسجيل مزيد من الشهداء في صفوف المدنيين، كما حصل في النبطية والصوانة وغيرهما. وفيما ربط العدوّ تصعيده بالضربة القاسية التي تلقّاها في صفد، حيث سقط له قتيل و8 إصابات بصواريخ استهدفت منطقة قاعدة القيادة الشمالية، ولم يعلن حزب الله مسؤوليته عنها، لم تغب الاعتبارات المتعلقة بالعدوان المرتقب على رفح عن حسابات العدوّ، وخصوصاً لناحية إرساله رسائل بالدم والنار للمقاومة في لبنان لثنيها عن أيّ تصعيد مرتبط بالعملية المرتقبة في رفح. فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن «إسرائيل ليس لها مصلحة في الحرب مع لبنان، لكن عليها أن تستعد».

في هذا السياق، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «وحدة ساحتَي غزة ولبنان تمتد من المجال العسكري إلى المجال الديبلوماسي أيضاً»، في إشارة إلى الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان في إطار الضغط على المقاومة لتحييدها عمّا تحضّره إسرائيل لرفح. فيما عبّرت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن التشاؤم الذي يسود في إسرائيل إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان قبل انتهاء الحرب في غزة. بدورها، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثلاثاء، «أكد مجدداً تمسك حزب الله بالسياسة القائلة بأنه طالما أن إسرائيل تعمل ضد حماس في قطاع غزة، فإن حزب الله سيعمل ضد إسرائيل على الحدود الشمالية، بغضّ النظر عن طبيعة النشاط الإسرائيلي ضد لبنان».

وفي سياق المواءمة بين الضغوط الديبلوماسية والتصعيد العسكري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «سنصعّد ضد حزب الله بمستوى عُشر ما نستطيع. طائرات سلاح الجو التي تحلّق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة». لكن ردّ حزب الله أتى سريعاً على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال في احتفال تأبيني أمس، إن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة». وأضاف: «ليكن واضحاً أن لدينا لاءات ثلاثاً: لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن، ولا نخضع للتهديدات وللتهويلات الإسرائيلية أو الغربية لأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب، وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة، ولا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتَيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد وقف العدوان الكامل على غزة، وعندها تجري النقاشات. أما النقاشات التي تجري الآن، فهي نوع من إضاعة الوقت ولسنا معنيّين بها لا من قريب ولا من بعيد».


وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تحدّث عن تعرّض قاعدة القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لقصف صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى 8 عمليات إطلاق صواريخ من لبنان تجاه صفد، سقطت في منطقة قاعدة القيادة الشمالية، وقد أصاب صاروخ أحد المباني فيها بشكل مباشر. وأعلن جيش العدو مقتل جندية من الكتيبة 869 التابعة لفرقة الجليل 91، وإصابة 8 جنود بجروح خطيرة ومتوسطة. وتحدث رئيس بلدية صفد عن أضرار جسيمة لحقت بقواعد الجيش الإسرائيلي، وقال: «هناك أصول استراتيجية حساسة في منطقتنا يعرفها حزب الله، ويحاول في كل مرة الإضرار بها».

في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب مواقع وثكنات العدوّ وتجهيزاته التجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدف أمس التجهيزات التجسسية في مواقع رويسات العلم (مزارع شبعا) والراهب والمرج والناقورة البحري. كما استهدف ‏موقع ‏السماقة وثكنة ‏زبدين (مزارع شبعا). وفي ردّ أوّلي ‌‏على مجزرتَي النبطية والصوانة، هاجم ‏الحزب مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دويّ عدة انفجارات في المستوطنة وسقوط صواريخ في وسطها، وتوجّه فرق الإسعاف إلى المكان. وقالت إنه تم إطلاق صاروخين مضادّين للدبابات على كريات شمونة دون إنذار، تلاه وابل من 9 صواريخ، وأعقبه قصف آخر من 3 صواريخ.


وتزامناً مع عمليات المقاومة، قال مجلس الجليل الأعلى الاستيطاني إنه بناءً على تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع، تم إغلاق طرق عدة أمام حركة المرور حتى إشعار آخر. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن منع الحركة داخل المستوطنات وإغلاق أبوابها في منطقة الجليل الغربي عند الحافة الحدودية مع لبنان بعد تقييم الوضع الأمني.


وتعليقاً على التطورات الميدانية في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحوّلاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق». وأضاف أن الهجمات التي تستهدف المدنيين «تُعتبر انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب». وناشد «جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد»، داعياً إلى «تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين قرب الخط الأزرق».


إلى ذلك، أعلن حزب الله في اليومين الماضيين استشهاد المقاومين: حسن علي نجم (الطيبة)، والجريح إبراهيم علي الدبق (كونين) وإبراهيم حسين المستراح (الطيبة) وعلي محمد الدبس (بلاط)، وحسن إبراهيم عيسى (حومين التحتا)، وحسين أحمد عقيل (الجبين)، وحسين علي نور الدين (خربة سلم)، وناصر أحمد سعد (عيتا الجبل)، وعبد الكريم محمد علي سمحات (عيناثا) وعباس علي مهدي (العيشية).

الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى