اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

باسيل يرفض سليمان وجوزيف: “تفاهم مار مخايل على المحك”

المدن

من أمام لافتة تتضمن عنواناً سياسياً واضحاً، أراد رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، تمرير مواقف ورسائل متعددة، في إطلالته على قناة “أل. بي. سي”. في الخلفية عبارتان فيهما الكثير من الإشارات السياسية حول العلاقة مع حزب الله والتفاهم معه. العبارة الأولى تقول: “لا قيمة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة المتوازنة”. والعبارة الثانية: “دورنا سلاحنا”. إنها إشارة واضحة إلى طرح باسيل للتفاهم مع حزب الله على طاولة البحث، أو إطلاق إشارات لإمكانية التباعد. إذ أشار حرفياً: “تفاهم مار مخايل على المحك، ولبنان قائم على فكرة أساسية وهي الشراكة المتوازنة”. وأكد باسيل أنه لا يسعى إلى مشكل مع حزب الله، ولا يريد التخلي عن التفاهم بل يتمسك به.

إشكالية مجلس الوزراء
أسهب باسيل في الحديث عن العلاقة مع حزب الله والتحالف معه، بمعزل عن العلاقة الشخصية “التي تقوم على الحب والاحترام مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”. مشيراً إلى أن حديثه عن الصدق لم يقصد به السيد نصرالله: “تفاهم مار مخايل مع ​حزب الله​ على المحك، وذلك نتيجة القيام باتفاق وعدم تحقق نتائجه”. ولفت إلى أن “ما حصل كبير جداً ولا يخصّ فريقين في لبنان، ففي لبنان تعقد حكومة تصريف اعمال لاتخاذ قرارات قسم كبير منها غير ملح بغياب رئيس وبغياب 8 وزراء؟”.
وأكد باسيل في حديث تلفزيوني، أنه “لا قيمة لأي تفاهم وطني -لا فقط بين طرفين- يناقض الشراكة المتوازنة. وبعدم احترام الشراكة، نصبح بمشكلة ميثاق. ولا يحاول أحد تحوير ما قلته على أنني قلته عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتحديداً في موضوع عقد جلسات الحكومة. لم يحصل الاتفاق مع السيد نصرالله شخصياً، وبالصادقين قصدت حزب الله”. وتابع باسيل: “لا ميشال عون رئيس جمهورية، ولست مرشحاً لرئاسة الجمهورية، والموضوع ليس شخصياً، وعند ضرب أسس الجمهورية، الموضوع يتخطى الشخصي. وطبعاً الثنائي الشيعي وقف وراء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. اذ لا يمكنه أن يقوم بما قام به وحده. وبالمراسيم الصادرة، محاولة لتكريس أخذ رئيس مجلس الوزراء مكان رئيس الجمهورية، فيما الدستور واضح في قوله “مجلس الوزراء يأخذ صلاحيات الرئيس وكالة”، لا رئيس الحكومة”. معتبراً أنه بحال استمر هذا الأمر، وكان حزب الله يوافق على توقيع مراسيم الحكومة بهذا الشكل، فإن لبنان كله سيكون بخطر وليس فقط التفاهم.

لا سليمان ولا جوزيف
وحول رئاسة الجمهورية، اعتبر باسيل أنه يرفض محاولة فرض أي معادلة أو شخص من الداخل أو من الخارج على المسيحيين، رافضاً معادلة سليمان فرنجية أو جوزيف عون. وأشار إلى أن “حزب الله ينطلق من أنه يريد رئيساً يحمي المقاومة، وأن هناك جبران باسيل وسليمان فرنجية، وأنا لست مرشحاً فبقي فرنجية. والحزب حاول إقناعي بفرنجية، وأنا لم اقتنع”. أضاف “نحن احترمنا رغبة الثنائي الشيعي برئاسة مجلس النواب، واحترمنا رغبة هذا المكون. وحتى برئاسة الحكومة كان لنا رأي مختلف، واحترمنا رغبتهم”. وأكد رئيس التيار الوطني الحر أن “شخص السيد حسن له مكانة خاصة في عقلي وقلبي، وأفكر به بشكل مختلف عن كل الناس في ال​سياسة​ في لبنان. وإذا وضعنا جانبا الجنرال ميشال عون، السيد حسن هو عندي غير كل الناس”.

ولفت إلى أن “معادلة إما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزيف عون مرفوضة. بمعنى أن تخييرنا بين اسمين فقط أمر غير مقبول. والموضوع ليس موضوع سلطة بل موضوع وجودي، ولا يمكن فرض تسويات علينا من دون احترام موقفنا. وفي موضوع قائد الجيش ليس الاسم بل يتعلق في مشكلة أننا نكرس كلّ قائد جيش يصل إلى المنصب يصبح همّه رئاسة الجمهورية، والأزمة اليوم ليست أمنية بل اقتصادية ومالية وسياسية. فما هو المشروع هنا؟”.

المقاومة والدولة
وأكد باسيل: “لا نوافق على قاعدة “اختيار رئيس يحمي المقاومة”، فالمقاومة جزء من المشروع ويجب حمايتها لحماية الدولة. والمشروع هو الدولة والهدف هو الدولة، والمقاومة جزء من المشروع، ونريد رئيساً يحمي الدولة ويحمي الشراكة في الدولة ويحمي المقاومة”. وأشار إلى أن “وحدة الطائفة الشيعية لا تقوم على حماية الفساد، بل على مكافحة الفساد، ويمكن أن يكون حزب الله متمسكاً برئيس مجلس النواب، ولكن يمكننا أن نقول نحن والحزب ورئيس المجلس “stop”. ونبدأ في الممارسة بالخروج من النهج نفسه”.

ولفت إلى أن “السيد نصرالله كان واضحاً معي أن لا رئيس جمهورية خارج خياراتنا كتيار، والحزب كان واضحاً هذه المرة بالقول “نحن لسنا ملتزمين مع أحد”. وهذا استحقاق يعنينا أولا ونحن نقول “تعوا نتفاهم”. والحوار لينجح بحاجة إلى تحضير، لأن فشله كارثة. ولا يمكن أن تضربني خنجراً ومن ثمّ تدعوني إلى الحوار، والجرح كبير، وبرّي يعرف معنى الميثاقية ومن غير المفروض أن يقبل بضربها”. أضاف، “حرصت وفقاً للاحترام المتبادل بيننا وحزب الله على السير بالورقة البيضاء، بالرغم من أنني لست معها، فتحاً للمجال أمام الاتفاق. ولكن لا يمكن أن نبقى هكذا. وسنعمل جدياً في التيار على أن يكون هناك مرشح جدي”.

ورقة عمل للرئاسة
ورأى أن “الضمانة جزء منها بالشخص ولكن أيضاً بالمشروع، والحل والاتفاق والأشخاص الضامنين”. ودعا لوضع “ورقة عمل تكون ضمانة للاسم المرشح ليكون رئيساً للجمهورية ومن ثمّ يأتي الضامنون، وثالثاً يأتي الشخص، وساعتها، عند وجود مشروع واضح، نجيّر قبولنا لهذا الشخص”. ودعا باسيل “لعدم تصوير اللامركزية على أنها تقسيم، ففرز النفايات ليس تقسيماً، ولا الإنماء المتوازن، ولا إعطاء البلديات صلاحيات، والدولة المركزية أتت بالفشل والفساد، ونحن أصحاب شعار “لبنان أصغر من أن يقسم”. وأكد بانه “لا يوجد لامركزية في العالم من دون مال”.

واعتبر باسيل أنه “إذا تمسك حزب الله بفرنجية من دون قبولنا، يكون ذلك أكثر خطورة من الذي حصل في موضوع الحكومة، وضرباً أكبر للميثاقية”، متسائلاً “كيف لحزب الله أن يتمسك بمرشح لرئاسة الجمهورية نحن لا نؤيده، في وقت هناك اتفاق بيننا مبني على استراتيجيات؟”. وتابع: “لي مصلحة أن يأتي فرنجية رئيساً للجمهورية حينما أريد أن أتحدث عن مصلحة شخصية أو مصلحة التيار. ولكن أنا اتحدث عن مصلحة البلد، ولا أفكر إلا بمصلحة البلد لا بمصلحة التيار بعد 6 سنوات، ولا بمصلحتي بعد 6 سنوات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى