اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

رحيل تيمور غوكسيل الأممي التركي اللبناني.. «الأصيل»! (تقرير حسين سعد)

حسين سعد

أمضى تيمور غوكسيل الذي شغل منصب الناطق الرسمي باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان من العام ١٩٧٩ إلى العام ٢٠٠٣، أكثر من ثلثي حياته في لبنان الذي توفي على أرضه اليوم بعد مضاعفات وباء الكورونا في احدى مستشفيات بيروت التي يعيش فيها مع عائلته المؤلفة من زوجته وابنه أمير وابنته زينب، منذ تقاعده عام ٢٠٠٣ بعيدا عن بلدته الأم(بورنوفا) في تركيا. عايش تيمور غوكسيل (٧٥ عاما) أكبر الاجتياحات الإسرائيلية للبنان وتحديدا عدوان عام ١٩٨٢، الذي وصل إلى العاصمة بيروت .

كما شهد من موقعه كناطق باسم “اليونيفيل” التي انتدبت على اساس قرار مجلس الأمن الدولي ٤٢٥ بعد اجتياح ما سمي بعملية الليطاني في آذار ١٩٧٨ على أشرس العدوان الإسرائيلي في العامين ١٩٩٣ و١٩٩٦ الذي شهد اكبر مجزرة بحق المدنيين في مقر القوة الفيجية في بلدة قانا، حيث دمعت عيناه لهول هذه المجزرة. وقبل شهور قليلة من الانسحاب الإسرائيلي في ايام عام ٢٠٠٠ قرأ المشهد الأمني والسياسي، متوقعا هذا الانسحاب بعد تفكك ميليشيات العميل أنطوان لحد في سلسلة من تصريحاته ومقابلاته الصحفية .

وكان سعيدا إلى أكثر الحدود عند تحقق هذا الانسحاب، وعودة المكتب الإعلامي لقوات “اليونيفيل” من مدينة صور الى مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة مع فريق عمله (حسن سقلاوي. رولا بزيع وجمانة الصايغ واخرين)، فواكب بشكل حثيث ترسيم الحدود البرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وإنشاء الخط الأزرق المعروف بخط الانسحاب الذي تحفظ لبنان على ٣ نقاط حينها. أسس تيمور غوكسيل علاقات قوية ووطيدة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومنهم (عزمي)، وأحزاب الحركة الوطنية اللبنانية التي كانت تبسط سيطرتها الأمنية والعسكرية على الجنوب إلى حين الاجتياح الإسرائيلي في حزيران ١٩٨٢.

وتلا هذه المرحلة التي كانت تحتل فيها اسرائيل المنطقة إرساء التواصل المستمر مع قيادات حركة امل الميدانية ومنهم الشهيد محمد سعد، ثم علاقات مماثلة مع حزب الله وقياداته وعلى الأخص الشيخ نبيل قاووق، حيث كان غوكسيل، الذي فهم العربية ولم يتحدثها، سلسا في نقل وتبادل الرسائل وميله إلى الجانب اللبناني رغم اتهام الكثيرين بتحيز اليونيفيل لصالح إسرائيل.

كان غوكسيل الذي قرر عن سابق إصرار وتصميم إكمال حياته في لبنان مع عائلته، كما أكد ذلك في مقابلة خاصة اجريتها معه (الكفاح العربي) دمثا وواسع الأفق فاحتفظ بعلاقات جيدة مع غالبية المراسلين الصحافيين تحديدا في منطقة صور الذين كانوا على تماس يومي مع مكتبه الإعلامي. بعد تقاعده عام ٢٠٠٣ لم ينقطع غوكسيل عن زيارة الجنوب سوى في السنوات الأخيرة، وقد عكف على كتابة بعض مذكراته وتعليم مادة العلوم السياسية في عدد من الجامعات الخاصة في بيروت ومنها الجامعة الأميركية.

جنوبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى