اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

غضب شعبي يواكب توسّع عمليات محور المقاومة

جاء في “الأخبار”:

في ظل غضب شعبي عمَّ معظم العواصم العربية وعدداً من العواصم العالمية، واصل العدو عملياته الإجرامية في قطاع غزة بالتوازي مع استمرار المراوحة السياسية، فيما سُجّل دخول قافلة صغيرة من المساعدات إلى القطاع المحاصر بعد تفاهم برعاية الأمم المتحدة، وبإشراف أميركي إثرَ مفاوضات مع مصر وقطر. ويقضي التفاهم بفتح معبر رفح أمام المساعدات وفق آلية معقّدة يريد العدو من خلالها مزيداً من الضغط على سكان القطاع بغية تهجيرهم. وعلمت «الأخبار» أن الأميركيين وعدوا بأن يكون هناك خطاً يومياً لنقل نحو عشرين شاحنة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وبعدما رفضت حماس أن تخضع المساعدات لتفتيش مسبق من قوات الاحتلال، وافقت على ترك أمر إدارة توزيعها للأمم المتحدة، وأبلغت القوى المعنية بأنها تريد ضمان استمرار عمل المرافق الصحية عبر تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية إلى جانب المساعدات، مع ضمان وصولها إلى شمال غزة وليس إلى جنوبها فقط كما يطلب العدو ويلحّ الأميركيون.

وأعلنت حماس أمس الاستجابة لمبادرة مبادرة قطرية بإطلاق محتجزتيْن أميركيتيْن لأسباب إنسانية. وتمّ التوافق على أن الخارجين من القطاع سيُحصرون فقط بحملة الجنسيات الغربية.

العملية البرية
في إسرائيل، استمر النقاش حول العملية البرية ضد قطاع غزة، وتواصلت الاجتماعات السياسية والعسكرية مع ترجيحات بأن تبدأ العملية «خلال أيام». فيما حرص قادة العدو على إبلاغ جمهورهم بأن الأمر سيكون طويلاً وصعباً ومعقّداً. ونبّه خبراء في كيان الاحتلال من مخاطر العملية وصعوبة المواجهة مع قوى المقاومة المتحصّنة داخل القطاع، وصولاً إلى تحذير جيش العدو من أن «كتائب القسام في انتظاركم، فتوقّعوا الأسوأ». فيما قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: «أعلم أن الشعور هو شعور بعدم الثقة والانكسار». وأضاف: «نحن في بداية أحد الأحداث الحاسمة في تاريخنا، وعظمة التضامن الإسرائيلي تتجلّى. ستكون حرباً صعبة وطويلة».

وقالت مصادر معنية إن الإجراءات الميدانية هي التي تتحكّم في قرار العدو في شأن الاجتياح البري، ولا صحة لما تردّد عن تأجيله لإدخال المساعدات الإنسانية، بل إن الأمر مرتبط بالحسابات العسكرية فقط، وأخذ المطالب الأميركية في الاعتبار بعدم توريط واشنطن في حرب واسعة في المنطقة.
وعرض وزير الحرب يوآف غالانت أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست أهداف الحرب وحدّدها بثلاث مراحل، قائلاً: «في الأولى، تجري حملة عسكرية تتضمّن غارات جوية ثم مناورة برية بهدف تدمير المقاتلين والإضرار بالبنية التحتية لهزيمة حماس وتدميرها». وفي المرحلة الثانية «سيستمر القتال ولكن بكثافة أقل حيث ستعمل القوات على القضاء على معاقل» المقاومة. أما «المرحلة الثالثة فستكون إنشاء نظام أمني جديد في غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية في القطاع، وخلق واقع أمني جديد لمواطني غلاف غزة».

الجبهة اللبنانية
في الجنوب، شهدت الجبهة تصاعداً نوعياً لمستوى عمليات المقاومة عند الحدود مع فلسطين، كرّس بالنار معادلة «التماثل بالردّ» على اعتداءات العدو. وفيما تعالت أصوات إسرائيلية «متذمّرة» من نجاح حزب الله في إشغال جيش العدو عبر إخلاء المستوطنات في الجبهة الشمالية، ومن أن هذه الخطوة تعني عملياً وضع هذه الجبهة في حالة حرب حقيقية، قبل أن يقول الحزب كلمته الأخيرة ربطاً بتطورات العدوان الإسرائيلي في غزة. وقال رئيس مستوطنة مرغليوت، عند الحدود مع لبنان، إن «حزب الله يفعل بنا ما يريد. نحن نخلي المستوطنات وعلى الجانب الآخر تسير الحياة بشكل طبيعي». في وقت أعلنت وسائل الإعلام العبرية تفعيل خطة طوارئ لإخلاء 23 ألف مستوطن من مستوطنة كريات شمونة، بالتزامن مع إنجاز عملية إخلاء 27 ألف مستوطن من 28 مستوطنة عند الحدود مع لبنان.

في الأثناء، واصل حزب الله عملياته ضد مواقع العدو، ورداً على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين قرب موقع العباد، أول من أمس، ما أدى إلى استشهاد الشاب عبدالله ربيع البقاعي، استهدف الحزب قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت معلناً تحقيق إصابات أكيدة فيها بين قتيل وجريح. وأعلنت وسائل إعلام العدو لاحقاً أن العملية أوقعت قتيلاً و6 جرحى في صفوف جيشه. كذلك، استكملت المقاومة تدمير التحصينات والتجهيزات التقنية في مواقع الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهاجمت تجمّعاً ‏لجنود العدو في ثكنة هونين المحتلة (راميم).‏

‏… والساحات الأخرى
وعمّ الغضب أمس معظم العواصم العربية والإسلامية، وشهدت مدن أوروبية وآسيوية وأميركية تظاهرات ضخمة مندّدة بالعدوان الإسرائيلي. وكان البارز فيها الاعتصامات عند الحدود العراقية – الأردنية، والتي عكست تحركاً للآلاف من مقاتلي فصائل المقاومة العراقية إلى هذه الحدود.
ووفق برنامج عمل غرفة عمليات محور المقاومة، استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق بطائرتين مُسيّرتين، قاعدة الحرير التابعة للاحتلال الأميركي في شمال العراق (45 كلم عن مطار أربيل الدولي)، وأصابت أهدافها بشكل مباشر. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي أن البحرية الأميركية «واجهت على مدى الساعات الماضية في البحر الأحمر وابلاً أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفاً في السابق، إذ اعترضت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار أُطلقت من اليمن. وأوضح أن المدمّرة «يو إس إس كارني» واجهت الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أُطلقت من اليمن «على مدى 9 ساعات»، مؤكّداً أن مسار الصواريخ والطائرات المُسيّرة «لم يترك مجالاً للشك في أنها كانت متجهة إلى إسرائيل». وقال مسؤول إسرائيلي إن «جيشاً إيرانياً كبيراً يصل إلى اليمن، وإن الأميركيين لا يعرفون اتجاه التهديد ويقيّمون فقط الإمكانات (…) وقد أثبت الحادث أهمية تنسيقنا مع الجيش الأميركي».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى